تأثير المانجو على مرضى السكري والحساسية

mainThumb
المانجو

04-10-2024 02:18 PM

السوسنة- تُعدّ المانجو من الفواكه اللذيذة ذات القوام الكريمي والطعم الحلو، وتُعرف في بعض أنحاء العالم بلقب "ملك الفواكه". تحتوي المانجو على بذرة كبيرة في وسطها، وتتوفر بأنواع متعددة تختلف في الطعم، الحجم، الشكل، واللون. يعود أصل زراعة المانجو إلى الهند وجنوب شرق آسيا، حيث بدأت زراعتها منذ أكثر من أربعة آلاف عام. وعلى الرغم من أن قشرتها قد تكون خضراء، برتقالية، صفراء أو حمراء، إلا أن لبّها الداخلي يكون عادة باللون الأصفر الذهبي. تُعتبر المانجو من الفواكه الأكثر استهلاكًا عالميًا، لما تتمتع به من طعم شهي وفوائد صحية عديدة، مما يجعلها إضافة مميزة للنظام الغذائي الصحي.

أضرار المانجو على الصحة
فيما يأتي بيان بعض المحاذير العامة المرتبطة بفاكهة المانجو، ومدى آمانها ضمن النظام الغذائي للفرد، بالإضافة إلى التداخلات الدوائية مع المانجو:
درجة أمان المانجو
تنصح وزارة الزراعة الأمريكيّة (United States Department of Agriculture) البالغين بتناول ما يعادل كوب ونصف إلى كوبين من الفواكه بشكلٍ يوميّ وذلك مع الحرص على اختيار الفواكه الغنيّة بالألياف والتي تحتوي على كمية منخفضة من السكّريات، كالحمضيّات، أو التفاح، أو التوت، والتي يشار إلى أنها تزود الجسم بمجموعة متنوعة من العناصر الغذائية والفوائد الصحيّة المختلفة، ولانخفاض نسبة الألياف في فاكهة المانجو واحتوائها على نسبة عالية من السكريّات فإنه يُنصح بتجنّب تناول أكثر من حصتين من المانجو في اليوم.

محاذير استخدام المانجو
فيما يأتي بيان بعض المحاذير المرتبطة بتناول المانجو:
1.السكريّ
تتمثل الإصابة بمرض السكريّ (بالإنجليزية: Diabetes) بارتفاع نسبة سكّر الدم أو ما يعرف بسكّر الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose) عن المعدّل الطبيعيّ، وذلك نتيجة عدد من الأسباب المختلفة، كانخفاض إنتاج هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) بحيث لا يغطي حاجة الجسم، أو توقف إنتاجه بشكلٍ نهائيّ، أو عدم استجابة الخلايا للإنسولين الموجود في الدم، وفي هذا السياق يشار إلى أنّ الإنسولين هو هرمون يتمّ إنتاجه من قبل البنكرياس للمساعدة على دخول السكّر الذي يتمّ الحصول عليه من مصادر الطعام المختلفة إلى خلايا الجسم لإنتاج الطاقة؛ إذ يُعدّ سكّر الجلوكوز المصدر الرئيسيّ للطاقة في الجسم.

وفي الواقع فإن لاختيار الطعام المناسب أهمية بالغةً لدى مرضى السكريّ للمساعدة على السيطرة على المرض وعدم تفاقمه؛ إذ تحتوي حبة المانجو الواحدة على ما يعادل 45 غرام من السكّر، وهو ما يستدعي الحذر عند الرغبة بتجنب الحصول على كميّة مرتفعة من السكّر أو الرغبة في مراقبة أو خفض الوزن، كما تُقدّر كميّة السكّر في 100 غرامٍ من المانجو الطازج بما يقارب 13.7 غرام، وفي شريحة من المانجو المجفّف بما يقارب 5.3 غرام، وبسبب النسبة المرتفعة للسكريّات في بعض الفواكه يعتقد بعض المصابين بمرض السكريّ أنه من الضروري تجنّب تناول الفواكه للحدّ من كميّة السكّر في وجباتهم الغذائيّة؛ إلّا أنّ التصرّف الصحيح يتمثل بتناول الفواكه بما في ذلك المانجو بكميات معتدلة لتجنّب كميّة السكر الكبيرة مع الاستفادة من العناصر الغذائية، والفيتامينات، والمعادن، والألياف الموجودة فيها، كما يمكن الحدّ

2.الحساسيّة
في بعض الحالات غير الشائعة والنادرة جدًا قد يؤدي تناول المانجو إلى حدوث رد فعل تحسسيّ عند بعض الأشخاص، وغالبًا ما تقتصر الأعراض على ظهور طفح جلديّ والذي يظهر عادةً عند ملامسة قشرة المانجو، وبالرغم من إمكانية تناول المانجو بشكلٍ طبيعيّ وآمن ودون ظهور أعراض في بعض حالات الحساسيّة الخفيفة مع الحرص على عدم ملامسة القشرة؛ إلّا أنّه في بعض الحالات الشديدة يجب على الشخص المصاب تجنب المانجو بشكلٍ نهائيّ، وتشمل أعراض الحساسية من المانجو حدوث احمرارٍ وانتفاخ وحكة وتقشر في الجلد.

ومن الجدير بالذكر أن الجمعية الأمريكية لحساسيّة اللاتكس (American Latex Allergy Association) تنصح المصابين بحساسيّة اللاتكس توخي الحذر عند تناول المانجو؛ إذ توجد فرصة ضئيلة لحدوث تداخل عند تناول المانجو، الذي يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية لدى هؤلاء المصابين، كما يُشار إلى وجود العديد من مسببات الحساسية في المانجو والتي يمكن أن تتداخل مع أنواع الحساسيّة الأخرى، كحساسيّة التفاح، والكمثرى، والكاجو، والكرفس، والشمر، والفستق، وغيرها العديد من أنواع الحساسيّة الأخرى.

3.التداخلات الدوائية مع المانجو
يجب على الشخص المعنيّ توخي الحذر عند تناول كميّات كبيرة من المانجو عند استخدام بعض الأدوية، كما يجب الحرص على عدم تناولها بكميات كبيرة بالتزامن مع تناول بعض الأطعمة والأعشاب، وذلك لوجود بعض التداخلات الدوائية والغذائية بين المانجو ومجموعة من الأدوية أو الأطعمة المختلفة، وقد يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول المانجو لمدة أسبوعين على الأقل في بعض الحالات التي تستدعي الخضوع إلى عملية جراحية؛ إذ يشار إلى أن تناول المانجو بكميات كبيرة قد يتسبب ببطء تخثّر الدم وقد يرفع خطر النزيف أثناء وبعد الجراحة، وفيما يأتي أبرز التداخلات الدوائية مع المانجو:
-الأدوية المضادّة للتخثّر (بالإنجليزية: Anticoagulant drugs)، بالإضافة إلى الأطعمة والأعشاب التي تمتلك تأثيرًا مشابهًا؛ كالتمر على سبيل المثال.
-الأدوية المضادة لتكدّس الصفائح الدمويّة أو مضادات الصفيحات (بالإنجليزية: Antiplatelet drugs) كالأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
-مضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAIDs.

فوائد المانجو
تحتوي المانجو على العديد من العناصر الغذائيّة الأساسيّة والضروريّة لصحّة الجسم، كما تحتوي على نسبة عالية من المواد النباتيّة الثانويّة أو الكيميائيّات النباتيّة (بالإنجليزية: Phytochemicals) ذات التأثير الإيجابيّ على الصحّة، مثل: الفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoid)، والمركبات الفينوليّة (بالإنجليزية: Phenolic compounds)، وذلك بناءً على نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة المغذيات عام 2017 م،[١٥] كما أن المعادن، والفيتامينات، ومضادّات الأكسدة الموجودة في المانجو لها فوائد صحيّة كبيرة؛ فعلى سبيل المثال يلعب فيتامين ك الموجود في المانجو دورًا مهمّا في تعزيز صلابة العظام، والوقاية من حدوث النزيف لدوره الفعال في المساعدة على تجلط الدم، كما يساعد أيضًا على الوقاية من فقر الدم، ويشار إلى أن المانجو غني بفيتامين ج الذي يعد مهمًا لتكوين الأوعية الدموية والكولاجين الصحي في الجسم، بالإضافة إلى دوره في تسريع عملية الشفاء.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد