صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - من 7 أكتوبر 2023 إلى 7 أكتوبر 2024، استشهد أكثر من خمسين ألف فلسطيني في غزة، وجرح أكثر من مئة ألف آخرين، تحت عنوان "محو غزة: عام من الإبادة الجماعية وانهيار النظام العالمي". أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرًا شاملاً يوثق عامًا كاملاً من الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة. هذه الجرائم التي تم تصنيفها كجرائم حرب بوضوح وبمشاركة ضمنية من بعض القوى الدولية، وفقًا لما ورد في التقرير.

يستعرض التقرير تفاصيل دقيقة حول الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، بما في ذلك قتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، منهم حوالي 42 ألف شخص تم توثيقهم في سجلات وزارة الصحة الفلسطينية، ويشمل ذلك العديد من الأطفال والنساء. لم تتوقف الجرائم عند هذا الحد، بل أصيب أكثر من مئة ألف شخص آخرين، فيما لا تزال آلاف الجثامين مدفونة تحت الأنقاض، حيث لم تتمكن الفرق الطبية والإغاثية من الوصول إليهم حتى الآن.
الإبادة الجماعية واستهداف العائلات
واستعرض التقرير تفاصيل مرعبة عن حجم الإبادة الجماعية التي طالت ما يقرب من 10% من سكان غزة، بين قتل، إصابة، فقدان، أو اعتقال. رصد المرصد استشهاد حوالي 50,292 فلسطينيًا، منهم 33% أطفال و21% نساء، فيما تم اعتقال الآلاف بشكل قسري، حيث يقبع حوالي 3,600 فلسطيني في مراكز اعتقال واحتجاز مختلفة.

وركز التقرير على إبادة العائلات، حيث تم استهداف حوالي 3,500 عائلة، من بينها 365 عائلة فقدت أكثر من 10 أفراد، بالإضافة إلى أكثر من 2,750 عائلة فقدت ثلاثة أفراد على الأقل. تضمن التقرير أيضًا توثيقًا لعمليات قتل المدنيين بطرق متعددة، منها الإعدامات الميدانية والدهس بالآليات العسكرية والهجمات الجوية بطائرات مسيّرة، وحتى في الأسواق والتجمعات الإنسانية.
الإطار القانوني للإبادة الجماعية
وأوضح التقرير أن الجذر الأساسي لهذه الجرائم يعود إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ منذ عام 1967، وما يترتب عليه من ممارسات غير قانونية بحق الفلسطينيين. وأكد التقرير أن الاحتلال ما يزال يسيطر على غزة بطرق مختلفة، رغم إعلان "فك الارتباط" في عام 2005، حيث تواصل إسرائيل السيطرة على الحدود والمعابر والسجل السكاني، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
توصيات دولية
اختتم التقرير بجملة من التوصيات الموجهة للمجتمع الدولي، من بينها فرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، ووقف أي دعم عسكري أو استخباراتي لها. كما دعا إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على المسؤولين الإسرائيليين والمتواطئين معهم، وضمان انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة توحيد القطاع جغرافيًا مع باقي الأراضي الفلسطينية.
عام كامل مضى منذ السابع من أكتوبر 2023، وما تزال آلة الحرب الإسرائيلية تفتك بأرواح الفلسطينيين، فيما يقف المجتمع الدولي متفرجًا أو متواطئًا. وبرغم هذا الجحيم المستمر، يستمر الشعب الفلسطيني في المقاومة، حاملًا أملًا في مستقبل أفضل، وسلامًا على الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم.