الخطاب الملكيّ للجيش .. رسائلُ واضحة للصّديق قبل العدو

mainThumb
القائد الأعلى خلال حديثه للجيش

07-11-2024 03:59 AM

حَمَل خطابُ القائد الأعلى للقوات المسلّحة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي وجَّهه لنشامى الجيش العربي، أثناء زيارته لقيادة المنطقة العسكرية الشماليّة الثلاثاء الماضي، رسائلَ مهمة للداخل والخارج، شكّلت ضماناتٍ قويّةً للوطن في ظلّ تفاقم الأوضاع الأمنية وتداعياتها الخطيرة مع توسُّع العدوان الصهيونيّ على الأراضي العربية في فلسطين ولبنان وسوريا.
الرسالة المهمّة التي حملها الخطاب الملكيّ مفادُها أنّ الأردن سيبقى بأمانٍ دائمًا وأبدًا، ولن يتأثر بما يحدثُ في الإقليم من حروبٍ مدمّرة تقودها حكومة الائتلاف المتطرّفة الصهيونية في غزة والضفة الغربية ولبنان، وبعض المدن السوريّة بما فيها العاصمة دمشق.
فرغمَ شَرَر النيران المتطايرةِ في الإقليم، بدا جلالته بين إخوته صلبًا وقويًا وحازمًا في تقريره أنّ الأردن سيبقى بأمان وبخير، وكانَ حريصًا بهذا الحزم وهذه القوّة على إيصال الرسائل المهمّة من أحد ميادين الجيش العربيّ، ومن بين إخوانه وأبنائه من رفاق السّلاح، الذي شدَّ بهم أزرَه بعدَ الله تعالى، ووضع كامل ثقته بنشامى الجيش العربي في حماية الوطن والذود عن حياضه.
فقد أراد جلالته تذكير الخارج، خاصة ممّن يتربصون بالوطن شرًا، أنّ لدى الأردن جيشًا قويًا يضم في صفوفه أحفاد أسود معارك الكرامة والسّموع وباب الواد الذين سطّروا بدمائهم الزكيّة حروفًا من الشّرف والبطولة والتضحية على ثرى الأردن وفلسطين.
وأراد أنْ يؤكّد في رسالته أيضًا أنّ تصميمه على الاستمرار في دعم الأشقاء في فلسطين ولبنان، والوقوف معهم، ينبعُ من صُلبِ مصالح الأردن العليا، وينسجمُ مع انتمائه العربيّ والإسلاميّ والتاريخيّ وواجبه القومي، وأنّه (الأردن) لن يحيد عن هذا الدّور.
هذه التطمينات والرسائل التي أراد جلالة الملك ايصالها للداخل والخارج، ومثلما هي ترتبطُ ارتباطًا وثيقًا بتداعيات الإقليم ومخاطر التطورات غير المعروفة لمسار الجرائم الإسرائيلية الوحشيّة في فلسطين ولبنان، فإنّها ترتبطُ بنتائج الانتخابات الأميركية التي سيكون لها دور حاسم في المنطقة، وباحتمالات الرد الإيرانيّ الذي عبر عنه «المرشد الايرانيّ» علي خامنئي بأنه "سيكونُ قاصمًا لإسرائيل وأميركا".. وهذا سيعني استمرار «مسلسل» الهجوم والردّ بالغارات والصواريخ التي تعبر أجواءنا الأردنية ونشاهدها بأمّ العين ونسمع صدى انفجارها في مدن فلسطين المحتلة بآذاننا، وهذا ما يرفضه الأردن رفضًا قاطعًا، أن تصبحَ سماؤه أو أرضه ساحةً لحربٍ إقليميّة.
ومثلما شدّ جلالة الملك أزره بأحفاد أسود الكرامة والسموع وباب الواد، مطلوبٌ من الأردنيين اليوم أن يكونوا الحاضنة الدّاعمة للقوات المسلحة، والسياج القويّ الذي يمدّ القيادة والجيش بالاستقرار والثبات والقوة، لمواجهة أيّ طارئ قد يحدث في مقبل الأيام نتيجة التطورات السياسيّة والعسكريّة المتسارعة والمفاجئة أحيانًا في المنطقة، وهذه الرّسالة التي هي للدّاخل الأردنيّ، أنْ يضعَ الأردنَ ومصالحه ومنعته وقدرته فوق أيِّ اعتبار.
المرحلة اليوم، تتطلب تكاتف جميع الاردنيين، وأن يكونوا فرقة إسناد للجيش والوطن والقيادة، فالطامعين والمتهورين في المنطقة باتوا يتسيّدون المشهد، ويتفردون بالقوة وجنون التفوق، وبالإيمان بالله والثقة بالجيش الذي يضم في صفوفه أحفاد أسود الكرامة والسموع وباب الواد ستتحطّم على قلاعِ إرادتهم وإيمانهم كل مؤامرات المتهوّرين والمتربصين، وسيظلُّ الأردن قويًا للأردنيين، وقويًا يستطيعُ مساندة الأهل والأشقاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد