مع ترامب قلق أردوغان يتخطى عدد قلقات غوتيرش

mainThumb

10-11-2024 08:28 PM

ما إن أعلن عن فوز ترامب حتى انهار سد التحليلات مفجّرا خلفه فيضانا من التكهّنات _ تدفعها مخاوف جماعة وتأملات أخرى _ حول مستقبل السياسة الامريكية وبخاصّة في منطقتنا ، لعلّ أهمهما فيما يتعلق بمحور حديثنا هذا أثر هذه السياسة التي ترقب في ترامب حسما لمسائل طالت معاملات مماطلتها عند من اهتم بحسمها ؛ ظنّا منه بأن الادارة الامريكية والولايات المتحدّة معها لا شغل لها ولا همّ إلا تدبير أموره مع أمور المنطقة ، لا سيّما _ في نسق هذا الحديث _ أقطاب المسألة السورية سواء أكانت في جانب المعارضة أم في جانب النظام وفوقهم من يرقب تراتب الأحداث من جيران ومن بينهم تركيا التي رأت قمّة حكمها السير في موكب التلوّن بلون المصلحة الذي تحكمه سلطة الأقوى الذي لا يريد ودّها.
لم يغب عن أحد طوال فترة الشهور الماضية _ ربّما أكثر من ذلك _ الحماسة التي كانت تفتر بعد توقّد توالى عدّة مرّات ؛ كانت في كل مرّة تعلن هدفا يصل حدّه عند لقاء الرئيسين : أردوغان والأسد على اعتبار أن نهاية حل المشاكل وقمّة خلاص السوريين وجيرانهم لن تكون إلا في تلك اللحظات وبين أحضان هذه البركات ، إعلان السموّ هذا كان على الدوام يرفع ذاته بعتلة حل مشكلة اللاجئين وضمان عودتهم وتأمين حدود البلدين ضد فصائل الارهاب وما إلى ذلك من أسباب ؛ كانت في مجملها وباعتبار رؤيتنا لصورتها ليست سوى " بحاكيكي يا كنّة واسمعي يا جارة " .
أردوغان مستاء من دعم حليفه " الناتوي " لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها بلاده مجموعة ارهابية يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني لطالما حاولت التخلّص منها إلا ان الولايات المتحدة كانت تقف حجر عثرة في طريق منع تركيا الأكراد من إقامة دولتهم التي صرحت تركيا بأنها : لن تسمح بقيام دولة إرهابية على حدودها . لم تكن الولايات المتحدة _ مع ذلك _ حاميا لأكراد سوريا ، لقد تركت نار الفتنة تأكل حصادهم واصطفت مع جمهور المتفرجين ، بل كانت محاولاتها تهدئة الصراع مع القبائل العربية تماثل محاولاتها ايجاد حل في لبنان عن طريق موفدها هوكشتاين.
لقد لعبت الولايات في هذه المسألة دور ضابط ايقاع التوازن بحيث لا يغلب احد الفريقين غريمه ، في ذات الوقت الذي لا يستطيع فيه طرف أخر التدخل أو المساعدة ولو بالتصفيق . على أيّة حالة ؛ يبدو ان الرئيس أردوغان تفائل كثيرا فيما هو معروف عن ترامب الذي يحمل فكرة القليل من الصرف مقابل الكثير من الدخل ؛ والتي كان من مقتضاها التفكير بسحب القوات الامريكية من سوريا في وقت سابق ؛ يرى فيه أردوغان وغيره أملا للتجدّد ؛ يرومون فيه فرصة سانحة للتفرّد بالاكراد وضمّهم الى معسكر جماعتهم كل من جانبه .
ما لم يحسب أردوغان ومعه كل من يفكر بأن هناك ضوء أمل في نفق حسابات جدوى التدخلات الامريكية في عهد ترامب ؛ أن سحب القوات الامريكية او تخفيفها لا يعني بالضرورة كمينا ستسقط فيه قوات قسد أو من شابهها في التحالف مع الولايات المتحدة ، إن رفع السيطرة الامريكية أو تخفيفها يعني بالضرورة تفلّت هذه المجموعات من رباط الضبط الامريكي القادر ، مقابل الذهاب الى ساحات الفوضى والانقسام التي لن تجد لها " ململما " وهو ما قد يحلو لترامب فعله واعتقد أنه يفكر فيه من أجل دفع بدل الحماية والضبط في تلك الآونة لمن أراد الابتعاد عن مشاكسة الفوضويين .
ننهي كلماتنا هذه بالقول : إن حلم أردوغان هذا سينقلب كابوسا مع الأسابيع القادمة وسيصحو وهو يقول " سقالله " تلك الأيام التي كنت أحلم فيها بالضغط على بايدن من خلال إقلاقه من تقاربي مع الأسد التي لم تفلح .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد