الطريقة المثلى لترتيب الصيدلية المنزلية

mainThumb
الصيدلية المنزلية

04-10-2024 06:03 PM

السوسنة- تعتبر الصيدلية المنزلية جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية في كل منزل، حيث تُعَدُّ مكانًا مخصصًا لتخزين الأدوية والمستلزمات الطبية التي يمكن أن تكون ضرورية في حالات الطوارئ أو للأغراض اليومية. تهدف الصيدلية المنزلية إلى توفير الوصول السريع إلى الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض الشائعة، مثل البرد والإنفلونزا، وآلام الجسم، وأعراض الحساسية، وكذلك الإسعافات الأولية للإصابات الخفيفة.

يتطلب إعداد الصيدلية المنزلية بشكل مناسب معرفة بالأدوية الأساسية والجرعات المناسبة، بالإضافة إلى تخزينها في مكان آمن وبعيدًا عن متناول الأطفال. كما يُنصح بمراجعة محتوياتها بانتظام للتأكد من صلاحية الأدوية واستبدال أي منها منتهي الصلاحية. تعتبر الصيدلية المنزلية عنصرًا مهمًا في تعزيز الصحة والرفاهية، مما يساعد الأسر على التعامل مع الحالات الصحية البسيطة بفعالية وسرعة.

الطريقة المثلى لترتيب الصيدلية المنزلية
وفيما يأتي الطريقة الصحيحة والمثلى لترتيب الصيدلية المنزلية:
1.يحدد موقع مناسب للصيدلية المنزلية
وأول ما يجب تحديده هو موقع ومواصفات الصيدلية المنزلية، إذ إن موقع الصيدلية المنزلية مهم من أجل الحفاظ على سلامة الأدوية وتجنب تلفها، لذا يجب أن تكون في مكان يلائم تعليمات التخزين الصحيحة للأدوية، فعلى سبيل المثال يُمنع تعليقها في الحمام نظرًا لارتفاع معدل الرطوبة ودرجة الحرارة بسبب بخار الماء القوي، كما يُمنع تعليقها فوق الثلاجة أو الغاز تجنبًا لتعريضها للحرارة والضوء.

وحفاظًا على سلامة العائلة يجب تعليق الصيدلية المنزلية في مكان مرتفع حتى لا يتمكن الأطفال والحيوانات الأليفة من الوصول إليها والعبث بها، وبعد تعليق الصيدلية المنزلية في مكان مناسب تأتي مهمة تقسيم الأدوية في صناديق منفصلة وترتيبها مع توثيق تواريخ انتهائها، هذا إلى جانب كتابة مواعيد تناولها باستخدام الملصقات.

2.توضع الأدوية المزمنة في الرف العلوي من الصيدلية المنزلية
يعود السبب في ذلك إلى أن الأدوية المزمنة تُعطى عادةً لكبار السن، وبعضهم يعاني من النسيان أو مرض الزهايمر، وهذا يعني عدم ترك الأدوية بمتناول أيديهم، ومن الجدير بالذكر أن فئة كبار السن ليست الوحيدة التي يجب حفظ الأدوية بمنأى عنها، فيجب أن تكون بعيدة عن متناول أيدي الأطفال أيضًا، فطبيعتهم الفضولية قد تجعلهم يتناولون كل ما يقع بين أيديهم، لذا فالأماكن العالية هي الأفضل لتفادي رؤيتهم لها.

وتبعًا لذلك، فعند شراء الصيدلية المنزلية يراعى اختيار تلك المقسمة إلى رفوف وتحتوي على غطاء محكم الإغلاق، عندها ستوضع كافة الأدوية المزمنة في الرف العلوي، بحيث يصعب الوصول إليها أو فتحها إلا من قبل شخص بالغ، وتجدر الإشارة إلى أن طريقة تخزين الأدوية المزمنة يجب أن تتوافق مع إرشادات التخزين الموجودة على العبوة، فالدواء أيًا كان نوعه يجب أن يُحفظ في عبوته في مكان بارد وجاف.

3.توضع الأدوية اليومية في الرف المتوسط من الصيدلية المنزلية
الأدوية اليومية هي تلك التي يتناولها الأشخاص عادةً دون وصفة طبية؛ كمسكنات الآلام والفيتامينات، وهذا النوع من الأدوية ليس شديد الضرر، لكن تناوله بجرعات كبيرة يُسبب مخاطر جمّى، لذا يُفضل وضعها في الرف الواقع أسفل رف الأدوية المزمنة، وبذلك تبقى هذه الأدوية بعيدة عن متناول أيدي الأطفال، لكن يسهل الوصول إليها من قبل الأشخاص البالغين، وننصح بضرورة إحكام غلق عبوة الدواء بعد استخدامها، ثم وضعها في الصيدلية المنزلية وقفل الصيدلية دائمًا، كما يجب تفادي نسيان الدواء على الطاولة أو الأرض بعد تناول الجرعة.

4.توضع أدوات الإسعافات الأولية في الرف السفلي
تعد حقيبة الإسعافات الأولية من الأمور الضروريّة التي يجب اقتناؤها في المنزل والسيارة، لذا فهي أحد أهم مكونات الصيدلية المنزلية، والتي تُستخدم في حالات الطوارئ كالجروح والحروق، وهذه الأدوات يُفضل وضعها في الرف السفلي لتكون في متناول جميع أفراد العائلة في حال حدوث أمر طارئ، أما عن أول خطوات ترتيبها؛ فتكون بتفريغها من صناديق كرتونية لتسهيل تنظيمها، كما يُمكن فرزها بطريقة منظمة في حاويات بلاستيكية مقاومة للماء ومزودة بغطاء.

أما عن أبرز أدوات الإسعافات الأولية، فهي: الأشرطة اللاصقة، ومناديل الكحول، والضمادات اللاصقة مختلفة الأحجام، وزجاجة كبيرة من غسول العين، وضمادات الجروح، ومراهم الحروق لتخفيف الحروق العرضية، ومقص، وملقط، وشاش، وميزان حرارة رقمي سهل الاستخدام، ومرهم لتطهير الجروح والخدوش، بالإضافة إلى أدوية الحساسية لمن يعانون منها، ومرهم إسعافات أولية يحتوي على مضاد حيوي لعلاج الالتهابات البكتيرية والحروق والجروح الطفيفة، وضمادات مطاطة مرنة لحالات الشد العضلي، وتجدر الإشارة إلى أنه يُمكن فصل هذه الأدوات إلى مجموعات في صناديق حسب نوعها، بحيث توضّح محتويات كل صندوق بملصق.

5.توضع المواد السائلة في مكان مناسب وآمن
المواد السائلة نوعان؛ أدوية سائلة، أو مُطهرات ومعقمات تمنع نمو الكائنات الحية الدقيقة، وكلا النوعين مكانهما المناسب هو الثلاجة، لأن الشرط الأساسي لحفظها هو وضعها في بيئة منخفضة الحرارة، ويُفسر ذلك بأن الحرارة المنخفضة تمنع نمو الميكروبات، لذا يُمنع حفظ هذه المواد في الصيدلية المنزلية إلا في حال ورد ذلك في تعليمات الشركة المُصنعة، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال وضعها بمتناول الأيدي، لذا يجب وضعها في خزانة أو رف أو درج الثلاجة العلوي، مع ضرورة مراقبة لونها وقوامها ورائحتها التي سرعان ما تتغير حال انتهاء صلاحيتها.

6.توضع الأدوات الحادة والمقصات داخل علبة محكمة الإغلاق
تشمل الأدوات الحادة؛ الإبر، والمحاقن، والمقصات وغيرها من الأدوات التي تُسبب الأذى عند إساءة استخدامها من قِبل الأشخاص غير المخوّلين، فعلى سبيل المثال؛ المصابون بمرض السكري يأخذون جرعات الإنسولين باستخدام الإبر، أما البالغين فيستخدمون خيوط الأسنان لتنظيف أسنانهم، واختراق أي من هذه الأدوات للجلد يُسبب نزيفًا أو نقل أمراض بين أفراد العائلة عن طريق الدم.

لذا يُفضل وضع هذه الأدوات في عبوات محكمة الإغلاق، أما المستخدم منها فيجمع في عبوة مصممة خصيصًا لهذا الغرض، بحيث تكون مصنوعة من البلاستيك الصلب أو الورق المقوى الذي يصعب ثقبه، وتوضع في الصيدلية المنزلية بعد تثبيت ملصق عليها يوضح ماهيتها، وبعد امتلائها يجب التخلص منها وفقًا للتعليمات الصحية، حتى تتخلص منها إدارة النفايات بطريقة ملائمة، للحفاظ على سلامة الأفراد والمجتمع بأكمله.

7.ترتب جميع المواد بطريقة يمكن الوصول لها بسهولة
تكمن أهمية ترتيب الأدوية بطريقة صحيحة ومنظمة في تفادي اختلاط الأدوية، وبالتالي توفير الوقت المبذول في البحث العشوائي عنها عن طريق إخراج جميع محتويات الصيدلية لرؤية ما يُبحث عنه، بالإضافة إلى سهولة تحديد الأدوية منتهية الصلاحية للتخلص منها، وتجدر الإشارة إلى أن كلّ شخص لديه طريقة معينة في ترتيب أدواته، لذا لا يوجد طريقة مُعتمدة لإنجاز هذه المهمة، لكن المغزى هو أن تكون سهلة الرؤية والتناول، ويمكن أن تلعب الملصقات دور لا يستهان به، لكن في جميع الأحوال يجب إجراء فرز دوري للأدوية كل 3-6 أشهر للتحقق من تاريخ صلاحيتها.

يجب مراعاة العديد من الاعتبارات عند ترتيب الصيدلية المنزلية؛ كوضع الصيدلية في مكان مناسب، ووضع الأدوية المزمنة في الرف العلوي منها، ووضع الأدوية اليومية في الرف المتوسط، أما أدوات الإسعافات الأولية فتوضع في الرف السفلي منها، كما يجب الحرص على وضع المواد السائلة في مكان آمن، وإبعاد الأدوات الحادة عن متناول أيدي الأطفال، وترتيب جميع الأدوات والمواد بطريقة يسهل الوصول إليها.

الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام الصيدلية المنزلية
تُصبح الأدوية ضارة وذات مفعول عكسي عند استخدامها خلافًا للتوجيهات، إذ يتعرّض العديد من الأشخاص الذين يتناولون عدّة أنواع من الأدوية إلى خطر حدوث التفاعلات أو التداخلات الدوائية، لذا فهم يحتاجون بشدة إلى تنظيم أدويتهم وتوضيح عدد جرعاتهم وسبب استخدام كل دواء عن طريق الملصقات التوضيحية، هذا إلى جانب اختيار المكان الملائم لوضع الصيدلية المنزلية، بحيث تكون آمنة وبعيدة عن متناول الأطفال ويسهل رؤيتها، وفي ما يلي أهم الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام الصيدلية المنزلية:
-توضيح اسم كل دواء وعدد جرعاته وسبب استخدامه.
-التعرف على آثار الأدوية الجانبية وطريقة تفاعلها مع بعضها البعض.
-توضيح كيفية التصرف عند فوات إحدى الجرعات، مع ضرورة التأكد من عدم المعاناة من الحساسية تجاه الأدوية.
-تناول الأدوية في أوقاتها وجرعاتها الصحيحة.
-تجديد الأدوية عند ملاحظة قرب انتهاء صلاحيتها، لتفادي انقطاعها وإجراء الفرز الدوري لأدوية الصيدلية المنزلية.
-الحفاظ على سلامة الأدوية عن طريق تخزينها في المكان الصحيح.
-التأكد من تخزين الأدوية بعيدًا عن أشعة الشمس والحرارة المباشرة، وذلك بمعرفة أين توضع الصيدلية المنزلية.
-حفظ الأدوية بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات.
-تجنب تخزين الأدوية بجانب المنظفات المنزلية.

لا يجب الاستهانة بأهمية ترتيب الصيدلية المنزلية، فهي تضم الكثير من الأدوات والأدوية التي تُشكل خطرًا عند استخدامها بطريقة خاطئة، لذا فإن ترتيبها الصحيح يمنع وقوع الكثير من الأخطار ويمنع الإصابة بإحدى الحالات المرضية أو الطارئة المحتملة، لذا وعند ترتيبها يراعى تطبيق شروط السلامة العامة للحفاظ على سلامة جميع أفراد العائلة في المقام الأول، إلى جانب تحسين مظهرها وتسهيل استخدامها.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد