اليوم .. الأردن أولا

mainThumb

31-10-2024 02:02 PM

اليوم... وفي ظل الأحداث الكبيرة التي تمر بها المنطقة، الحرب الإسرائيلية على غزة، ومجازر الإبادة والدمار الشامل والقضاء على كل مقومات الحياة فيها، والضفة وحصار وضرب المخيمات، والتوسع الاستيطاني فيها، ولبنان ومحاولة احتلال اراضيه، وتصريحات الساسة الإسرائيليين بتلك الأحلام الخبيثة التي تراودهم بإقامة اسرائيل الكبرى، وتغيير خارطة الشرق الأوسط، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وفي ظل الدعم الغربي الحكومي لإسرائيل بشكل مخزي حتى وصل إلى تبرير قتل المدنيين، والضعف والوهن العربي الشديد والذي باتت كل دولة تنظر إلى أختها تؤكل وتنتظر دورها، أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
والتطرف في الآراء والأفعال، ففي طرف؛ هناك تجاذبات طائفية هنا، وعصبيات إقليمية وقطرية وحزبية هناك، واختلافات وصراعات في الرأي تصل حد التكفير والتخوين، وعلى الطرف النقيض تماما لهو وانغماس في الملذات وكأن الأمر لا يعنيه، كنعامة تضع رأسها في الرمال، والنار تأكل الأخضر واليابس من حولها تحاصرها ما تلبث أن تلتهمها، والبعض يذهب بعيدا نحو التطبيع مع العدو ودعمه بكل الوسائل كمن يصب الزيت بدل الماء على النار التي ما تلبث أن تحرقه.
والأردن في وسط هذا المحيط الملتهب، تحاصره المخططات الاسرائيلية في التوسع، والدعم الغربي لذلك المخطط، والمليشيات الطائفية في مخطط مشبوه، أقلها تجارة وتهريب المخدرات، في مثل هذه الظروف المشتعلة لا بد اليوم أن يكون الأردن أولا.
الأردن أولا بتماسك الجبهة الداخلية، شعبا من شتى الأصول والمنابت، وأحزاب وجماعات من شتى التوجهات، والتفاف شعبي حكومي حول القيادة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وتعاون بين المؤسسات المدنية والحكومية المختلفة.
وكل هذا يستدعي من الحكومة الشفافية، والعمل الدؤوب من أجل تخفيف العبء عن المواطن، وتحسين الخدمات مما يساعده على الالتحام القوي مع حكومته، والذي يمثل زاوية الأساس في الوقوف صفا واحدا في وجه التحديات المخيفة في المنطقة، والعمل الدؤوب لبناء وطن قوي يقف في وجه الأطماع الإسرائيلية والدعم الغربي لها، في ظل ضعف التعاضد والتعاون العربي.
وفي المقابل على الشعب الحفاظ على وحدته الوطنية المقدسة في وجه هذه التحديات العاصفة، والعمل على النهوض بالوطن من خلال الالتزام والعمل ضمن القوانين والعادات والتقاليد والأعراف الوطنية الصالحة، والأخلاق الحميدة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد