تفلّت ميقاتي في وجه ايران

mainThumb

23-10-2024 02:41 AM

بدا واضحا في مواقف متأخرة عديدة لرئيس الوزراء اللبناني محاولة استغلال التصريحات الايرانية المعتادة _ قبل مقتل حسن نصرالله _ للانقضاض في وجه مصدريها مستخدما سيره _ كغيره _ مع اتجاه الموج الذي اردى ايران في هاوية خسارة الرهان على أذرعها التي تهاوت فجأة بغير سابق انذار وعلى نحو لم يكن يتوقعه أحد حتى ايران ذاتها ؛ لأسباب عدّة أهمها قلب إسرائيل إعدادات ضبط حروبها باتجاه أخذ النفس العميق واللعب بهدوء وتقليب نار شواء مصالحها في مقابل حرق مصالح الأعداء بسكب محروقات المماطلة وقسوة الضربات وشدّتها مع تتابعها ؛ مستفيدة من حالة التقهقر المقابل في صفوف أعدائها الذي استعدوا لها بقصص البطولات وحكايا التاريخ ووصفات البطولة وقتال الفنادق وعتاد الفضائيات.

هجوم ميقاتي هذا : لم يحمل في عدّة حساباته تأقيت أمواج المدّ والجزر هذه ، لم يدر في أروقة نشوته التي أمدته بها أطياف قوة الدول العظمى والكبرى على مستوى العالم والإقليم التي تهاوت للجلوس على مائدة تقطيع حزب الله وازعاج ايران بشواء لحمه أن ايران لا تضيّع اولادها وأنّها تتفوّق على كل هذه المجموعة بإدارة ساحة المبارزة وإن سخر الكثير من أفعالها وسخّف حتى التندّر .

قد تسلّم إيران بانتهاء حالة حزب الله كيد ضاربة في صالحها ؛ لكنّها لن تسلّم بتسليم ساحة قتالها الأهم لأعدائها ، لا يتعدى تسليم إيران حزب الله ليد الثأر الاسرائيلية أكثر من كونه ربحا يأخذ شكل وقف الخسارة ؛ هذا إن لم يكن ربحا حقيقيا بطريقة تجديد المنصّات بعد انتهاء صلاحية سابقاتها ؛ هذا التجديد الذي تحتمه سنوات مرّت فوق أشخاصه وتجارب ملّت من تكرار فاعليها.

ردّة فعل ايرن تحتم عليها تغيير تكتيكاتها التي بدأت تلوح فكرتها مع ضعف نظام الاسد في سوريا والذي بات يشكل عبئا ثقيلا على تشكيل فواصل هيمنتها ، بفعل عوامل عدّة لن نذكر منها _ تبعا لغير المناسبة _ سوى سقوطه في أحضان أشقائه بتأثير وعودهم بعد أن أثقلوه رميا بالعداء محاولا شق طريقه بعيدا عن ايران التي كان لها ما كان معه.

هذه الظروف التي تفترش ساحتي سوريا ولبنان حبلى بالمفاجآت التي تتعدى في غرابتها غرابة قصص ولادة العشرات في ولادة واحدة ، فإن انتهى حزب الله بدأ غيره وتشعبت هذه البدايات مستفيدة من فوضى ساحات السياسة قبل ميادين القتال ؛ لن يخسر حزب الله ثقله العسكري دون السياسي ؛ السبب بسيط جدا ؛ وهو أنّه : لولا هذه القوة العسكرية التي استطاع فرض سيطرته بها لما كان له هذا التشكيل السياسي الذي بدأ يتراجع الى حد استقواء ميقاتي الذي يحتل موقعه بفضل ثقل حزب الله هذا . خسارة حزب الله للسياسة نتيجة محتومة تتبع خسارته للعسكرة ؛ لكن خسارة لبنان تفوق وتتعدى أضعافا بفعل تمرّد التشكيلات المقابلة بفعل هذا الانقضاض المندفع على غير بصيرة.

لن يستطيع أحد احصاء فصائل التقاتل وفرق التخريب التي ستنجبها حالة الأيام القادمة التي سيطال امتدادها باقي تشكيلات السياسة اللبنانية علاوة على تشكيلات حزب الله الحالية بفضل التفاف داعمي التشقّق وصانعي المصالح المحليين والاقليميين والدوليين ؛ سيّما مع انفتاح ميقاتي مع غيره من اقطاب السياسة اللبنانية الذين لم تزعجهم تدخلات امريكا و فرنسا وغيرها من دول المنطقة كما أزعجتهم إيران.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد