لماذا "الريد كاربت" حرام على الفنان الأردني

mainThumb

28-10-2024 02:51 PM

أصبح من المؤلم جداً للفنانين والمبدعين الأردنيين أن يروا أنفسهم خارج دائرة الضوء على الساحة العربية، محرومين من فرص المشاركة والظهور في الفعاليات الكبيرة التي يحتفي بها الفن العربي، مثل مواسم السعودية ومهرجان الجونة ومهرجانات سينمائية أخرى على مستوى دولي. بينما تتسع دائرة الإنتاج الفني والمهرجانات في العالم العربي، نجد أن الفنان الأردني، رغم موهبته الفذة وتاريخه العريق، مغيب عن هذه الساحة وكأنه لا يملك الحق في أن يسير على السجادة الحمراء ويمثل بلده أمام جمهور عربي واسع.

أين أصبحنا بعد "نمر بن عدوان" و"هبوب الريح"؟

في الثمانينات والتسعينات، كانت الدراما الأردنية تُعرف بقصصها الأصيلة وأعمالها التي لاقت إعجاب الجمهور العربي. من أبرز الأعمال الأردنية، مسلسل "نمر بن عدوان" الذي روى قصة تاريخية تراثية أثارت إعجاب المشاهدين، ومسلسل "هبوب الريح" و*"سلطانة"*، التي أظهرت تميز الدراما الأردنية في تناول القضايا الاجتماعية والتراثية بصدق وجدية.

ولم يكن هذا النجاح من فراغ، فقد قدمت الدراما الأردنية أعمالاً تحمل بصمات فنانين كبار من أمثال أسامة المشيني، موسى حجازين، حسن إبراهيم، إبراهيم أبو الخير، وزهير النوباني، وجميل جميل براهمه لذين أسهموا في بناء أسس الفن الأردني بمواهبهم الاستثنائية. وبجانبهم، وقف مخرجون بارزون كـ حسين دعيبس، أحمد دعيبس، بسام المصري، سعود الفياض، محمد عزيزيه، وصلاح أبو هنود، الذين قادوا الدراما الأردنية نحو نجاحات حقيقية، وشكلوا قدوة للمبدعين الأردنيين.

لماذا لا نجد فنانينا في مهرجانات عربية كبرى؟

بالرغم من هذا التاريخ الحافل، يظل الفنان الأردني مغيباً عن مهرجانات كبرى، في حين أن مواسم مثل مواسم السعودية ومهرجان الجونة تستقطب ممثلين وفنانين من كافة الدول العربية، وتفتح أمامهم فرصاً للظهور على "الريد كاربت" والتفاعل مع جمهور عربي واسع. هذا الإقصاء يثير استياء الكثيرين ويطرح تساؤلاً مشروعاً: لماذا لا يرى الفنانون الأردنيون هذه المنصات جزءاً من تجربتهم؟ أين هو دور المؤسسات الثقافية الأردنية في إفساح المجال لفنانيها ليمثلوا بلدهم في هذه المحافل ويكونوا جزءاً من المشهد الفني العربي والدولي؟

غياب الدعم وضعف الرؤية

لا يُمكن تجاهل أن السبب الرئيسي لهذا التهميش يعود إلى غياب الدعم المؤسسي، حيث تفتقر الساحة الفنية الأردنية إلى استراتيجيات واضحة تدعم المواهب المحلية وتؤهلها للمشاركة في المهرجانات الدولية. إننا في الأردن نملك مواهب لا تقل إبداعاً عن أي دولة أخرى، ولكن هذه المواهب تظل مكبلة بقلة الإنتاج المحلي وضعف التمويل، وتضطر في كثير من الأحيان إلى البحث عن فرص في الخارج. وللأسف، حينما تُتاح للفنان الأردني فرصة للظهور دولياً، تكون جهوده فردية وشخصية، دون دعم رسمي أو جهود ترويجية من قبل الدولة أو المؤسسات الثقافية.

استمرار تهميش الدراما الأردنية.. إلى متى؟

يبدو أن الدراما الأردنية، رغم غناها بالمواهب، مهددة بالاندثار نتيجة السياسات غير المبالية، فالأردن اليوم يفتقد الأعمال الكبيرة التي تشبه "نمر بن عدوان" و*"هبوب الريح"*، والأسماء الكبيرة التي تقف أمام الكاميرات لتعبر عن هوية الأردن وقصصه. إذا استمرت المؤسسات الثقافية الأردنية في تجاهل هذا الوضع، فإننا سنخسر جزءاً مهماً من تراثنا الفني، وسنبقى على الهامش دون مشاركة فعالة في المشهد الفني العربي.

الختام.. أين السجادة الحمراء للفنان الأردني؟

لماذا "الريد كاربت" حرام على الفنان الأردني؟! هذا السؤال يعكس عمق المشكلة ويشير إلى الحاجة الماسة للتغيير. آن الأوان لأن تتحمل الجهات الرسمية مسؤوليتها وتعيد النظر في وضع الفنان الأردني، وأن تساهم في فتح الأبواب له للمشاركة في المهرجانات العربية والدولية، وتعيد للدراما الأردنية مكانتها المستحقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد