عُد إلى الله

mainThumb

22-10-2024 01:24 AM

في عودتك إلى الله، المخرج دوماً لا محالة. قد تتيه وتُهمل في صلواتك المفروضة، وقد تتخبط في سماع الأغاني وتغرق في المعزوفات الموسيقية الحزينة والكئيبة. قد تشكو لشخص قريب منك ضيق حالك وفراغ صبرك وانقباض صدرك. ستخرج من المنزل لتنسى ما أهمك ولن تُجيد النسيان. قد تقرأ الكتب وتشاهد الأفلام، وقد تحيد عن الطريق الأسهل ظناً منك أن حالك وهمك سيتغير ويُحل.

لكن لا يا عزيزي، إنك تُغرق نفسك أكثر في هذه الفوضى العارمة التي لا تُجيد حتى ترتيب نفسها لتُرتبك أنت. هذه الفوضى تُغمسك أكثر. تركك للسجود يُضعف همتك، واستمرارك في الإدمان على المعاصي أو ذنوب الخلوات يسلب منك التوفيق وراحة البال وتيسير الحال واطمئنان الأقدار التي كان من المفترض أن تحدث في وقتها.

لا أقول إننا خُلقنا معصومين من الأخطاء، بل جُبلت نفس الإنسان على الخطأ. لكن بمقدار، فأخطاؤنا وذنوبنا، والله تواب رحيم على العالمين في حال تراجعهم. المقصد من هذا أن كلنا مذنبون، لكن لكل منا قلب يرجو التوبة. ولا يتحقق صلاح الحال إلا بالتوبة إلى الله، ولا تزول الهموم والعُقد إلا بسيرنا في الطرق الصحيحة. قد يبتلي الله الإنسان بذنب ليطهره، ولكن عندما يُريد الله يرفع كل ما أراد أن يضعه في قلبك من ابتلاء. حافظ على خلوتك مع الله، فإن الحل فيها. حافظ على رجوعك دوماً وكن أواباً، أي كثير الرجوع إلى الله. ولا تقنط من رحمة الله في أمورك كلها. حدث الله عنك، عما تشعر به وعما مررت به. لا تُحدث البشر، ولا تخبر البشر، ولا تتذلل للبشر، ولا تفوه بحرف مما في قلبك للبشر. الحل عند رب الخلائق أجمع، فقط. حلك هناك، حتى لو تهت، ارجع إلى الله وستُجبر بكل ما أوتيت من ألم وثقل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد