ميزان الاخلاق البشرية

mainThumb

16-11-2024 05:30 PM

خلق الله الإنسان وميزه عن بقية الكائنات، وأكرمه بالكثير من المزايا التي انفردت بها آدميته .
وفضل الله الانسان على كثير من المخلوقات خلال العقل والتفكر والعقل هو المحفز والمحرك والموجه لنا ، وما بما يختزنه من شعور إنساني يجعله قادراً على ممارسة الحياة ومواجهة المصاعب، والتفاعل مع الظروف وجميع الكائنات وكل ما هو موجود بحكمة وبديهة وذكاء.

الإنسان السليم عقليا ونفسياً هو الإنسان الذي لا بد ان توجهه طبيعته للتصرف بلباقة ورقي بما يناسب أي موقف قد يتعرض له، وتمنه القدرة على التمييز واتخاذ القرار سواء كان إيجابياً أم سلبياً.
وقد اكدت جميع الشرائع السماوية والديانات على التعامل مع كل المواقف من خلال منظومة الاخلاق البشرية ، وهذا ما يُفترض أن يتحلى به كل إنسان بحسن الخلق هو أساس نجاح الكثير من الحضارات والأمم والأسر.
لذلك فان حسن الخلق يكون بالتحلي بالصفات التي جُبلت عليها النفس والروح منذ بدء الخليقة.
لكن تكنولوجيات الاتصال والعولمة الموجهة اخذت تعبث بالمنظومة الاخلاقية والقيمية في المجتمعات ، وتشويه تلك الصفات التي للأسف تشوهت وتدمرت بفعل العديد من العوامل البشرية والتكنولوجيا التي استُخدِمت بطريقة غير صحيحة.

حسن الخلق ينبثق عنه حسن القول والتصرف والنوايا الطيبة. فلا أجمل من التسامح والتقدير والإحترام المتبادل والرقي في انتقاء الملافظ، وجبر الخواطر، والكرم والعطف والتعاطف مع الآخرين، والوداعة والتواضع والتراحم مع الأقرباء والغرباء، والعدل، وعدم الإسراف ، والوسطية في كل شيء، والمودة، والعطاء، والصبر، وصلة الرحم، والإحسان للغير والتواصل مع الأصدقاء، وعدم الإساءة بالقول أو بالفعل، وتمني الخير للآخرين. هذه هي الأخلاق التي تجعل منك كفرد إنساناً سوياً متفائلاً وراضياً ومرتاحاً، وتصنع أمة ناجحة اجتماعيا وعلمياً وثقافياً.

كل فرد منا يجب أن يكون يجب ان يحافظ على الاخلاق الاجتماعية وتعزيزها لان الفرد هو اللبنة الاساسية للبناء الاجتماعي ، والمجتمع هو مجموعة أفراد وأسر.
ولعل كثير من الدراسات الاجتماعية اجدت نتائجها بان الذي ساهم في دمار الكثير من المجتمعات هو تهاون الكثير من الأفراد في مسألة الالتزام بالخلق الإنساني السليم، حتى بدأ المجتمع كالجسم المريض الذي فتك به التفكك القائم على الأخلاق السلبية غير السوية، والتي اخترقت القلوب. حتى شوهت المعايير الأخلاقية الطيبة، فأصبح الكرم نوعاً من الهبل، والتواضع والاحترام ضعفاً بالشخصية، وأصبح يُنظر للتعاطف واللطف والرحمة على انها خوف وعدم قدرة، والكلام اللطيف وعبارات الاحترام والتقدير أصبحت من منظور الكثير كذباً ومجاملةً، والتسامح والتجاوز عن أخطاء الآخرين والعفو أصبح مرضاً نفسياً.

انقلبت جميع الموازين حتى اهتزت جميع طبقات المجتمع هزة مجتمعية مدمرة، فتمادى الابن والبنت على أبيه وأمه، وتمادى الصغير على الكبير، والزوجة على الزوج، وكأنما أعيدت الترتيبات للأدوار لتكون عكساً عما يجب، فحدث الخراب في كل شيء، وكثرت الجرائم والمصائب والأمراض النفسية والدمار الذي عم المجتمعات، ليصل إلى دمار البشرية جمعاء، حتى أصبحنا أشبه بشريعة الغاب المفترسة، كل يحاول أن يتغذى على الآخر ويفترسه، وأصبح البقاء للأكثر وحشية، وللأكثر جشعاً، وللأسوأ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد