في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر .. المأساة تتعمق

mainThumb
يدفع المدنيون ثمن هذه الحرب المستمرة

07-10-2024 07:36 AM

في الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر 2023، تشهد المنطقة استمرارًا في التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي. بيان كتائب القسام الذي صدر صباح اليوم الاثنين السابع من اكتوبر 2024 سلط الضوء على عملية نوعية وان كانت رمزية نفذتها قوات المقاومة ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية ومستعمرات "غلاف غزة"، إلا انها تثبت أن المقاومة ما زالت قادرة على اطلاق الصواريخ رغم مرور سنة كاملة من التدمير والقتل الممنهج .
واستهدفت الضربة الصاروخية صباح اليوم، مواقع عسكرية حيوية بصواريخ "رجوم"،مواقع "صوفا" ومعبر رفح، بالإضافة إلى مراكز عملياتية استراتيجية مثل "كرم أبو سالم". هذه الضربات تؤكد مجدداً على قدرة المقاومة الفلسطينية على توجيه ضربات دقيقة نحو الأهداف العسكرية، في تحدٍ واضح لقدرات الاحتلال الدفاعية والهجومية.
ونذكر انه في مثل هذا اليوم من العام الماضي، نجحت فيه كتائب القسام في اختراق الخطوط الدفاعية للجيش الإسرائيلي، والاستيلاء على عدة مواقع عسكرية، مثلت نقطة تحول كبيرة في ميزان القوى الميداني. واستهدفت الهجمات بشكل خاص جنود الاحتلال والمستوطنين، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، وأسر جنود إسرائيليين.

الجيش الإسرائيلي أعلن صباح اليوم، أن وحداته الميدانية، بما في ذلك الفرقة 162 والألوية 401 و460، تواصل عملياتها العسكرية في القطاع، مؤكدًا أنه استهدف عشرات الأهداف الحيوية للمقاومة.لكن في ظل هذا التصعيد، يبقى التساؤل: هل يمكن للاحتلال أن يحقق أهدافه المعلنة بالقضاء على البنى التحتية للمقاومة، في حين أن هذا التصعيد لم يتوقف منذ عقود؟ التقرير الصادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يشير إلى أن ما يحدث في غزة يتعدى مجرد صراع عسكري، ليصل إلى حد الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
الوثائق التي عرضها التقرير تشير إلى جرائم حرب ترتكب بحق المدنيين، بما في ذلك الحصار المفروض على غزة والذي حول القطاع إلى سجن مفتوح لأكثر من مليوني فلسطيني.
التقرير يوثق أرقامًا مروعة، حيث استشهد أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، منهم نحو 33% أطفال. هذه الأرقام تعكس حجم المأساة الإنسانية التي تعاني منها غزة، حيث يشمل الدمار العائلات بشكل كامل. أكثر من 3,500 عائلة فقدت أفرادها، وبعضها فقدت أكثر من 10 أفراد في هذا النزاع المستمر.
المرصد الأورومتوسطي يذهب إلى أبعد من ذلك بتأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ منذ عام 1967، هو الجذر الأساسي للأزمة. الاحتلال ليس فقط عسكريًا، بل يتمثل في الحصار المفروض على غزة، والذي يعزل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية والعالم. ورغم إعلان إسرائيل في 2005 عن "فك الارتباط" مع غزة، إلا أن سيطرتها الفعلية على الحدود والمعابر لا تزال تجعلها قوة محتلة وفقًا للقانون الدولي.
في ظل هذه الظروف، تأتي توصيات المرصد بضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم. الدعوة لفرض عقوبات على إسرائيل وحظر الأسلحة يأتي كرد فعل طبيعي على الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين. كما يطالب التقرير بضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، ورفع الحصار، وتفكيك الحواجز العسكرية التي تعرقل الحياة اليومية للسكان.
في النهاية، المشهد في غزة لا يزال متوترًا، حيث تتزايد الهجمات والردود المتبادلة، في ظل غياب أي حل سياسي. مع استمرار هذا الوضع، يبدو أن الطريق نحو إنهاء الصراع طويل وشائك، بينما يدفع المدنيون ثمن هذه الحرب المستمرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد