العربدة الصهيونية في هولندا

mainThumb

09-11-2024 08:23 PM

يحتاج ألإنسان العاقل في هذا العصر الصهيوامريكي الأسود أن يستعير عقلا غير عقله، ومنطقا غير منطقه، وتفكير غير تفكيره، يكون أشبه بالحيوانات المفترسة التي لا يهمها ألا إشباع غريزتها عندما الجوع.

ولكن العالم اليوم للأسف تجاوز حتى مرحله التفكير الحيواني المفترس , وأصبح مجتمعنا الإنساني الذي تسيطر عليه مافية ألتجارة بحقوق الإنسان والحريات العامة وحقوق الأقليات والمرأة والطفل ، وكل شعارات ألطبشور التي سقطت وانتهت بغير رجعة بحرب الإبادة الصهيونية على فلسطين ، وخاصة على قطاع غزه الصامد المقاوم ، وجنوب لبنان البطل المقاوم .
ونتساءل هل يوجد في عالم اليوم أنظمة وقوانين دولية متعلقة بصراع الوجود بين العرب والكيان الصهيوني اللقيط، عندما أرادت محكمة العدل الدولية بشقيها الجنائي والقانوني أن تصحو ويلفت انتباها بشاعة حرب الإبادة على غزه بشكل خاص دعوة جنائية ضد جرائم الكيان الصهيوني رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ، وليس من أي كيان عربي من إفرازات سايكس وبيكو التي عانت هي الأخرى من القهر والإرهاب والعنصرية والفصل العنصري على ارض وطنها الذي كان مدعوما من رأس الصهيونية بواشنطن وذيلها بفلسطين المحتلة .
وقدمت قضيتها الشهيرة على الكيان اللقيط التي سجلها التاريخ بأحرف من نور العدالة ، تتهمه بالإبادة البشرية والقتل والإجرام ، واستخدام أسلحة محرمة دوليا ، ومنع كل سبل الحياة كدواء والغذاء والماء وتدمير المدارس والمستشفيات .
ودعم تلك القضية الإنسانية الأكثر عدل دول كثيرة بالعالم, وهنا تحركت مافية الشر والإرهاب الصهيوامريكي في العالم ؛ لإفراغ قرار محكمة الجنايات التي قررت في سابقة تاريخية تحتسب لجنوب أفريقيا ، توقيف مجرمي الحرب نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت .

ورغم الظلم بالقرار الذي ساوى بين الضحية والجلاد الا انه شكل ظاهره تاريخية لأول مرة بحق قادة كيان مارق مستهتر بكل القرارات الدولية التي أوجدته ظلما وقهرا على حساب شعبنا العربي الفلسطيني ، ووصل الاستهتار الصهيوني بتهديد قضاة المحكمة وأسرهم ، وتجاوزت الغطرسة والوقاحة الصهيونية بالدعم من الدولة الأعظم بالعالم للأسف المتاجرة بحقوق الإنسان والقيم والمبادئ واذا كل ذلك كلام للاستهلاك أمام العالم والابتزاز السياسي للأنظمة التي لا تتوافق مع سياستها كروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية والهند .
ولعل ما حدث في العاصمة الهولندية أمستردام هو اكبر استهتار في الدولة الهولندية ذاتها عندما يقوم قطعان الصهاينة بالاعتداء على منازل مواطنين هولنديين من أصول عربية، جريمتهم التضامن مع اشقائهم في فلسطين المحتلة برفع العلم الفلسطيني على منازلهم الأمر الذي يرى به الصهاينة استفزاز لهم ؛ الأمر الذي أثار حمية العرب الهولنديين ولقنوا الصهاينة المجرمين ما يستحقونه من دروس.

والغريب العجيب الموقف الرسمي الهولندي الذي اعتبر تأديب من لا يعرف الأدب ولا الأخلاق ولا القانون بأنه عمل ضد السامية ، صنم العصر الحديث وسلاح الإرهاب بوجه كل من يرفض القتل والأجرام والإبادة الصهيونية .

فهل هذا يعني السماح لقطعان الصهاينة القادمين لتشجيع فريقهم الرياضي ، أن يفعلوا ما يشاءون وفي أي بلد في العالم الحر كما يسمي نفسه , وماذا لو كان العرب هم من بدأ كردة فعلا انساني على ما يتعرض له أشقاءهم في فلسطين وغزه وجنوب لبنان من حرب إبادة .

للأسف الحكومة الهولندية بدلا من استدعاء سفير كيان الاحتلال لديها والاحتجاج على ما أقدم علية قطعان العدو من الاعتداء على مواطنيها من الأصول العربية ، وحقهم بالتعبير عن التضامن مع أشقاءهم العرب في فلسطين .

للأسف الحكومة الهولندية اعتبرت ما حدث مساس بصنم يعبد في العالم المسمى حر يدعى معاداة السامية أكذوبة العصر والزمن العجيب .
نحن اليوم في عصر اللامعقول والحق أقول أننا كشعب عربي يتحمل مسؤولية ما وصلنا أليه من استهتار العالم بحقوقنا ؛ لأننا صمتنا , ولذلك من تصدى لقطعان الكيان اللقيط في أمستردام لو كانوا في بلدانهم الأصلية وجلهم من المغرب العربي الشقيق لقمعوا في أبشع أنواع القمع .
وبملء الفهم نصرخ نحن بحاجة للاستقلال الثاني الذي يعيدنا كعرب لخارطة العالم كأمة عربية واحدة لها مكان بين أمم وشعوب المعمورة، وغير ذلك سنبقى في كالذي يحرث في البحر ويزرع بالهواء.
ولأعزاء لصامتين والمتفرجين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد