دور نقابة الفنانين برمضان

mainThumb

10-11-2024 02:39 PM

نظرة على دور النقابة في تحفيز الدراما الأردنية

مع اقتراب شهر رمضان، الذي يعد موسمًا خصبًا للأعمال الدرامية العربية، يتجدد التساؤل حول دور نقابة الفنانين الأردنيين في دعم هذه الصناعة، خصوصًا في ظل قلة الإنتاجات الدرامية المحلية. في الوقت الذي تنتج فيه الدول المجاورة أعمالًا ضخمة، تظل الدراما الأردنية تفتقر إلى الدعم الكافي في الساحة العربية. وهذا يطرح سؤالًا مهمًا حول دور النقابة في تحفيز الإنتاج المحلي وتنظيمه، خاصة في موسم يشهد تنافسًا قويًا في القطاع الفني.

نقابة الفنانين: أدوارٌ واسعة وتحديات عميقة

تأسست نقابة الفنانين الأردنيين لتنظيم العمل الفني في البلاد وتقديم الدعم لأعضائها. ولكن اليوم، يقتصر دور النقابة على تقديم خدمات الرعاية الصحية والتقاعد للفنانين، بينما يغيب دورها في تحفيز الإنتاجات الفنية التي تشغل هؤلاء الأعضاء. إن التحديات التي يواجهها القطاع الفني الأردني، مثل قلة الإنتاجات المحلية، تجعل من الضروري أن تتدخل النقابة بشكل أكبر في دعم هذا القطاع والضغط على الجهات المعنية لزيادة التمويل والإنتاج الفني المحلي.

كيف سيدفع الأعضاء مستحقاتهم إذا لم تكن هناك إنتاجات؟

إحدى القضايا التي لا يمكن تجاهلها هي مسألة مستحقات أعضاء النقابة. إذا كانت الإنتاجات الدرامية المحلية نادرة، فإن فرص العمل تقل بشكل كبير، ما يعني أن الفنانين سيواجهون صعوبة في دفع مستحقاتهم للنقابة. وفي هذا السياق، يجب أن تتحمل النقابة مسؤولية الضغط على السلطات لتوفير فرص عمل محلية تساعد على ضمان استدامة هذا القطاع وموارد النقابة.

دول الجوار والإنتاجات الضخمة رغم التحديات

على الرغم من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها بعض دول الجوار مثل سوريا ولبنان، إلا أن هذه الدول لا تزال تشهد إنتاجات درامية ضخمة. فالدول التي تعاني من الحروب والظروف الاقتصادية الصعبة تواصل إنتاج أعمال درامية تُعرض على المستوى العربي وتستقطب الجمهور العربي. بينما على الجانب الآخر، يعاني الفن الأردني من قلة الإنتاجات المحلية، ما يعكس فجوة كبيرة بين ما تقدمه هذه الدول وما يمكن أن تقدمه الأردن.

العتب على المحطات الفضائية الأردنية

لا يمكن أن يمر الحديث عن الإنتاج الأردني دون الإشارة إلى دور المحطات الفضائية المحلية، التي قامت مؤخرًا بإنتاج أعمال درامية في سوريا، مع غياب واضح للفنان الأردني في هذه الأعمال. إن غياب الفنان الأردني في هذه الإنتاجات يعكس عدم وجود دعم كافٍ للمواهب المحلية، ويثير تساؤلات حول السياسات الإنتاجية لهذه المحطات التي قد تفضل العمل مع إنتاجات خارجية بدلاً من الاستثمار في الإنتاج المحلي.

نقابة الفنانين بحاجة إلى وقفة من أصحاب القرار

أمام هذه التحديات، يتطلب الأمر وقفة جادة من أصحاب القرار لدعم القطاع الفني الأردني. نقابة الفنانين بحاجة إلى التكاتف مع الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة وهيئات الإعلام لتحقيق تغير حقيقي في هذا المجال. يجب أن يكون هناك تعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان دعم الإنتاجات المحلية وتوفير فرص عمل للفنانين الأردنيين.

حلول مقترحة لتعزيز دور النقابة في دعم الدراما الأردنية

التشجيع على إنتاج الأعمال المشتركة: يمكن للنقابة العمل على تفعيل اتفاقيات إنتاج مشتركة مع شركات إنتاج عربية لتوسيع فرص الفنانين الأردنيين.

تنظيم مهرجانات درامية محلية: تهدف إلى تسليط الضوء على الإنتاج المحلي وتوفير منصة للفنانين الأردنيين لعرض أعمالهم.

تقديم دعم تمويلي وإرشادي للأعمال الناشئة: من خلال توفير التمويل للمشاريع الصغيرة الناشئة، يمكن دعم المواهب الشابة.

التشبيك مع منصات العرض الإلكتروني: تشجيع توزيع الإنتاجات الأردنية على منصات مثل نتفليكس وأمازون برايم للوصول إلى جمهور أوسع.

خاتمة

إن الدراما الأردنية بحاجة إلى دعم شامل من النقابة وأصحاب القرار لضمان ازدهارها ومنافستها في السوق العربي. النقابة ليست مجرد جهة لتقديم الخدمات الاجتماعية، بل هي معنية بتوفير بيئة خصبة للإنتاج الفني المحلي، والمساهمة في تعزيز الهوية الثقافية الأردنية من خلال الأعمال الدرامية التي تعكس المجتمع الأردني وقضاياه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد