الضربة الاسرائيلية الايرانية وتـأثيراتها الاقتصادية

mainThumb

28-10-2024 02:34 PM

كانت التأثيرات الاقتصادية للضربة الاسرائيلية على ايران محدودة جدا، ولم تنعكس بشكل سلبي كما كان متوقع، ولم يظهر على هذه الأسواق ردة فعل عكسية من قبل المستثمرين، بل شهدت معظم أداء مؤشرات أسواق الأسهم استقراراً في معدلات التذبذب مع الميل الى تسجيل ارتفاعات مع افتتاح الأسواق ليوم الأثنين، كما أن هذا الاستقرار لم يقتصر على أداء مؤشرات الأسهم فقط، انما تعدى ذلك أيضا الى أداء العملات المشفرة والطاقة والمعادن.
على مستوى مؤشرات الأسهم، نلاحظ أنها ارتفعت في أميركا بمتوسط 0.5%، حيث سجل مؤشر ستنادارد اند بورز الأرتفاع الأكثر بين الأسهم الامريكية بحوالي 0.6%، وارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي 0.5%، بينما سجل مؤشر ناسداق للكتنولوجيا ارتفاعاً بنسبة 0.3%، وعلى مستوى منطقة اليورو فقد سجل مؤشر الأسهم داكس الالماني ارتفاعا بحوالي 0.4%، وارتفع مؤشر الأسهم كاك الفرنسي بنسبة أقل تقريبا 0.2%، وفي بريطانيا سجل مؤشر الأسهم فوتسي 0.4%، وفي الشرق سجل مؤشر الأسهم الصيني ارتفاعاً بحوالي 0.5%، بينما المؤشر الياباني سجل الأرتفاع الأكبر من بين هذه المؤشرات بحوالي 2%.
أما على مستوى أسعار الطاقة، فقد انخفض سعر برميل النقط خام برنت من 75$ الى 71.5$ بنسبة انخفاض حوالي 4.6%، وعلى مستوى العملات المشفرة فقد ارتفعت معظمها مع بداية تداولات يوم الاثنين، فعلى سبيل المثال ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 2%، وعملة الريبل بحوالي 1%، وعملة الاثيريوم تقريبا 2.5%، وقد سجلب أونصة الذهب انخفاضاً بمقدار 0.5% ليصل سعر الأونصة الى 2,732 $، وبالتالي لم تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة ولم يكن لهذه الضربة انعكاسات على هذه الأسواق.
ويمكن أن تٌعزى هذه الآثار الاقتصادية المحدودة والايجابية في بعض الأحيان على الأسواق المالية الى أن اسرائيل اختارت توقيت الضربة وهو صباح يوم السبت عند إغلاق الأسواق المالية العالمية، واختيار الضربة عند اغلاق الأسواق كان له أثر كبير في الحد من الاضطرابات في الأسواق، فلو حدث الهجوم خلال أوقات التداول لأدى ذلك الى زيادة الذعر المباشر بين المتداولين، وحدوث ردود فعل سريعة وعشوائية، مما قد يصيب الأسواق المالية وأسواق الطاقة الى أزمات وانعكاسات سلبية على الأسواق، وهذا منح الدول الكبرى كالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي وقتاً اضافياً خلال عطلة نهاية الاسبوع لاتخاذ اجراءات دبلوماسية قبل افتتاح الأسواق ليوم الاثنين.
اضافة الى ذلك، اختيار اسرائيل لضرب ايران واقتصار الضربة على مستوى المنشآت العسكرية، الى جانب وجود الدفاعات الروسية التي خففت من حدة الضربة على أيران، مع عدم تمادي اسرائيل في ضرب المنشآت النووية الايرانية أو الى الحقول النفطية، أدى ذلك الى عدم أي رد فعل من أيران، وعدم تأثر الأسواق المالية العالمية، وعدم حدوث اضطرابات في امدادات النفط، مما ساهم في استقرار مؤشرات الأسهم في الأسواق، واستقرار اسعار النفط بل انخفاضها عالمياً.
يبقى السؤال حاضر، هل نتوقع أن يكون هناك تصعيد مستقبلي بين إسرائيل وإيران، نعم بكل تأكيد لكن يعتمد مدى التصعيد وطبيعته على عدة متغيرات، مثل نتائج التفاوضات النووية، والتدخلات الدبلوماسية الدولية، وقدرة القوى الكبرى على تهدئة التوترات، وسنشهد في الفترة القادمة تصعيد متزايد من خلال الحروب بالوكالة، ولكن في المستقبل ومع فرض العقوبات الاقتصادية على ايران، والتضييق عليها في مشروعها النووي، يمكن أن يدفعها إلى تصعيد استراتيجي من خلال تهديد أمن الملاحة البحرية أو استهداف المنشآت النفطية في الخليج، وهو ما سيدفع إسرائيل إلى التفكير في المزيد من التحركات لردع إيران.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد