فتوى شرعية حول كتابة الأبحاث والرسائل للطلبة

mainThumb
الفتوى لدائرة الافتاء الاردنية

20-10-2024 01:10 AM

عمان – السوسنة - في ظل تزايد الطلب على الخدمات الأكاديمية، برزت قضية كتابة الأبحاث لطلاب الجامعات من قِبَل أشخاص آخرين بغرض تقديمها بأسماء الطلاب الشخصية كأحد التحديات الأخلاقية والقانونية في مجال التعليم. تتناول الفتوى الصادرة عن دائرة الإفتاء الأردنية، حول هذه المسألة الأبعاد المختلفة لكتابة الأبحاث، وتوضح الحدود الشرعية المتعلقة بالمساعدة الأكاديمية.
وفقاً للفتوى، فإن كتابة الأبحاث تنقسم إلى قسمين: الأول يتعلق بالجهد الشكلي الذي يشمل الطباعة والتنسيق وإعداد الفهارس وجمع المصادر. في هذا الجانب، يُعتبر تقديم المساعدة للطلاب، سواء بأجر أو بدون، أمراً جائزاً ولا حرج فيه. هذا النوع من الجهد يعد مساعدة تقنية للطالب ويُعتبر من الأمور المباحة.
أما القسم الثاني فهو الجهد الأصلي، الذي يتضمن صياغة المعلومات واستخلاص النتائج وترتيب الأفكار، ويشمل أيضاً مناقشة القضايا العلمية. في هذا الجزء، توضح الفتوى أنه لا يجوز كتابة الأبحاث نيابة عن الطلاب، حيث تُعتبر الأبحاث وسيلة من وسائل التقييم الأكاديمي. الهدف من هذه الأبحاث هو أن يكتسب الطالب القدرة على البحث واستخراج المعلومات من المصادر الموثوقة، ومن ثم ترتيبها وصياغتها للوصول إلى نتائج علمية. وعليه، فإن كتابة الأبحاث نيابة عن الطالب تُعدّ خداعاً للمعلّم، حيث يحصل الطالب على علامات لا يستحقها، ما يؤدي إلى ظلم الطلاب الذين بذلوا جهداً حقيقياً في أبحاثهم.
هذه الفتوى تسلط الضوء على التحديات الأخلاقية التي تواجه المؤسسات التعليمية اليوم، وتدعو إلى الالتزام بالنزاهة الأكاديمية. فمن المهم أن يكون التعليم فرصة حقيقية لتطوير مهارات الطلاب وتحسين قدراتهم البحثية، وليس مجرد وسيلة للحصول على شهادات دون جهد حقيقي.
يتطلب هذا الموضوع إعادة نظر من قبل الطلاب والمعلمين، حيث يجب على الجميع الالتزام بقيم الأمانة والنزاهة لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ومنع الظواهر السلبية التي تضر بجودة التعليم وتساوي بين الجهد الحقيقي والغش.
وتالياً نص الفتوى الصادرة عن دائرة الإفتاء، والتي نعيد نشرها للضرورة :

السؤال:
ما حكم كتابة الأبحاث عن طلاب الجامعات لتقديمها لأساتذتهم بأسمائهم الشخصية؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الجهد المبذول في كتابة الأبحاث ينقسم إلى قسمين:
1- جهد شكلي يتمثل في الطباعة والتنسيق وإعداد الفهارس وجمع المصادر: فهذا لا حرج في تقديم المساعدة للطالب في إنجازه، سواء كان بأجرة أم بغير أجرة.
2- جهد أصلي مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة: فهذا النوع من الجهد لا يجوز إعداده للطلاب بغرض إيهام المعلم أنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، كما أن الهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومة من المصادر المعتمدة، ويتعود صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه أمام المدرس مع الطالب الذي تعب واجتهد وأبدع في بحثه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه. إضافة إلى أن الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصي، وهذا كذب، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119. والله أعلم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد