التحولات المثيرة للجدل في تصنيف الجامعات الأردنية

mainThumb

09-10-2024 11:49 PM

التصنيف المرفق في الوثيقة يعكس تغييرات جوهرية ومثيرة للجدل في ترتيب الجامعات الأردنية وفق تصنيف Times لعام 2025. اللافت في هذا التصنيف هو تقدم جامعات خاصة وحديثة النشأة مثل جامعة العلوم التطبيقية الخاصة (ASU) وجامعة عمان الأهلية، إلى صدارة الترتيب على المستوى الوطني. هذا التحول يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الجامعات قد حققت هذا التقدم بناءً على جهود حقيقية لتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي، أم أنه ناتج عن تغييرات في معايير وآليات التقييم التي يعتمدها هذا التصنيف العالمي. هل يمكن اعتبار هذا التميز دليلاً قاطعاً على تطور هذه الجامعات وقدرتها على مواكبة التطورات الدولية، أم أن هناك عوامل غير معلنة ساهمت في رفع تصنيفها؟.

في المقابل، يُلاحظ تراجع الجامعات الأردنية العريقة والتقليدية مثل الجامعة الأردنية، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والجامعة الهاشمية، وجامعة اليرموك، حيث شهدت انخفاضًا ملموسًا في ترتيبها. هذا التراجع يفتح المجال لنقاش موسع حول مصداقية منهجية التصنيف ومعاييره، ومدى فاعلية السياسات التي تتبعها هذه الجامعات لتعزيز أدائها الأكاديمي والبحثي. من هنا تنبثق الحاجة لإعادة تقييم استراتيجيات هذه الجامعات وتحديد توجهاتها المستقبلية بهدف تحسين مخرجاتها وتفعيل دورها في المنافسة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

أما النقطة التي تستدعي أكبر قدر من الاستغراب فهي غياب جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا من التصنيف، رغم ما تتمتع به من سمعة مرموقة دولياً وإنجازات ملحوظة في مجال التكنولوجيا والابتكار.

فقد حققت الجامعة العديد من النجاحات على مستوى مسابقات البرمجة والابتكار الدولي، مما يجعل غيابها عن هذا التصنيف مسألة تستحق إعادة النظر. هذا الغياب يطرح أسئلة مشروعة حول مدى شفافية ودقة معايير التصنيف، وما إذا كانت تأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب التي تعكس جودة التعليم والبحث العلمي في هذه الجامعات.

إزاء هذه التغيرات، يبرز التساؤل حول ما إذا كان ينبغي على الجامعات الأردنية تجاهل هذه التصنيفات العالمية، خاصةً إذا كانت تحوم حولها الشكوك بشأن مصداقيتها وطبيعتها التجارية، أم أن هذه التصنيفات تشكل بالفعل معيارًا عالميًا موثوقًا يجب الالتزام به. وفي هذه الحالة، يصبح من الضروري أن تقوم الجامعات الأردنية بإجراء مراجعة شاملة لتحليل مكامن القوة والضعف في أدائها، والعمل على تحسين الجوانب التي تحتاج إلى تطوير لتعزيز موقعها على الساحة الأكاديمية الدولية.

كما ينبغي لهذه الجامعات أن تتبنى استراتيجيات جديدة تركز على تعزيز جودة التعليم والبحث العلمي، لضمان استمرارية قدرتها على المنافسة الفعّالة في بيئة تعليمية عالمية تشهد تطورات مستمرة وتحولات متسارعة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد