صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة – أكد الدكتور علي الطعاني، الخبير في علوم الفضاء والفلك، أن المخاوف المتعلقة بانقطاع الإنترنت العالمي بسبب زيادة النشاط الشمسي هي مبالغ فيها.

وقال الطعاني في تصريح خاص لـ السوسنة: "رغم أننا نشهد حاليًا ذروة الدورة الشمسية 25، والتي ترافقها زيادة في البقع الشمسية والانفجارات، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة حدوث كارثة عالمية على مستوى الإنترنت".

وأوضح الخبير الفلكي أن العواصف الشمسية تؤثر بشكل رئيسي على المجال المغناطيسي للأرض، مما قد يتسبب في بعض الاضطرابات في أنظمة الاتصالات المعتمدة على الأقمار الصناعية، لكن البنية التحتية الأساسية للإنترنت، والتي تعتمد بشكل كبير على كابلات الألياف الضوئية، تبقى بعيدة عن الأخطار المباشرة لهذه العواصف.

وأضاف الطعاني: "الوكالات الفضائية العالمية تتابع عن كثب النشاط الشمسي وتصدر تحذيرات مبكرة، مما يتيح لنا اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنظمتنا التقنية من أي آثار ضارة. وبالتالي، يمكننا القول إننا مستعدون جيدًا لمواجهة هذه الظواهر الطبيعية".

وتابع :"في خضم النقاشات الدائرة حول تأثير النشاط الشمسي المتزايد ضمن الدورة الشمسية 25، ظهرت العديد من المفاهيم الخاطئة حول تأثيرات هذا النشاط على الحياة اليومية، بما في ذلك الانقطاعات المحتملة للإنترنت. من المهم توضيح أن ذروة النشاط الشمسي، رغم تأثيراتها الكبيرة على الطقس الفضائي والأقمار الصناعية، لا تؤدي إلى انقطاع الإنترنت".

ما هي الدورة الشمسية؟

وقال :"الدورة الشمسية هي عبارة عن نمط طبيعي يتكرر كل 11 عامًا تقريبًا، يتميز بتغيرات كبيرة في الحقل المغناطيسي للشمس. وخلال ذروة هذه الدورة، كما يحدث الآن في الدورة الشمسية 25، يزداد عدد البقع الشمسية والتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs)، وهي جسيمات مشحونة تنطلق في الفضاء".

كيف تؤثر هذه الظواهر على الأرض؟

وبين أن الجسيمات الشمسية تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى حدوث ظواهر مغناطيسية معروفة بالطقس الفضائي، ومنها العواصف الجيومغناطيسية. مثل هذه العواصف قد تؤثر على الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات القائمة على الراديو، وتحديداً أنظمة الملاحة مثل GPS، وقد تسبب في بعض الأحيان تشويشًا على إشارات الراديو، إلا أن هذه التأثيرات عادة ما تكون مؤقتة ولا تؤدي إلى انقطاع شامل.

هل يمكن أن ينقطع الإنترنت بسبب النشاط الشمسي؟

وأضاف :"الاعتقاد بأن ذروة النشاط الشمسي ستؤدي إلى انقطاع كامل أو واسع النطاق للإنترنت هو غير دقيق. الإنترنت يعتمد على بنية تحتية معقدة تشمل كابلات الألياف الضوئية الموجودة تحت الأرض وتحت البحر، وهذه الكابلات غير عرضة للتأثر المباشر بالعواصف الجيومغناطيسية. ومع ذلك، قد تتأثر بعض الشبكات التي تعتمد على الأقمار الصناعية أو أنظمة الاتصالات الراديوية، ولكن هذه التأثيرات تكون ومحدودة جداً."

كيف يتم التعامل مع هذه التحديات؟

وتابع :"وكالات الفضاء مثل وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تعمل على مراقبة النشاط الشمسي باستمرار، وتصدر تنبيهات مبكرة للعواصف الجيومغناطيسية القوية. توفر هذه التحذيرات الوقت الكافي لاتخاذ التدابير الوقائية، مثل تعديل مدار الأقمار الصناعية أو ضبط أنظمة الطاقة للتعامل مع أي ارتفاعات محتملة في النشاط الشمسي.في المجمل، على الرغم من أن النشاط الشمسي ضمن الدورة الشمسية 25 قد يسبب بعض الاضطرابات المؤقتة في تقنيات الاتصالات الفضائية، إلا أن هناك جهود كبيرة لتخفيف تأثيراته، وليس من المتوقع حدوث انقطاع شامل للإنترنت نتيجة هذا النشاط".