صحيفة السوسنة الأردنية

الزرقاء - السوسنة

أكد عضو المجلس الوطني الإسباني للبحوث العلمية والمحاضر في جامعة سالامانكا، الخبير الآثاري خوان رامون مونيث، أن موقع خريسان الأثري بمحافظة الزرقاء يعود إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد، ويعدّ من أقدم المستوطنات السكانية لأوائل الرعاة والمزارعين في الأردن.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها مونيث مساء الأحد الماضي في المركز الثقافي الإسباني بعمان (ثيربانتيس)، تحت عنوان "خريسان: مستوطنة لأوائل الرعاة والمزارعين في الأردن"، بحضور السفير الإسباني ميغيل دي لوكاس والسفير الفنزويلي عمر فيالما أوسونا.

وأوضح مونيث أن الموقع، الذي تم اكتشافه عام 1984، يعود للعصر الحجري قبل الفخاري، ويمتد على مساحة تقارب 30 هكتاراً. ويقع على سفح تل يربط رواق جبل المطوق مع الضفة اليمنى من نهر الزرقاء، ويضم العديد من المناطق التي قسمت لأغراض البحث والتنقيب. وقد كشفت الحفريات في المناطق السفلى عن آثار تعود إلى نحو 10 آلاف سنة قبل الميلاد، بينما تعود الآثار المكتشفة في أعلى الجبل إلى نحو 6 آلاف سنة.

وأضاف أن التنقيبات كشفت عن العديد من القبور والآثار التي تتضمن "المناضد الصخرية"، وهي غرف دفن تحت مستوى الأرض احتوت على أغراض شخصية للمدفونين، إضافة إلى منازل تعود للعصر الحجري الفخاري. وبيّن أن السكان في تلك الفترة تحولوا من حياة الترحال إلى الاستقرار، معتمدين على جمع الطعام وتربية الحيوانات.

وأشار مونيث إلى أن البعثة الإسبانية اكتشفت عام 1989 أدلة على انتشار الأمراض في الموقع، ما دفع السكان إلى عزل الحيوانات بعيداً عن مساكنهم وتوسيع المستوطنة. كما لفت إلى أن المنازل كانت تُبنى على سفوح الجبال بأرضيات مزخرفة وجيرية، بينما كانت الحبوب تخزن في أماكن منفصلة عن مناطق الطهي والمعيشة.

وفي الجزء الثاني من المحاضرة، استعرض الآثاري الإسباني خيسيوس تابيا تقنيات إشعال النار التي استخدمتها المجتمعات القديمة في خريسان، مشيراً إلى أنهم لجأوا إلى استخدام الأعواد الخشبية والأعشاب الجافة لإشعال النار عن طريق الاحتكاك.

وأكّد مونيث أن الاكتشافات الأثرية في خريسان، مثل تماثيل البشر والحيوانات وأدوات من "السبج" المستوردة من الأناضول، تكشف عن تطور العلاقات التجارية والفنية للمجتمعات السكانية في الأردن في تلك الحقبة .  

إقرأ المزيد : 

• الزرقاء: حوارية لتقييم تجربة انتخابات 2024
• محافظ الزرقاء يبحث إطلاق مشروع تمكن المهن الخضراء