أسلوب الأمر في اللغة العربية

mainThumb
أسلوب الأمر

13-10-2024 09:41 PM

السوسنة- يُستخدم أسلوب الأمر في اللغة العربية للتعبير عن الطلب أو الإلزام بفعل شيء ما. يتميز هذا الأسلوب بأنه يحمل دلالة واضحة على الرغبة في حدوث الفعل، ويستخدم في عدة صيغ، منها صيغة فعل الأمر، حيث يكون الفعل مبنيًا على السكون. كما يُمكن استخدام صيغة "لتفعل" التي تعبر عن الأمر بشكل أبلغ.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أسماء فعل الأمر والمصادر النائبة عن الفعل. يتجلى استخدام أسلوب الأمر في القرآن الكريم بشكل كبير، حيث يُستخدم لطلب الفعل والتوجيه، مما يعكس أهمية هذا الأسلوب في التواصل اليومي والنصوص الدينية والأدبية. يُعتبر أسلوب الأمر من أساليب اللغة العربية القوية، إذ يتسم بالوضوح والقدرة على التأثير في المخاطب وتحفيزه على تنفيذ المطلوب.

الصيغ الصريحة للأمر وأمثلتها
شاع لأسلوب الأمر أربع صيغ صريحة في الدلالة على الأمر، الصيغتان الأوليان منها أكثر شيوعًا، ويأتي بيانها وبيان أمثلتها، على النحو الآتي:

افعلْ: وهي الصورة الأكثر شيوعًا في الاستعمال للدلالة على الأمر، وتتكون من فعل الأمر مبنيًّا على السكون، وتدل على زمن الاستقبال، وذلك نحو قوله تعالى في آية الدين: {فاكتبوه}.

لتفعل: تتكون من الفعل المضارع مسبوقًا بلام الأمر الجازمة وهي لام مكسورة تأتي ساكنة إذا سبقت بواو أو فاء العطف أو ثم، وذلك نحو قوله تعالى: {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ}، وقوله تعالى: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}.

اسم فعل الأمر: يقصد باسم الفعل ما ناب عن الفعل معنى واستعمالًا نحو قولنا: صَهْ وهو اسم فعل أمر بمعنى اسكت، ومَهْ بمعنى اكفف، ودونك بمعنى خذ، وهلُمَّ بمعنى أحضر، وعليك بمعنى الزمْ، ومنه قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ" أي: أصلحوا أنفسكم، واحفظوها من ارتكاب المعاصي.

المصدر النائب عن فعله: المصدر صيغة تدل على حدث غير مقترن بزمن، وقد ينوب المصدر عن فعله فيحل محله، وذلك نحو قوله تعالى: "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"، ونحو قولنا: صبرًا على نوائب الدهر، وهجرًا للذنوب والمعاصي، أي اصبر صبرًا، واهجر هجرًا.

الصيغ غير الصريحة للأمر وأمثلتها
قد تُفهم دلالة الأمر من صور أخرى غير المذكورة آنفًا، ولكنها تعطي دلالة الأمر من السياق والغرض والمقام، والأمثلة على هذا في القرآن الكريم كثيرة، ويأتي تصنيف أمثلتها على النحو الآتي:

ما جاء على صورة الإخبار:
- قوله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ".
- قوله تعالى: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ".
- قوله تعالى: "فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ".

ما جاء في سياق مدح فاعل الأمر، وترتيب الثواب له على فعله، أو في سياق الإخبار بمحبة الله لفاعله:
- قوله تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ" وفيه ضمنيًّا معنى طلب الإيمان بالله ورسله.
- قوله تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ" وفيه ضمنيًّا معنى طلب طاعة الله ورسوله.
- قوله تعالى: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" وفيه ضمنيًّا معنى طلب الإحسان.
- قوله تعالى: "وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ" وفيه ضمنيًّا معنى طلب الشكر.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد