اسرائيل تسرع في سوريا ولبنان وتؤخر في ايران

mainThumb

19-10-2024 10:19 PM

لم تقنع محاولات نعيم قاسم اسرائيل سواء تلك التي اراد بها تهدئة الاجواء في خطابه ما قبل الاخير او تلك التي توعد لها في خطابه الاخير ولم تخفها كذلك قصة ايلام العدو التي تعلم جيدا امها بناء على ما سبقها في سليلة مراوغة واحتيال لاقتناص فرصة التقاط الانفاس والعودة عن كل ما وعد به ، وهو ـ مع غيره من محور المقاومة ـ متسلح على الدوام ـ كما تعهده اسرائيل ـ بسلاح كلمات الخصوبة التي تنجب من التأويل والتحوير والتحويل ما لم يكن بالحسبان وما يؤهل هذه الجماعات للانقلاب والوقوف حيث تكون المصلحة.

اسرائيل لن تفوّت فرصة ذوبان خصومها ومن يدعمهم لتترك لهم فرصة معاودة الانقضاض ؛ فهي ـ وحالة خصمها هذه فاجأتها قبل ان تفاجيء الجميع ـ تستفيد من وضعية كشف الفزاعة التي برهنت ان حسابات الحقل لم تتماشى مع حسابات البيدر عند ايران واذرعها التي تبين ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ انها ـ أي الاذرع ـ لا تملك سوى القليل من السلاح والكثير من الأدعية.

تغلبت اسرائيل على قصص سرد البطولات وحكايا التاريخ ولوم خصومها أعوانهم وحاضنتهم وقومهم، وراحت تستمتع بكتابة قصص انتصارها وتثبت اركان وجودها ؛ فلماذا والحال هكذا لا تسرع بالمضي في سحق خصومها بعد ان طالت جميع رؤوسهم بأسهل مما كان يتوقع الجميع حتى اسرائيل ذاتها ؟
لماذا تتراجع اسرئيل امام رجاء خصومها طلب التوقف عن مواصلة المعركة طالما انهم لم يستطيعوا فعل ذلك تحت سطوة نيرانهم التي تبين انها بدرجة برودة عالية؟

أليس من المنطقي ان تسارع اسرائيل لحماية مكتسباتها التي تتفوق على فكرة تصفية حزب الله وحماس وغيرهم الى المدى الذي تصل فيه الى حد التوسع الذي بدا واضحا بزوغ طلائعه على ارض الواقع سواء في لبنان او سوريا علاوة على غزة وارض احلام اسرائيل الاخرى؟

هل اجاب احد على السؤال التالي : اذا ما قامت اسرائيل بخلق مناطق عازلة على حدودها سواء في سوريا او لبنان من اجل حماية مستوطناتها ؛ من سيضمن عدم اقلاق استقرار المناطق العازلة ذاتها بما ان هذه الاخيرة ستقع حتما على حد التماس مع مصدر القلق ؟

اسرائيل لا تسمح لنفسها بخوض معارك مكلفة جدا ليس فقط من الناحية المادية بل ترهقها اكثر عوامل الخسائر البشرية والسياسية والدولية والاقتصادية ومع ذلك تمضي وفي نصب عينيها ادامة الاستفادة من مكتسبات تجارة الخسائر هذه في سبيل السير بحلمها الكبير.
يحيلنا استعراض كافة السيناريوهات التي يمكن لاسرائيل من خلالها ان تحافظ على استثمارها هذا ، وان لا تحرث في ماء جعجعة اصوات الخصوم ـ التي لا تكترث اصلا بها ولا بشكاواها الدولية ولا بتحالفاتها الاقليمية ـ الى ضرورة التسليم بفكرة تثبيت اسرائيل مواطيء أقدامها بطريقة واحد لا ثانية لها؛ ألا وهي : المستعمرات.

كي يتسنى لاسرائيل فعل ذلك عليها ان تكون قد حازت بصورة قانونية مساحات مناسبة لن لم تكن ضخمة من اراض في مكان رسم احلامها وان بأسماء وهمية كانت تعمل كواجهة لها ، لقد راينا بعد حرب غزة بأيام تداولا لاعلانات عقارية لشركات تابعة لإسرائيل تمتلك مشاريعا من هذا النوع على سواحل غزة ولا نعتقد ان هذا لن يتكرر في غيرها.

اذا اسرائيل تعمل في حركة حربها هذه على تثبيت ما تم تجهيزه من سنوات ؛ فليس الامر وليد لحظته ولا يومه بل دُبِّر امره منذ أمد ؛ غير أن ساعة التنفيذ كانت رهينة احداث كهذه ، تنتظر في ايامها الراهنة قدوم ترامب الذي يعول نتنياهو على قدومه كثيرا ، ويضع في قائمة جني مكاسبه تصديقه على ما يتم تحضيره لإمضاء التواقيع.

نتائج الانتخابات الامريكية التي بدأ موعدها بعد دقات القلوب اكثر من دقات الساعات تجعل من اسرائيل تتريث في شان ضربة ايران لا لضوء اخضر من الولايات المتحدة ولا غيره من الوان الاضاءة ولا حتى لتنسيق مهما كان نوعه ، ولا خوف من تهديد احد من خصومها ؛ غير انها ترسم مخططا هندسيا ضمن هذا السياق ، أي : سير مخططاتها كما رسم لها دون ان يعكر صفوها ضربة هنا او تهدئة هناك .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد