كيفَ نوقفُ وحشيّة «إسرائيل»؟

mainThumb

09-10-2024 12:07 AM

 

تابعنا الأسبوعَ الماضي الضربة الإيرانية على الكيان الصهيونيّ في فلسطين المحتلة، وكيف أصابت أهدافها بشكل مباشر، ورأينا كثافتها بأم العين وسمعنا دويّ انفجاراتها.

إنّنا لا نشك أبدًا بقوة الضربة الإيرانية، التي هزّت الكيان، وجعلت رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو يشتاط غضبًا ويطلق تصريحات الوعيد والانتقام في الليلة ذاتها، وإعلان جيش الاحتلال الإسرائيليّ أنّه عازم على تنفيذ ضربات قوية في مناطق مختلفة في الشّرق الاوسط خلال تلك الليلة، ثمّ.. مضت الليلة الأولى والثانية والثالثة والرابعة.. والردُّ الاسرائيليُّ لم يأت بعد، تمامًا مثل سيناريو الردّ الإيرانيّ الذي طال انتظاره.

اليوم، يبدو أنّنا نُشاهد صراع الكبار في المنطقة كيف يكون، فعندما تكون ضعيفًا يُستباح عرضك ودمك ومالك، من قبل هذا الكيان الذي زُرِعَ عنوة في قلب الأمّة العربية، وأصبحت اليوم عاجزة عن وقف الإجرام الصهيوني بحق الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان.

الدّرس الإيراني، أو الضربة الصاروخيّة الإيرانية التي وصفها الكيان الغاصب بــ «التاريخية»، جعلته يعيد حساباته ألف مرة قبل أن يطلق رصاصة واحدة على إيران، التي أبلغت الغرب حرفيًا «بضرورة لجم الكيان الذي زرعتموه في المنطقة، وإلا فإنّنا سنبيد البُنية التحتية كاملة، وسيكون الرد قاسيًا...».

أميركا ومن ورائها «إسرائيل» وبعض الدول الأوروبية الداعمة للإجرام الصهيوني، تعي جيدًا ما قد يتمخّض عن الرد الإسرائيلي، والذي يعني احتماليّة اندلاع حرب شاملة، ستنجر حتمًا إليها أميركا وبعض الدول الأوروبية المشتبكة أساسًا مع روسيا في حرب أوكرانيا، والتي رفعت من مستوى التأهب النووي قبل أيام، ووسعت خيارات العقيدة النووية، ما قد يضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة مدمرة لا تبقى ولا تذر.

إذن؛ هل استطاعت أميركا ومن ورائها دول أوروبا الغربيّة أن توقف هذا الكيان المجرم، عن القيام بأي رد فعل جنوني؟؛ فإيران ليست غزة ولا لبنان ولا سوريا ولا اليمن ولا أيّ بلد عربيّ، وهي قادرة على الرد والانتقام وإلحاق الضّرر بالكيان الصهيونيّ، الذي لا يملك أيّ عمق استراتيجي، وستكون كلّ مُدنه وأهدافه الحيوية في مرمى الصواريخ الإيرانية في دقائق معدودة.. لا ساعاتٍ ولا أيام!

إلى أين ستنتهي الأمور؟، لا نعلم ولا نستطيع التنبؤ بهذا؛ فالتطورات قد تتسارع في يوم وليلة وتخرج عن السيطرة، وتفاجئ كلّ التحليلات والتوقعات، ولكن الذي استفدنا منه، أنّ القوة العسكريّة في ظلّ وجود هذا الكيان المجرم، في غاية الأهمية، وهذا يدعو إلى ضرورة بناء القدرات العسكرية في الدول العربية، والعمل على ذلك جديًا، وإنهاء حالة التّيه في كثير من الأقطار، ووقف الأزمات والحروب العبثية، التي غذّتها قُوى الاستعمار العالميّ والكيان الصهيونيّ وأعوانهم من العملاء.

إنّ الأقطار العربيّة اليوم، بحاجة إلى إعادة بناء قدراتها العسكرية والتركيز على القدرات التكنولوجية، فالمعارك مع هذا الكيان المجرم كثيرة، فهو يمثل حالة «الوحش الهائج» في المنطقة، وهو لا يُميّز بين طفل بريء أو مقاتل أو مدرسة أو مستشفى، فلا يملك أيّة رحمة إنسانية، بل يؤمن بمعتقدات أنّه «يُؤْجَرُ إنْ قتَلَ عربيًا»، فهل سيتّعظُ العرب؟ أم سيبقونَ في ساحاتِ معارك للغير ودمهم يسفك فيها مجانًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد