البرلمان الرقمي : ثقة وتواصل

mainThumb

22-10-2024 06:07 PM

تفصلنا أسابيع قليلة عن افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب الأردني العشرين ، المقرر عقده في 18 نوفمبر/تشرين الثاني ومن المعروف أن هذا التاريخ تم تحديده بعد أن أصدر جلالة الملك عبد الله الثاني مرسوماً ملكياً بإرجاء انعقاد الجلسة التي كان من المقرر عقدها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لأحكام الدستور .

اتسمت الانتخابات الأخيرة بطابع مختلف، حيث نالت الأحزاب الأردنية ثقة كبيرة من الناخبين، مما يعكس التوجه الشعبي نحو دعم البرامج الحزبية. ولا نغفل دور الحكومة في تعزيز هذا التوجه من خلال توفير بيئة اتاحت للأحزاب عرض برامجها السياسية بشكل أوسع وأوضح، مما أضفى بُعداً جديداً على الحياة الحزبية في المملكة، وزاد من تفاعل المواطنين مع المشهد السياسي.

ماذا بعد؟ ما الذي ينتظر الناخب الأردني من المجلس الجديد كي تتعمق الثقة المتبادلة وتصبح أكثر تجذراً في المستقبل؟ وكيف ينجح المجلس العشرين في تعزيز الاتصال والتواصل مع الجمهور ، وهل سيستغل التكنولوجيا في إيصال برامجه ورسائله ويشجع على الحضور الإعلامي الواسع ويبث جلساته بشكل معلن ؟؟
نحن في الفترة القادمة نحتاج إلى وعي النائب بأهمية الإعلام الرقمي الذي لطالما تكونت صورة غير صحيحة عنه بسبب سوء الاستخدام ونشر الأخبار الكاذبه وسرعة انتشارها ، وتداول الشائعات
لذا المرحلة المقبلة تتطلب أن يعي المجلس أهمية دور الإعلام الرقمي في نشر الحقائق وإيصالها وتفنيد الأخبار الكاذبة والشائعات ، واستغلال أدوات الاعلام الرقمي في نشر برامج وأفكار وخطابات النواب والأحزاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الرسمية ، حيث سيتيح للجمهور متابعة النشاطات دون انقطاع من خلال التفاعل المباشر بينهم والرد على تعليقات الجمهور وتوضيح استفساراتهم ، هذا يخلق بيئة من الشفافية ويزيد من مساءلة الممثلين المنتخبين أمام المواطنين.

مع التطور المستمر في السوق وظهور وظائف جديدة تتطلب تخصصات تكنولوجية متقدمة، برزت الحاجة إلى وظائف الإعلام الرقمي، الذي يُعد تخصصًا حديث العهد في الجامعات الأردنية. ورغم حداثته، إلا أنه يتميز بخصائص فريدة تجعله في طليعة التخصصات المواكبة للتطورات السريعة في مجال الإعلام. وبات من الضروري اليوم أن يتم توظيف متخصصين في الإعلام الرقمي داخل مجلس النواب، ليعملوا جنبًا إلى جنب مع النواب والأحزاب، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور، وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، وتوظيف الوسائل الرقمية لتقديم المعلومة بشكل أكثر شفافية وسرعة، بما يساهم في تحسين الأداء البرلماني وإثراء الحياةالسياسية.
كيف اتفاعل مع الجمهور من خلال الإعلام الرقمي
ليست بالأمر الصعب ،اقترح برنامج النواب بين ايديك برنامج رقمي يوفر قنوات مباشرة وفعّالة تسهم في إيصال المعلومات الحقيقية، مكافحة الشائعات، وتشجيع الحوار البنّاء حول القضايا الوطنية.

من خلال برنامج النواب بن يديك نضمن تواجد النواب في الفضاء الرقمي ،يتطلب تفعيل البرنامج انشاء حسابات رسمية للنواب عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ، انستجرام، تويتر يعرضون أنشطتهم ومبادراتهم من خلالها مما يتيح للمواطنين متابعة أعمالهم والتفاعل معهم بشكل مباشر وسريع.
بالإضافة إلى تنظيم جلسات حوارية رقمية شهرية عبر الانترنت ، حيث يمكن للمواطنين طرح أسئلتهم ومناقشة قضايا تهمهم بشكل مباشر ، البرنامج يركز على إنشاء وحدة متخصصة لرصد وتفنيد الأخبار الكاذبة التي قد تؤثر على العمل البرلماني أو صورة النواب، هذه الوحدة تعمل بدورها على بث معلومات حقيقة ، ممايعزز الثقة بين النواب والجمهور .

إن إنشاء برنامج رقمي رسمي يجمع النواب والأحزاب ، ويتضمن البرامج والمبادرات والأنشطة ، ويتيح توجيه الاستفسارات والأسئلة من قبل المواطن إلى النائب بشكل مباشر ، هو بمثابة استجابة ضرورية للتطورات الحديثة في مجال الإعلام الرقمي ، بما يضمن متابعة الجمهور أعمال البرلمان ، والمشاركة في النقاشات العامة، وتقديم آرائهم حول القضايا التي تهمهم، مما يعزز المشاركة الديمقراطية ويقوي الثقة بين المواطنين وممثليهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد