حضور مميّز للمغرب بالمعرض .. والناشر كرماح لـ«السّوسنة»: ثمّة طلب على الكتاب المغربي

mainThumb

16-10-2024 05:14 PM

عمّان- خاص بـ«السّوسنة»- المحرّر

-  حضور مغربي لافت في معرض عمّان الدّولي للكتاب

الروائي كرماح لـ«السّوسنة»: معرض عمّان ميدان للاستفادة والتّعلم

-  الروائي كرماح لـ«السّوسنة»:  إذا نجحت في أن تترك بصمة كناشر في معرض عمان فلا خوف من باقي المعارض

-  الروائي كرماح لـ«السّوسنة»: لامسنا العلاقة الأخويّة بين الأردن والمغرب

- «السّوسنة» تنشر مقطعًا من رواية "عراقي في باريس" حيثُ يتحدث الكاتب عن عمّان وكرم أهلها


انطلقت في عمّان، الخميس الماضي، فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب 2024 الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين، بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأمانة عمان الكبرى، حيثُ افتَتحَ المعرضَ مندوبًا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، وزيرُ الثقافة مصطفى الرواشدة، وبحضور وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي، حيثُ تحلّ الجزائر ضيف الشرف على هذه الدورة الثالثة والعشرين التي تقام بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وتحت الرّعاية الملكيّة السامية.
ورفع المعرضُ هذا العام، حسبَ رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، مدير معرض عمان الدولي للكتاب، جبر أبوفارس، شعار (القدس عاصمة فلسطين)؛ "تأكيدًا على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس"، إذْ يأتي في ظلّ ما يتعرّض له قطاع غزّة من إبادة جماعيّة منذُ أكثر من عام، إضافة إلى ما تعانيه القدس والضفة الغربيّة ولبنان على حدٍ سواء من اعتداءات وتغوّل إسرائيليّ يهدد المنطقة برمّتها.
وكان أعلن أبو فارس عن موافقة أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين الأردنيين على تقديم خصمٍ بقيمة 50 بالمئة من أجرة الأجنحة للناشرين الذين قدموا من فلسطين، ولبنان، وذلك نظيرَ "مقاومتهم كل الإجراءات التعسفية التي كانت تحول دون مشاركتهم في المعرض، مقدرين التزامهم بالمشاركة رغم ظروفهم الراهنة".
وتعدد الدّول المُشاركة في معرض عمّان، مثلَ كلّ عام، وضمّ مئات الآلاف من العناوين الفريدة والمميّزة من الإصدارات الجديدة على طول رقعة البلاد العربيّة والإسلاميّة، إضافة للكتاب المترجم وغيره. وكان للمملكة المغربيّة حضورٌ راسخ من خلال دور النشر التي قدِمت من المغرب للمشاركة في المعرض، الأمرُ الذي جعلنا نتساءل عن حضور الكتاب المغربي عند القارئ الأردني، مع الكاتب الروائي المغربي يوسف كرماح، مدير دار آگورا للنشر المشارِكة في المعرض.
كرماح قال في حديثٍ خاص بـ «السّوسنة»، إنّ "هناك طلبًا على الكتاب المغربي. فالكثير من الرواد القراء يسألون عن روايات مغربية خالصة تقربهم من المجمع المغربي ومن عاداته وثقافته، وأيضًا هناك طلب على كتب تاريخ المغرب"، مشيرًا ، إلى أنّه ورغم أن "الكتاب المغربي مكلف من حيث الطباعة والشحن، إلّا إنّ دار آگورا تحرص على انتشار كتبها، وعلى كسب رضا القارئ الأردني، لذلك فهي تقدّم خصومات على إصداراتها تصل إلى خمسين في المئة"
وتابع الروائي صحاب رواية "وحي آلة كاتبة" التي وصلت طويلة كتارا: "الحمد الله صار لنا أصدقاء من القراء والمؤسسات"، ورغمّ أنّ مشاركة دور النشر المغربيّة قليلة؛ "وذلك نظرًا لتكاليف المعرض؛ فيما يتعلق بكلفة الجناح وأيضًا تذكرة الطائرة والشحن" حسب كرماح، إلّا أنّه حرِص على المشاركة، معللًا ذلك بالقول: هذه مشاركتنا الثانية، وهي مشاركة تؤكد على أهمية حضورنا في معرض عمان الدولي للكتاب، ولكل معرض دولي خصوصية، لكنّ معرض عمان يتميز بكونه ميدان للاستفادة والتعلم وربط علاقات مثمرة في مجال النشر. إذا نجحت في أن تترك بصمة كناشر في معرض عمان فلا خوف من باقي المعارض الدوليّة الأخرى، وهو أيضًا فرصة للانفتاح على القارئ الأردني، وتقديم له المنتوج المغربي وتعريفه بالثقافة المغربيّة".

كرماح أشار في حديثه مع «السّوسنة»، إلى العلاقة الوطيدة بين الأردن والمغرب، فقال: "الشعب الأردني يحب المغرب، والشعب المغربي أيضًا يُكِنُّ مشاعر المحبة وعمق الصداقة للشعب الأردني، وقد لامسنا هذا الأمر من خلال الأطفال الذين يلتقطون صورًا مع الراية المغربية وأيضًا العديد من المثقفين الأردنيين الذين يشيدون بعمق الصداقة وبمشاعر المحبة للشعب المغربي"، مؤكدًا أنّ الجالية المغربية أيضًا تقبل على الجناح، ولافتًا إلى أنّه دائمًا ثمّة صوت يتردد"لدينا أصدقاء من المغرب".
وحول إصدارات دار آگورا الأكثر إقبالًا، إشار كرماح إلى رواية "عراقي في باريس"، لـ"صموئيل شمعون"، والتي حققت مبيعات جيدة، خاصّة أنّ جزءًا من الرواية يتضمن مذكرات للكتاب في عمّان، وقد خصّ كرماح «السّوسنة» بنشر مقطع من الرّواية وتحديدًا يحثُ يتحدّث الكاتب عن عمّان، وعن كرم سكّان المدينة:
(وعلى الفور توجهت إلى سيارات الأجرة المتجهة إلى عَمَّان، التي وصلناها في العاشرة ليلاً تقريبًا، وأذكر أنَّ الطقس كان باردًا. كنتُ جائعًا فذهبتُ إلى "وسط البلد" واشتريت ساندويتشة، ثم سِرتُ إلى شارع الملك فيصل، ورغم أنّني لم أكن أملك نُقودًا كافية، إلا أنّني دخلت أول فندق أعترض طريقي وكان اسمه فندق "أطلس". في الصباح وضعتُ كل أغراضي في الحقيبة وتركتها في مكتب الاستقبال قائلاً للموظف بأنّني ذاهب إلى البنك. ولساعات ظللت أمشي في الشوارع، إلى أن رأيت شابًا أنيقًا يبيع الشاي، إذ كان قد اتّخذ من كُوة في مدخل إحدى البنايات مكانًا لصُنع الشاي وبيعه إلى عُمال المحلات التجارية في المنطقة. قلت للشاب بأنني أرغب في كأس شاي ولكنني لا أملك نقودًا، فضحك الشاب وهزّ رأسه موافقًا، وبعد أن صنع لي الشاي قَدَّمَ لي سيجارة مارلبورو، وسألني إن كنتُ جائعًا فقلتُ: "ميتٌ من الجوع"، فَأَشَارَ أَنْ أَجْلِسَ: "يبدو أنك ابن حلال"، ثم نظر إلى أخيه الصغير الذي كان يُعاونه وقال: "يا محمد اذهب وهاتِ صحنَ حُمص باللحمة لصديقنا". وفيما بعد أعطاني توفيق، كان فلسطينيًا وهذا هو اسمه، نصف دينار وقال لي: "دعنا نراك". فاشتريت علبة دخان ودفترًا للملاحظات، وذهبت وتمددت على مدرجات المسرح الروماني حتى العصر. حاولت أن أُفكر بما وقع لي من مصائب. كنت أجد صعوبة في تفسير ما حدث، بل كثيرًا ما كنت أشعر بأنني كنتُ أعيش داخل فيلم سينمائي وليس في الحياة). انتهى الاقتباس.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد