النظرية العلمية

mainThumb
النظرية العلمية

11-10-2024 05:14 PM

السوسنة- النظرية العلمية هي شرح شامل لظاهرة أو خاصية مهمة في الطبيعة، يعتمد على مجموعة من الحقائق التي تم جمعها عبر الزمن. تُعرف من قبل الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة (AAAS) بأنها تفسير مثبت بالأدلة لأحد جوانب العالم الطبيعي، حيث تُستند إلى حقائق تم تأكيدها باستمرار من خلال التجارب والمراقبة. يختلف مفهوم النظرية العلمية عن الفرضيات أو التخمينات، إذ تتطلب دعمًا قويًا من البيانات والتجارب. تتسم النظرية العلمية بالقدرة على التنبؤ والتفسير، وتوفير فهم عميق للظواهر الطبيعية، وتتميز بالشمول والاختصار، مما يجعلها أداة أساسية في مجالات البحث العلمي والتطوير.

خصائص النظرية العلمية
تتميّز النظرية العلمية بعدّة خصائص، هي:
- الاعتماد على اختبارات علمية دقيقة تُعاد مراراً وتكراراً لإظهار النتائج نفسها.
- التنبّؤ بما سيحدث في العالم الطبيعي وشرحه.
- التوافق مع العلوم الأخرى.
- الاختصار، واستخدام أبسط الطرق لشرح سبب حدوث شيء ما.
- الشمول، فهي تقدّم تفسيرات وشروحات لظواهر متعدّدة، وقابلة للتطبيق على نطاق واسع، دون قائمة من الاستثناءات أو الحالات الخاصّة.
- الارتباط العميق بفرع آخر من المعرفة.

العلاقة بين النظرية العلمية والخبرة الحسية
إنّ النظرية العلمية في مفهومها المعاصر تجعلنا نبتعد عن الرأي الكلاسيكي الذي يقوم على أساس أنّ النظرية العلمية ترتبط بالخبرة الحسية، فقد كان المفهوم السائد للنظرية التقليدية والكلاسيكية يرى أنّ فهم النظريات العلمية يرتبط بشكل وثيق بالخبرة الحسية عن طريق ما يُسمّى بالاتّجاه الاستقرائي والاتّجاه الاستنباطي، إذ يبدأ الاتّجاه الاستقرائي من الخبرة الحسّية والتجربة وصولاً إلى النظريات، أمّا الاتّجاه الاستنباطي، فيبدأ من النظريات العلمية وصولاً إلى الخبرة الحسّية والتجربة بغرض اختبار النظريات عن طريق اشتقاقاتها.

على الرغم من المفهوم التقليدي للنظرية العلمية التي تبيّن أنّ المفاهيم النظرية من خلق الإبداع الحرّ، وتصاغ بواسطة العقل، إلّا أنّها تتطابق مع الخبرة الحسية بشكل أو بآخر، وقد أظهر الفلاسفة دور الخبرة الحسية في صياغة النظرية العلمية عن طريق وضع فروض من النظريات، وإجراء اختبارات عليها بالاستعانة بالخبرة والتجربة، كما أكّدوا العلاقة بين النظرية العلمية والخبرة الحسية من خلال الطريقة الاستنباطية التي تقوم بشكل أساسي على الخيال العلمي والإبداع الحر في بناء النظرية.

أنتجت التطوّرات التي حدثت في الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي تصوّرات ثورية في فلسفة العلم، إذ أظهرت إمكانية تصوّر النظرية العلمية دون خبرة حسية، وقد ذهب الفلاسفة بالقول إلى أنّ العلماء خلال الثورات العلمية يشاهدون أشياء جديدة ومختلفة حين ينظرون بواسطة نفس الآلات المألوفة ومن نفس الأماكن التي نظروا عبرها سابقاً، ويعود السبب في ذلك إلى تغيير النموذج القياسي، إذ أرادوا الوصول إلى نتيجة مفادها أنّ العلماء بعد ثورة العلم يستجيبون لعالم مختلف عن عالم ما قبل الثورة، وبالتالي لا مجال للخبرة الحسية في العلم.

أوجه الاختلاف بين القوانين التجريبية والنظريات العلمية
تختلف القوانين التجريبية عن النظريات العلمية، فالقوانين التجريبية توفّر قواعداً واضحة للملاحظة والمراقبة بشكل منطقي ودقيق للأشياء المشار إليها في الدراسة المطلوبة، وبالتالي اختبار القانون من خلال تحديد معنى كلّ بند من بنوده، وفي البداية يتمّ صياغة هذه القوانين عن طريق التعميم والتخطيط للعلاقات التي تمّت ملاحظتها، أمّا في حالة النظريات العلمية، فإنّ بعض المصطلحات تشير عادة إلى الأشياء التي لم يتمّ ملاحظتها ومراقبتها، إذ تمثّل هذه النظريات نتائج الأحكام الفلسفية والجمالية بالنسبة للعقل البشري.

وعلاوة على ذلك لا يمكن اختبار وقبول النظريات على نفس الأسس التي تخضع لها القوانين، ففي حين أنّ القوانين التجريبية تعبّر عن العلاقة الموحّدة بين مجموعة صغيرة من المتغيّرات التي يمكن ملاحظتها، فإنّ النظريات العلمية تشمل نطاقاً أوسع وأشمل من القوانين التجريبية.

دور النظرية العلمية في محاكاة بحوث التعليم
تقدّم النظريات العلمية تفسيرات منتظمة حول كيفية حدوث العمليات المختلفة في العالم، ويجري إثباتها بعدد كبير من الأدّلة المؤكّدة، وتتميّز النظريات العلمية بعدّة خصائص تجعلها قادرة على محاكاة بحوث التعليم، مثل: إمكانية التوسّع، والقدرة على التفسير والتنبّؤ، ومقدار الأدلّة المتاحة، ودرجة تفسيرها للطبيعة، وتُسمّى النظرية العلمية مع التطبيق المباشر لمحاكاة دراسات الباحثين في مجال التعليم بنظرية منحنى التعلّم، إذ يستخدم المؤلّفون والباحثون هذه النظرية لتوضيح الخصائص الرئيسية للنظريات العلمية وكيفية توفيرهم لأساس مفيد لبرامج البحوث التعليمية القائمة على المحاكاة.

سبب نقص إثبات النظرية العلمية
قد يكون سبب نقص إثبات النظرية العلمية، على الرغم من وجود الأدلّة هو أنّ الأدلّة المتاحة في وقت معيّن قد تكون غير كافية لتحديد الاستنتاجات التي تلزم في الدراسة، فعلى سبيل المثال إذا كان كلّ ما نعرفه هو أنّ شخصاً ما أنفق 10 دولارات على شراء التفاح والبرتقال، وأنّ تكلفة شراء التفاحة الواحدة كانت 1 دولار، في حين كانت تكلفة البرتقالة 2 دولار، فإنّ ذلك لن يكفي لتحديد ما إذا كان هذا الشخص قد اشترى برتقالة واحدة وثماني تفاحات، أم برتقالتين وست تفاحات، وهكذا.

يقودنا ما سبق إلى الاستنتاج المنطقي بأنّ العلاقة بين شيئين لا تعني بالضرورة وجود سبب بينهما، ومن الأمثلة على ذلك وجود علاقة بين مستويات مشاهدة الرسوم المتحرّكة وسلوك الطفل العنيف، ممّا يجعلنا نعتقد أنّ مشاهدة الكثير من الرسوم الكرتونية يجعل الأطفال أكثر عنفاً في سلوكهم، ولكن في الواقع يوجد احتمالات أخرى، فقد يكون الأطفال المعرّضين للعنف يميلون للاستمتاع بالرسوم المتحرّكة أكثر من الأطفال الآخرين، كما قد يكون سبب العنف المتزايد لديهم هو إهمال الوالدين.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد