الاختلاف بين التشبيه والاستعارة

mainThumb
التشبيه والاستعارة

14-10-2024 04:40 AM

السوسنة- التشبيه والاستعارة هما من الأساليب البلاغية المستخدمة في اللغة، لكنهما يختلفان في المعنى والتركيب. التشبيه هو عبارة عن مقارنة مباشرة بين شيئين باستخدام أداة التشبيه مثل "مثل" أو "كـ" أو "مثلما"، حيث يوضح أوجه الشبه بينهما. على سبيل المثال، في جملة "الفتاة كالقمر في جمالها"، نجد أن الجمال هو وجه الشبه، ويتم استخدام أداة التشبيه "كـ" لتوضيح هذه العلاقة. أما الاستعارة فهي نوع من التعبير الذي يتم فيه استخدام كلمة أو عبارة تشير إلى شيء آخر بطريقة غير مباشرة، حيث يُحذف أحد العنصرين (المشبه أو المشبه به) ويتم استخدام دلالة العنصر المتبقي. تنقسم الاستعارة إلى نوعين رئيسيين: التصريحية، حيث يُحذف المشبه ويظل المشبه به، مثل: "نسي الطين ساعة أنه طين"، والمكنية، حيث يُحذف المشبه به ويظل المشبه، مثل: "طار الخبر في المدينة".

أنواع التشبيه
توجد عدة أنواع للتشبيه، منها الآتي:
1. المفرد
له أربعة أنواع:
- التشبيه المُفصل/ التشبيه التام الذي توجد به جميع الأركان مثل: "الفتاة مثل القمر في جمالها."
- المُجمل، والذي يُحذف منه وجه الشبه مثل: "الفتاة مثل القمر."
- المُؤكد: مثل: "الفتاة قمر في جمالها."
- التشبيه البليغ: الذي يُحذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه مثل: "الفتاة قمر."

2. التمثيلي: يكون بتشبيه حالة أو صورة بحالة أو صورة أخرى، مثل قوله تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة." وهنا يُشبه الله تعالى صورة الذي يُقدّم صدقات أمواله في سبيل الله ويحصل على الأجر بصورة سنبلة القمح التي تنمو وتُنبت حبات كثيرة، ووجه الشبه هو المُضاعفة والتكثير.

3. الضمني: هذا النوع من التشبيه لا يأتي على الصورة العادية ولا يُصرّح بالكلام بالمُشبه والمُشبه به، وإنّما يُفهم من مضمون الكلام أو السياق، فهو يصف الحالة دون ذكر أداة التشبيه، مثل قول الشاعر: "من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام." هنا يصف حالة الشخص الذي تهون عليه كرامته ويقبل الذلّ بأنّه كجسد الميت الذي لا يشعر بشيء حتّى لو ضربته بسكين بقوّة شديدة لأنّه ميت، فالشطر الثاني جاء كدليل لما جاء في الشطر الأول.

أنواع الاستعارة
تُقسم الاستعارة إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
1. التصريحية: هي التي حُذف منها المُشبه وبقي المُشبه به، مثل: "نسي الطين ساعة أنّه طين." وهنا يُشبه الشاعر الإنسان بالطين، ولكنّه حُذف المُشبه (الإنسان) وذُكر صفة له (الطين) لكي نستدلّ منها عليه.

2. المكنية: هي التي حُذف منها المُشبه به وبقيت صفة تُشير إليه وبقي المُشبه، مثل: "طار الخبر في المدينة." شبّه الخبر بالطائر الذي يطير، لم يُذكر الطير وإنّما ذُكر صفة له هي الطيران، ودليل أنّها استعارة أنّ الخبر لا يطير وإنما الطائر هو الذي يطير.

3. التمثيلية: هي تشبيه تمثيلي حُذف منه المُشبه وبقي المُشبه به، وينتشر هذا النوع من الاستعارة في الأمثال، حيث يُشبه الموقف الحالي بالموقف القديم الذي حصل فيه المثل، مثل: "سبق السيف العذل"، "رجع بخفّي حنين"، "لكل جواد كبوة."

أمثلة على التشبيه والاستعارة
- قال تعالى: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص." (تشبيه مُفرد مُجمل)
- قال تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين." (تشبيه تمثيلي)
- قال تعالى: "والصبح إذا تنفس." (استعارة مكنية)
- قال تعالى: "وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا." (استعارة تصريحية)

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد