علماء مسلمون عبر التاريخ

mainThumb
علماء مسلمون عبر التاريخ

08-10-2024 09:52 PM

السوسنة- شهد التاريخ الإسلامي بروز العديد من العلماء الذين أسهموا إسهامات عظيمة في مختلف المجالات العلمية. كانت اكتشافاتهم وابتكاراتهم حجر الزاوية لتطور العلوم، سواء في الطب أو الكيمياء أو الفلك أو الرياضيات. هؤلاء العلماء لم يقتصر تأثيرهم على عصرهم أو مجتمعهم فقط، بل امتدت إنجازاتهم لتؤثر على العالم بأسره عبر القرون.

ابن النفيس
وُلِد ابن النفيس في سوريا، تحديداً في مدينة دمشق، عام 1213م، وهو طبيب مسلم اشتُهر باكتشافه الدورة الدموية الرئوية. كما وصف في أعماله الدورة الدموية للجانب الأيمن من القلب، وكان سابقاً لعصره حيث إنّ أعماله عن الدورة الدموية لم يذكرها أو يدرسها غيره إلّا بعد 400 سنة؛ وذلك عندما كتب عنها الطبيب وليام هارفي في كتابه "حركة القلب والدم".

جابر بن حيّان
وُلِدَ جابر بن حيّان عام 721م في مدينة طوس بإيران، ويعود نسبه إلى قبيلة الأزد اليمينة التي أقام أفرادها في مدينة الكوفة بالعراق خلال الحكم الأُموي. عاد جابر بن حيان إلى اليمن ودرس الكيمياء على يد عالم الكيمياء الحربي الحميري، كما تتلمذ على يد جعفر الصادق. يُعدّ ابن حيان أول من أسس علم الكيمياء الحديث، ولذلك لُقب بأبي الكيمياء. ارتقى ابن حيان بالكيمياء التجريبية إلى مستوى جديد حيث أتقن عدّة تجارب؛ كالاحتراق، والتبلور، والتقطير، والتسامي، والتبخر. كان عالماً واسع المعرفة، إذ كتب العديد من الأعمال في مجالات مختلفة، مثل: الكيمياء، الفلسفة، الجغرافيا، علم الفلك، الفيزياء، والهندسة، ويصل عدد كتاباته إلى 2000 رسالة ومقالة. توفي عام 803م.

الفزاري
ولد إبراهيم الفزاري، عالم الفلك والرياضيات، في الكوفة بالعراق في القرن الثامن. ألَّف العديد من الكتابات الفلكية عن الأسطرلاب والتقويم. كان ابنه إبراهيم أيضاً عالم فلك. أمر الخليفة المنصور الأب وابنه بترجمة النص الفلكي الهندي السندهند مع يعقوب بن طارق. اكتملت ترجمة العمل في بغداد سنة 750م وأُطلق عليه عنوان "الزيج على سني العرب". يُعتقد أنّ هذه الترجمة هي الوسيلة التي نُقل من خلالها نظام الأرقام الهندي من الهند إلى إيران. توفي الفزاري عام 777م.

حنين بن إسحق
وُلِدَ حنين بن إسحق العبادي في العراق، وتحديداً في بلدة الحيرة، عام 808م، وتوفي عام 873م في بغداد. هو عالم ومترجم مسيحي درس الطب في بغداد. عيَّنه الخليفة المتوكل في منصب كبير الأطباء. كان لديه معرفة واسعة في اليونانية القديمة، حيث ترجم أعمال أفلاطون، وأبقراط، وأرسطو، وغيرهم، ممّا أتاح للفلاسفة والعلماء العرب الاطلاع على مصادر الفكر والثقافة اليونانية المهمة. سافر حُنين بن إسحق إلى سوريا، وفلسطين، ومصر لجمع المخطوطات اليونانية القديمة. كما درّس الترجمة في بغداد، وترجم هو وطلابه النصوص اليونانية الكلاسيكية إلى اللغة العربية والسريانية. كانت ترجمته لأعمال جالينوس من أهم الترجمات، حيث فُقدت معظم النصوص الأصلية لأعماله.

ابن البناء المراكشي
يُعرف باسم أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي. وُلد في مراكش عام 1256م وقضى مُعظم حياته في المغرب. درس ودرّس جميع فروع الرياضيات التي عُرفت في ذلك الوقت، بالإضافة إلى علم الفلك. كتب عدداً كبيراً من الأعمال بلغ عددها 82 مؤلفاً، كان أغلبها عن الرياضيات وبعضها عن الفلك، ومنها: "مدخل إلى إقليدس"، "الأصول والمقدمات في الجبر"، و"تلخيص أعمال الحساب". يُعدّ أول من اعتبر الكسر نسبةً بين رقمين، وأول من استخدم تعبير "المناخ" في عمل احتوى على بيانات فلكية وجوية.

أبو إسحق البطروجي
وُلِدَ أبو إسحق نور الدين البطروجي عام 1150م في المغرب. هو فلكي عربي مسلم عُرِف في الغرب باسم البتراجيوس. قدمّ شرحاً لنظام فلكي غير بطلمي كبديل لنماذج بطليموس، وله الفضل في إحياء نظرية أودكس (Eudoxus). لم يُعرف الكثير عن حياته، لكن نُسِبت نظريته الفلكية إلى تعليمات ابن طفيل. توفي عام 1200م.

يحيى بن ماسويه
يحيى بن ماسويه كان سرياني الأصل وعربي المنشأ، حيث نشأ في العراق، وتحديداً في بغداد. درس الطب في بغداد في القرن العاشر وألَّفَ العديد من الأعمال إلى جانب مجموعة من الأمثال والحِكَم، إذ كان له 132 حكمة في الأمراض وعلاجها من وجهة نظر الطبيب والمريض. ما زالت بعض حكمه الطبية تُطبّق كعلاجات منزلية حتى الآن. نُقِلت أعماله من الشرق إلى الغرب ولاقت رواجاً كبيراً، حيث نُسخت الترجمتان اللاتينية والفرنسية لأعماله وطُبعت عدة مرات في الفترة ما بين القرنين 11 و17.

أبو كامل شجاع
أبو كامل بن أسلم شجاع، وُلِدَ في مصر، يُعدّ من أبرز عباقرة العصر الإسلامي الذهبي ولُقّب بالحاسب المصري؛ بسبب قدراته الحسابية المُميزة. يُشار إليه أيضاً بخليفة الخوارزمي. أهم أعماله كانت في الجبر والهندسة، حيث كانت أعماله الأكثر مبيعاً في ذلك العصر. تُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية، ومنها: "كمال الجبر وتمامه"، و"كتاب الخطأين". كان أول من استخدم الأعداد غير الكسرية كحلول، وساهمت أعماله في تطوير علم الرياضيات في أوروبا.

ابن رشد
أبو وليد محمد بن رشد، وُلِدَ في قرطبة عام 1128م، يُعدّ من أعظم المُفكرين والعلماء في التاريخ. درس الحديث، واللغويات، والفقه. كتب عن الفلسفة، والدين، وأصل الكون، والميتافيزيقيا، وعلم النفس، حيث ألّف ما لا يقل عن 67 عملاً في مختلف المجالات. أهم أعماله في الفلسفة هو كتاب "تهافت التهافت". اكتشف نجماً في سن 25 لم يُكتشف من قبل. توفي في مراكش عام 1198م.

ابن الهيثم
الحسن بن الهيثم وُلِدَ عام 965م في البصرة بالعراق، وأسهم في مجالات الرياضيات، الفلك، الفيزياء، والبصريات. من أشهر أعماله كتاب "المناظر" الذي تُرجم إلى اللاتينية وكان سبب شهرته في أوروبا، وساهم بشكل كبير في تطور العلوم الحديثة من خلال تشجيعه على استخدام التجربة العلمية. أُطلق عليه اسم بطليموس الثاني. توفي عام 1041م.

الكندي
أبو يوسف يعقوب بن إسحق أحمد الصباح، المعروف بالكندي، وُلِدَ في الكوفة بالعراق عام 801م. كان فيلسوفاً، موسيقياً، وعالم أرصاد جوية، وساهم في إدخال الأرقام الهندية إلى العالم الإسلامي والمسيحي. له إسهامات في الفيزياء، اللوجستيات، الكيمياء، والعلوم الطبيعية.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد