نجاحات دبلوماسية مغربية تقرّب حل قضية الصحراء

mainThumb
علم المغرب

12-10-2024 08:21 PM

عمان – السوسنة - كتب محرر الشؤون العربية : يظهر الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس أمام البرلمان، أن المغرب حقق تقدماً كبيراً في إدارة قضية الصحراء المغربية، حيث تمكن من استعادة زمام المبادرة وفرض دينامية جديدة على المستوى الدولي.
رؤية الملك الواضحة، المبنية على الحقوق التاريخية المشروعة للمغرب، مكنت البلاد من الخروج من دائرة "رد الفعل" نحو اتباع استراتيجية استباقية وحازمة، هذه الاستراتيجية الجديدة جعلت من قضية الصحراء محوراً أساسياً للتواصل والتعاون مع العديد من الدول الإفريقية، خصوصاً من خلال المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الملك، مثل مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا ومبادرة تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

إحدى نتائج هذه التحركات الاستراتيجية هي تقلص دائرة الاعترافات بالكيان الانفصالي بشكل ملحوظ، فاليوم، 85% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أي 164 دولة من أصل 193، لا تعترف بالكيان الانفصالي، بينما تجاوز عدد الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية 112 دولة حول العالم.
هذا الزخم الدولي لا يقتصر على دول صغيرة أو هامشية، بل يشمل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ودول وازنة في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا. إضافة إلى ذلك، قامت 28 دولة، بما في ذلك الأردن، بفتح قنصليات في العيون والداخلة، ما يعزز شرعية الموقف المغربي دولياً.
دور فرنسا في هذه الدينامية مهم للغاية، كونها عضواً دائماً في مجلس الأمن وتتمتع بفهم عميق للجوانب القانونية والتاريخية لهذا النزاع، دعمها للموقف المغربي يعطي وزناً إضافياً لقضية الصحراء على الساحة الدولية، ويساهم في تعزيز الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع.

من هنا، يتضح أن المغرب بحاجة إلى الاستمرار في تعزيز جهوده الدبلوماسية على المستويات الرسمية والبرلمانية والحزبية، هذا يتطلب شحذ كافة الأدوات الدبلوماسية لضمان استمرار الزخم الدولي لصالح الموقف المغربي، فجهود القوى الفاعلة في المغرب يجب أن تركز على شرح ثوابت الموقف المغربي ووضع حد نهائي لهذا النزاع المفتعل.
أخيراً، يمكننا القول أن المغرب نجح في تحويل قضية الصحراء من نزاع إقليمي إلى قضية دولية يتمتع فيها المغرب بدعم واسع النطاق، بفضل هذه التحركات الاستباقية والناجحة، أصبح المغرب أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق حسم نهائي لصالحه في هذا الملف الشائك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد