«ألمانيا» .. واللا شِفاء من النّازيّة

mainThumb
كاريكاتير (العربي الجديد)

16-10-2024 12:14 AM



يظهرُ أنّ لدى الألمان انحياز (فطريّ)؛ بحكم التاريخ والتّجارب، للإباد(ات) الجماعيّة، ونزعات ذات مَرَد «نازي»، لتأييد كلِّ إبادة تحصل، خاصّة تأييد الإبادة الجماعيّة التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة والأراضي الفلسطينيّة واللبنانيّة أيضًا، ليسَ من باب «التكفير والغفران» داخل الذاكرة الألمانيّة الغارقة حدّ الهوس بالهولوكوست، بل من باب النّزوع نحوَ الشيء، في ظلِّ «مكارثيّة» جديدة لها تهمة واحدة جاهزة: «معاداة السّاميّة».
وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، خاطبت برلمان بلادها، معتبرةً أنّ قتل المدنيين شيء عادي ومُبرّر إذا كانَ «المقاومون» بينهم، رغم تأكيدات كلّ الأطراف سواءً في غزّة أو في لبنان أنّه لا يوجد مسلّحين بين المدنيين، ورغمَ وضوح القانون الدّولي الذي لا يعني شيئًا لألمانيا.
وقالت بيربوك إنّ "حق الدفاع عن النفس لا يعني مهاجمة الإرهابيين بل تدميرهم، وعندما يختبئ عناصر حماس بين الناس وخلف المدارس، فإن الأماكن المدنية تفقد وضع الحماية لأن الإرهابيين ينتهكونها".
لماذا أتحدّث عن نزوع نحو الإبادة ومَن يرتكبها؟، لأنّ ألمانيا لم ترتكب فقط (الهولوكوست)، بل إنّها ارتكبت أوّل إبادة جماعيّة في القرن العشرين، في الأراضي الناميبية بين عامي 1904 و1908، وهو ما اعترفت به عام 2021. وفي الذكرى المئوية للإبادة في ناميبيا، في يناير الماضي، رفضت الدولة الإفريقيّة التي تعرضت للإبادة موقف ألمانيا الداعم لدولة الاحتلال الإسرائيليّ في الدعوى التي تقدّمت بها جنوب إفريقيا في العدل الدوليّة.
وبالمناسبة، فإنّ هذا الدعم المطلق والذي (حدَّ الهوس) غير كافٍ بالنّسبة لدولة الاحتلال، وأنقل عن مقالٍ لـ«صبحي حديدي»، الذي ينقل، بدوره، عن الباحث الأميركي اليهودي دانييل جوناه غولدهاغن، صاحب مجلد في 619 صفحة، عنوانه «جلاّدو هتلر المتطوعون: الألمان العاديون والهولوكوست»، الذي يرى أنّ: «ألمانيا بأسرها، بلدًا وشعبًا وثقافة، مسؤولة عن الهولوكوست لأنّ الأمّة الألمانية هي الهولوكوست، ولولا هذه الأمّة لما كان الهولوكوست».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد