يوم العيد

mainThumb

09-10-2024 10:42 PM

على مر الأيام، شهدنا أحداثًا تاريخية وثقافية عميقة الأثر تستحق الاحتفال بها وتخصيص أعياد خاصة لها. تلك الأحداث، التي تتنوع بين انتصارات عسكرية وسياسية ، تحولات اجتماعية، واكتشافات علمية، تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الثقافية. إن تخصيص عيد لمثل هذه المناسبات ليس مجرد تقليد، بل هو وسيلة لتعزيز الوعي الجماعي والاحتفاء بالقيم والمبادئ التي تمثلها
وحيث ان الأعياد وسيلة فعالة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية الشعور بالانتماء. إذ تجمع الأعياد الأفراد في إطار مشترك من الفرح والاحتفال، مما يعزز التواصل بين الأجيال ويدعم نقل التراث الثقافي. كما تتيح الفرصة للتفكير في الدروس المستفادة من تلك الأحداث، مما يساهم في تشكيل الهوية وتعزيز القيم الإيجابية ، وقد كنت انتظر اليوم اعلان جامعة الدول العربية تخصيص اليوم السابع من أكتوبر من كل عام يوم عيد وطني نحتفي فية بيوم النصر .
وانه لمن نافلة القول ذكر فضائل هذا اليوم العظيم المبارك ، اليوم الذي تحطمت فية كثير من المفاهيم التي كانت تطبق على صدورنا ، ابتداءا من اسطورة الجيش الذي لا يقهر وليس انتهاءا بفضح ديمقراطيات الغرب التي بقيت نبراسا كاذبا تغنى به "العالم المتحضر" لعقود ، مرورا بكل المصطلحات التي كانت مظلة امتطاءهم لنا سنين طويلة ، وفي ذكرى هذا اليوم المبارك يجب ان نحتفي أيضا بتلك الثلة المؤمنة التي صمدت بوجه قوى الشر العالمي وحيدة بلا عون مادي او معنوي ، والتي كشفت لنا في خضم صمودها الاسطوري زيف ما يسمى بمؤسسات المجتمع الدولي وما يتبعها من هيئات وافراد ومؤسسات .
لابد أن نحتفل بهذا اليوم لننقل لاجيالنا الصاعدة ان النصر بدأ في مثل هذا اليوم وان الفئة القليلة يمكن ان تواجه جيوش الظلم مهما ملكت من ترسانة ظالمة ان امنت بعدالة قضيتها ، لابد وان نشارك الاحتفال بهذا اليوم مع كل انسان حر في هذا العالم ونوصل رسالة السابع من اكتوبر الى كل شعوب الارض رسالة مفادها أن العنجهية التي سادت العالم تحطمت على يد مجموعة من ابناءنا لا يملكون الا الصبر و العزيمة . كيف لا وقد شاهد العالم ويشاهد كيف اذلت جيوش دول عظمى في الميدان العسكري قبل السياسي ، وكيف استطاع هؤلاء الأبطال هزيمة جسر الامداد العالمي لعصابة الاحتلال على مدار عام كامل ، وكيف استطاعوا ان يفندوا سردية من الكذب و التدليس استمرت على مدار قرن من الزمان او يزيد واوصلوا رسالة الحق الى شعوب العالم وحفزوهم على النهوض في وجه الة الاعلام و الاجرام الغربي التي خدعتهم ولم تريهم الا ما كانت ترى .
لابد وان نجعل هذا اليوم عيدا لنا ولكل مؤمن بان الظلم وان طال لا يدوم وان الحق لا يتعدد ، لابد وان يكون عيدا للشهداء فمن حق الشهداء ان يفرحوا بشهادتهم ومن حق ذويهم من الجرحى و المكلومين وان يفرحوا بارتقائهم الى عليين وليس أحق في ذلك من السابع من أكتوبر عيدا ، فهو اليوم الذي فتحت فية ابواب الجنان لاستقبال مواكب الشهداء. كما أن المهجرون المحاصرون من حقهم أن يفرحوا وأن يكون لهم عيد ، عيد لا يلبسون فيه الجديد الممنوع عنهم ولا يأكلون فيه طعاما خاصا فقوت الكفاف لا يزال محتجزا على بعد امتار منهم خلف سياج العار كما نعلم ، ولكنهم سيلبسون فيه لباس الشرف ويأكلون ثمار الكرامة .
لن ننتظر اعلان الجامعة عن العيد بشكل رسمي ، فنحن نحتفل الان وندعوها للانضمام ومشاركتنا في عيدنا ، ففي مثل هذا اليوم لا ننتظر اعلان فالوقت يمر بسرعة ولا نرغب في ايقاظها من سباتها العميق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد