ميقاتي :1701 عندي

mainThumb

07-10-2024 09:37 PM


سرعان ما انهار تكتيك تناظر الأهداف الذي توعد به حزب الله بعد طوفان الاختراقات والاغتيالات الذي اصابه في مقتل اودى به الى ولادة صراع جديد مع حليفه وداعمه الايراني الذي أصرّعلى ربط مهمته بدوام الحرب على غزة والتي حاول حزب الله في ايامه الاخيرة التنصل منها ، ربما وجد في هذا منحه فرصة المحافظة على جذوره التي تمكّنه لاحقا وبعد استراحة يراجع فيها فكرته عن مد اليد للغير اولا ، وترتيب الصفوف التي ثبتت فوضويتها ثانيا.
انهيار التناظر هذا مضاف اليه المفاجأة الاسرائيلية بضألة حجم التوحد ضدها ومساحة الانقسام لصالحها اودى بها الى تعلية سقف الطموح الذي وجد طريق تطبيقه معبّدا بعناصر عدة ؛ نركّز هنا على بعضها حيث لا يتسع الحديث لغيرها.
لقد بدا واضحا ضعف جدار الصد في مواجهة اسرائيل ، هذا الجدار الذي يتعدى حزب الله ليطال امتداد مساحة العسكرة الحكومية والحزبية والسلطة والسياسة اللبنانية ، والتي وجد فيها فرقاء السياسة وخصوم حزب الله ومعه حليفه " حركة أمل " مرمى دقيقا لأهدافها الطامحة الى التخلّص من قيود هذا التحالف التقليدي وفرصة لالحاق الهزائم والانقلاب على طول عهد التفاهمات التي تلحق طول عهد و المناكفات والتعطيلات التي تنتهي بالنهاية ـ مع كل التدخلات ـ في قبضة حزب الله وحليفه ؛ وهو ما حدا بها الى النأي بنفسها بطريقة او باخرى وبغض النظر عن الاسباب الى الغياب عن البيان الثلاثي المشترك لميقاتي بري وجنبلاط.
لم تكن تصريحات ميقاتي الاخيرة حول من بدأ باطلاق النار وتخلية مسؤوليته ـ باعتباره رئيسا لحكومة لبنان ـ منفصلة عن ضوء اخضر تلقاه ربما عن طريق بري بخفض الحزب بنود قائمة شروطه حتى مستوى صفر ، وهو الموقف الذي اراد ـ بحسب بعض الساسة اللبنانيين الحلفاء للمحورـ وزير الخارجية الإيراني عدم ظهور الحزب به مهما كلف الامر ، يبدو ان المشهد لا يخلو من رائحة تمرّد لكنها خجولة تريد النزول عن سدّة المواقف الى سوق المفاصلة في ذات الوقت الذي لايريد فيه حزب الله خسارة اي جهة بحسب طريقة التعامل معها ، وهو المقتل الذي وقع فيه غيره من حلفاء ايران حين تضطرهم حالة الاعتماد عليها والمتبوعة بحالة الخذلان االتنازل الذي يأخذ شكل الاندماج مع المجموعة .
تعهد ميقاتي بتطبيق القرار 1701 والذي حمل مناورة باتجاهين ، اولهما : يذهب الى اسرائيل ويطلب منها الرجوع عن هدف القضاء على حزب الله وهوما لن تفعله ، وثانيها : يرفع قبعة الاعتذار لايران بتمرّد أمْلَتْه الضرورة ونفاذ طاقة الحزب التي لا تحتمل غضبا أكثر من ايران التي اصرت على اسمترار مصارعته الموت .
ببساطة : اسرائيل لا ترى في ميقاتي ضمانا لأمنها ، كيف لمن يكن طرفا في بدء الهجمات ان يكون آمر لوقفها ؟ كيف لمن يقر بأنّه يرأس حكومة دولة لاتملك عتادا لجيشها يستطيع معه السيطرة على امنها الداخلي ان يضمن امن دولة بعض منشآتها تعادل حجم دولة او تزيد ؟
لقد غاب عن ميقاتي ان اسرائيل تعلم جيدا أن امر تعيين رئيس الحكومة اللبنانية واستمراه مع حكومته او رحيلهم جميعا بيد خصومها ؛ هل يعقل ان ترضى اسرائيل بحكم يكون فيه القاضي خصمها ؟
أتراها اسرائيل غابت عن فهم المغزى من الغياب المسيحي عن بيان ميقاتي الثلاثي والذي يعفي هذا المكون على اختلاف أطيافه والتي تسمح لها تحالفاتها بالمناورة بين تحقيق المغانم وتجاوز المغارم ؟
بيئة التحرك بلا مسؤولية هذه التي اختبأت مختلف المكونات خلفها التي يفقد فيها ميقاتي وزن التعامل كدولة لاعتبارات عدّة أهمها : امكانية تنصله هو ذاته حين يأتي للاعتذار عن انقلاب طيف او اكثر على تعهده.
يشكل الخوف من مجريات الاحداث وتصورات دول المنطقة عن مآلات الأمور يدفع بها الى التخفي خلف ستارات المبادرات الداخلية ؛ منها المؤيد ومنها المعارض ، غير أنهم جميعا لا يخفون قلقهم من مرحلة ما بعد حرب حزب الله.
اسرائيل لن تربح اذا اوقفت الحرب بل ستخسر ، ولن تخسر اذا استمرت فيها بل ستربح ، لكن ربحها هذا سيقابل بخسارة اخرى في موقع اخر لم تحسب اسرائيل له حسابا ؛ ليس هنا مجال الحديث عنه بل سنتركه لموقع آخر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد