الأمة مريضة

mainThumb

06-10-2024 02:34 PM

يدخل الفيروس الخبيث إلى الخلية، فيسيطر عليها، ويبدأ بالتكاثر من خلالها، ويسبب الأمراض، الخلية من الخارج تبدو خلية بشرية سليمة، ومن الداخل هي فيروس خبيث قاتل، ودفاعات الجسم بين أن تكون ضعيفة يخدعها مظهر الخلية السليم، فتتركه حتى يتكاثر وينتشر ويصبح سرطانا يفتك في الجسد، وحينها يصبح علاجه صعبا جدا، عمليات استئصال، وعلاج كيماوي واشعاعي ينهك الجسد.

وإما أن تكون دفاعات الجسم قوية، تدرك من خلال سلوك الخلية غير الطبيعي أنها خلية مريضة، مسيطر عليها من قبل فيروس خبيث، فلا تنخدع به، فتقاومه وتحاصره وتقضي عليه، فيبرئ الجسد من المرض، ومصدر قوة دفاعات الجسم أمرين لا ثالث لهما: المصل الجاهز الذي يتلقاه الجسم فيقضي به على الخلايا المريضة مباشرة، أو اللقاح الذي تلقاه الجسم سابقا، فتتعرف على الكائن الممرض، وقد أعدت له المضادات الملائمة للقضاء عليه.

والأمة كالجسد تماما، يدخل أصحاب العقائد الباطلة الفاسدة إليها، كما يدخل الفيروس إلى داخل الخلية، في الظاهر هي جزء من الأمة، وفي حقيقتها هي فيروس خبيث قاتل، ينتشر ليصبح سرطانا يسبب المرض للأمة، ويصبح الخلاص منه صعبا للغاية، يسبب فتنة الأمة وتمزقها وضعفها.

ودفاعات الأمة بين دفاعات قوية تملك المصل الجاهز لمقاومة المرض، ألا وهو العقيدة الصحيحة السليمة، وتمتلك اللقاح، ألا وهو أحداث ووقائع التاريخ القديم والحديث، فلا تنخدع بأصحاب العقائد الباطلة وإن ظهرت بثوب الأمة زيفا، ومهما كان سلوكها الظاهر، لأن الغاية منه الانتشار في جسد الأمة بأسرع وأسهل ما يمكن، لتصبح ورما خبيثا يصعب التخلص منه إلا بطرق تسبب الأذى والوهن للأمة، وللأسف فإن هذه الدفاعات القوية هي القلة.

وأما الدفاعات الضعيفة، والتي لا تلقي للمصل الجاهز(العقيدة الصحيحة السليمة) بالا، والأنكى من ذلك أن يظن بعض هذه الدفاعات الضعيفة أنه يملك المصل الصحيح، بينما هو مصل فاسد ملوث بنتاج الفيروس، ولا ينفع معها لقاح(أحداث التاريخ قديما وحديثا) لأن ذاكرتها ضعيفة مشوشة، والأسوأ من ذلك أنها تحاصر الدفاعات القوية تمنعها من القيام بعملها على الوجه الصحيح.

والأمة اليوم مريضة، مفتونة، السرطان أكل جسدها، وينتشر كالنار في الهشيم فيها، أصحاب العقائد الباطلة والفاسدة تلبس ثوب الدفاع عن الأمة، في ظاهرها خلية من خلاياها، وفي حقيقتها فيروس خبيث قاتل، تعرف ذلك من سلوكها غير الطبيعي، ومن عقائدها الفاسدة، ومن تاريخها المسموم قديما وحديثا ، فتنخدع الدفاعات الضعيفة بها، وتترك الجسد فريسة لها، وتضعف عمل الدفاعات القوية للقيام بعملها في الدفاع عن الأمة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد