صحيفة السوسنة الأردنية

عمان - السوسنة - "لم أكن لأتخيل أنني سأقف هنا اليوم، أحتفل بتخرجي من الجامعة، وأنا من ذوي الاحتياجات الخاصة. كانت رحلتي طويلة وشاقة، مليئة بالتحديات، ولكنني لم أستسلم يوماً. بفضل الله، ثم بفضل دعم عائلتي وأساتذتي وزملائي، تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز."

هكذا بدأ عنان دادر قصته، وهو يتحدث عن رحلته التعليمية التي بدأت في المدرسة النموذجية للشلل الدماغي، حيث تلقى الأساس الذي بنى عليه مستقبله. يتذكر عنان تلك الأيام بكل شوق، حيث كان يكتسب المعرفة والعلم، ويخطو خطواته الأولى نحو النجاح.

"عندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية، واجهت صعوبات جديدة بسبب حالتي الصحية، ولكنني كنت مصمماً على مواجهتها والتغلب عليها. بفضل الله، تمكنت من تجاوز كل هذه التحديات والالتحاق بالجامعة."

وفي جامعة العلوم الإسلامية العالمية، وجد عنان بيئة داعمة وشجعته على تحقيق أحلامه. يقول عنان: "أشكر كل أساتذتي وزملائي الذين وقفوا بجانبي وساعدوني على تحقيق هذا الإنجاز. لقد كانوا مصدر إلهام لي ودافعاً للاستمرار."

"أود أن أشكر والدتي ووالدي المصاب بالسرطان على دعمهما اللامحدود لي. لقد كان مرض والدي تحدياً كبيراً، ولكنه زادني إصراراً على النجاح وإسعادهم."

ويوجه عنان رسالة إلى جميع الأشخاص الذين يعانون من أي نوع من الإعاقة: "لا تستسلموا أبداً، فالإعاقة ليست عائقاً لتحقيق أحلامكم. كل ما تحتاجونه هو الإيمان بأنفسكم والعمل الجاد."

ختم عنان كلماته بالتعبير عن أمله في مواصلة دراساته العليا والحصول على درجة الماجستير والدكتوراه.

زين المحارمة، زميلة عنان في الجامعة، وصفت قصته بأنها مصدر إلهام للجميع. قالت زين: "قصة عنان تدل على أن الإرادة والصبر والاجتهاد هي مفتاح النجاح. نحن فخورون بعنان ونتمنى له كل التوفيق في حياته المستقبلية."

قصة عنان دادر هي قصة نجاح حقيقية، تلهمنا جميعاً وتذكرنا بأن الإعاقة لا تحد من قدرات الإنسان، وأن الإصرار والعزيمة هما أقوى الأسلحة التي يمكن أن يمتلكها الإنسان.