رائحة البارود في سماء فلسطين المحتلة

mainThumb

03-10-2024 01:30 PM



.. خيمت رائحة البارود والموت إلى جانب غيوم الشتاء التي احتلت سماء المدن الفلسطينية المحتلة، أسراب متتاليه من الصواريخ الباليستية الإيرانية المدمرة؛ هدفها دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية
.. والآن تخوض "إسرائيل" الحرب التي خططت لها، بإرادة السفاح نتنياهو، الذي كشف الغطاء عن الحرب الشاملة، متعددة الجبهات، التي رفض المجتمع الدولي رؤيتها قادمة(..) والتي لم تنته بعد.

*صواريخ إيران تنبيهات لواشنطن و السفاح نتنياهو فقد توازنه.


.. ما يمكن التدقيق عليه، أن الرئيس الأميركي جو بايدن ، قال أن الولايات المتحدة "تدعم بالكامل"، دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية ، بعد الهجوم الذي شنّته عليها إيران مساء الثلاثاء(..)؛ الهجوم الذي انطلق بكل الاعداد المتفاوتة من الصواريخ البالستية(الأرقام تتراوح من ١٨٠-٤٠٠)صاروخ،ويفول بايدن، والإدارة الأميركية والبنتاغون، : تمّ "صدّه" وأثبت "عدم فعاليته". فيما هدّد رئيس وزراء حكومة التطرف التوراتية السفاح نتنياهو، إيران لأنها ستدفع الثمن.

الرئيس بايدن، من البيت الأبيض، قال رده البرتوكولي إن الولايات المتحدة :" تدعم إسرائيل بالكامل، بالكامل". وأضاف أن "عواقب الهجوم الإيراني لم تتبيّن بعد، ونجري مشاورات مع إسرائيل بشأن كيفية ردها".
بينما قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، كان "غير فعال" وتم "صده".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي، "بناء على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالا"، معتبراً الهجوم "تصعيداً كبيراً من جانب إيران". وقال إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ صوب أهداف في إسرائيل، مضيفاً "لقد أوضحنا أنه ستكون هناك عواقب وخيمة لهذا الهجوم".
أما وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن فما كان منه، بعد الصدمة، إلا ترديد أن الهجوم الإيراني، "غير مقبول على الإطلاق"، مضيفاً أن "العالم بأسره يجب أن يدينه".
.. والمناظر في بيان الخارجية الأمريكية يلاحظ التركيز على تبني سردية تقليدية:
"التقارير الأولية تفيد بأن إسرائيل، بدعم كبير من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، أحبطت بشكل فعّال هذا الهجوم". وأضاف "أظهرنا مرة أخرى التزامنا بالدفاع عن إسرائيل".

*هل فعلا ان إيران لا تريد الحرب؟!

الضربة/الرد الايراني/الهجوم جاء وفق ما كان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق من إطلاق الصواريخ ، العملية العسكرية جاءت رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأصاب عدد كبير من الصواريخ مناطق متفرقة داخل إسرائيل، النتائج النهائية للهجوم، حجبته الرقابة الإسرائيلية، وأيضا البنتاغون، والموساد.
في سياق ما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل كان دفاعاً عن مصالح إيران ومواطنيها. وكتب بزشكيان على منصة "إكس": "استناداً إلى الحقوق المشروعة وبهدف تحقيق السلام والأمن لإيران والمنطقة، تم الرد بشكل حاسم على عدوان النظام الصهيوني".
وأضاف "يأتي هذا الإجراء دفاعاً عن مصالح ومواطني إيران. وليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة محاربة، لكنها تقف بحزم في وجه أي تهديد". وشدد على أن "هذا ليس سوى جزء من قدراتنا. لا تدخلوا في صراع مع إيران".

*الصدمة الإسرائيلية.. مؤشر الخطر!.

كالعادة، هدّد السفاح نتنياهو، ومعه جوقة الوزراء المتطرفين، عدا عن مسؤولون إسرائيلي ون، من داخل الملاجئ الإلكترونية، برد "قوي وحاسم"، على الهجوم الصاروخي الإيراني، وهو انه سيشهده الشرق الأوسط الليلة.
مضت الليلة، وهذا مهم، إذ انه يؤشر على دلالة ما قال السفاح نتنياهو إن إيران "ارتكبت خطأً كبيراً وستدفع ثمنه".
هذا مجرد أول تعقيب، بعد تلقى الصدمة(..) نتيجة الهجوم الإيراني، ويعود السفاح ليهدد، مع جرعة من الكذب:
*١.:
أن "النظام الإيراني لا يفهم إصرارنا بالدفاع عن أنفسنا والرد على أعدائنا".
*٢.:
"من يهاجمنا سنهاجمه".
*٣.:
أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل فشل.
*٤.:
إن جميع أنظمة الدفاع عملت خلال الهجوم، وأن القيادة المركزية الأميركية كانت شريكاً وثيقاً في رصد واعتراض الصواريخ.
.. وعسكريا، وجد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، أن الصواريخ الإيرانية : "لقد أثبتنا قدرتنا على منع العدو من تحقيق أهدافه، من خلال الجمع بين سلوك مدني مثالي ونظام دفاع جوي قوي جداً".
وأضاف "سنحدد متى سنجبي الثمن، ونظهر قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي".
.. وخرج وزير الخارجية الإسرائيلية المتطرفة" إسرائيل كاتس" ليرغي ويزبد: إن "النظام الإيراني قد تجاوز الخط الأحمر. إسرائيل لن تسكت".

ووفقا للمعطيات الإسرائيلية، فإن "حوالي 180 صاروخاً أُطلقت من إيران على عدة دفعات، على أهداف إسرائيلية". وقال الجيش إنه "تم تنفيذ عدد كبير وفعّال من عمليات الاعتراض، مع تسجيل بعض الإصابات في وسط وجنوب البلاد".
وذكر الجيش الإسرائيلي أن "أداء سلاح الجو أو الطائرات أو أنظمة الدفاع لم تتأثر ولم تُصب بأي ضرر". وقال إن "سلاح الجو سيواصل الليلة شن هجماته بقوة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط".
* الايام الحاسمة قبل ظلال الحرب الإقليمية الكبرى

.. شتاء المنطقة، بل العالم مرتهن الآن حول حيثيات اي إجابة عن سؤال بديهي :
هل الردّ الإيراني سيدفع إلى ردود متوالية تتدرج صعوداً نحو حرب إقليمية شاملة، بمعنى انها قد تنجر إلى حرب عالمية ؟
في المؤشر الجيوسياسي، الامني، يصح القول :إنها الحرب، الغائبة بين محور المقاومة المسلحة ومحور الإسناد المسلح ، الحرب الكبرى، بعد تأخر - أيضا معركة طوفان الأقصى، وهذا هو وضع المنطقة و الشرق الأوسط عموما بعد حرب الخليج والخروج الأميركي من أفغانستان، والحرب الروسية الأوكرانية ،.. وما يحسب من صمود وتحولات في حالة الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، لجهة الأهداف المعلنة أو المساحات الجغرافية التي ستشتمل عليها.
.. الرد الإيراني المركز، سيخسب رد الدولة الإيرانية، لتبدأ معه مرحلة من المفارقات في فهم سردية الأحداث و الوقائع التي، اتضح خلال الساعات الماضية، وهي باتت لأيام، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وضعت سلسلة من المكابح، لمنع الرد الإسرائيلي على إيران مرحليا.
قد تظهر الولايات المتحدة الأمريكية مدهشة، مصدومة، لكنها بلاد اعتادت تحولات حرب الدول والمقاومة والجماعات المسلحة(..)؛ لهذا ستكون، الحرب الآتية، ليست على نظام الردود المباشرة، بقدر التخطيط ل:[حرب حفظ المصالح الكبرى] الأطول، التي ستكون بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، محطة تتوازي مع وصراعها وحلف الناتو ضد روسيا الاتحادية، بالتوازي ضد اضطراب المصالح مع الصين وكوريا الشمالية، بما في ذلك أن الرد أو الضربة الإيرانية، نقلت ملفات الحرب الحاسمة في المنطقة-عمليا-إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، فالادارة الأميركية الحالية، باتت تخاف من اي انقلاب في نتائج الانتخابات لصالح الحزب الجمهوري، وعودة ترامب، ما يكشف ملفات حرب غزة والتواطؤ الأميركي الأوروبي، ضد دول المنطقة، بل تجميد إرادتها ومستقبلها، وفق التحالف الذي انكشف بالتوازي مع ضربات أصبحت حقيقية، حرب قد تنفتح مكابحها، وهي اصلا بدأت بدأت قبل سنّة في قطاع غزة ورفح، ونقلت إلى الضفة الغربية والقدس، وتناور بطريقة عدوانية على حدود معبر فيلادلفيا، وتحاول تغيير الإرادة المصرية وبالتالي تغيير الدور المصري الذي، كان سدا منيعا ضد تحولات الحرب، ومصالح الشعب الفلسطيني، وبقيت مصر تصر على دورها في التعاون الاستراتيجي مع الدول الوسطاء في ملف المفاوضات، التي لو تمت لكانت الصورة الوقائع والاشارات، مختلفة.

*ايران الحرس الثوري، قبل وبعد دخول الحرب جبهة حزب الله.

في تحولات دراماتيكية، يبدو أنها نتيجة تعاون أمني إسرائيلي نظم وخطط من الولايات المتحدة الأمريكية الناتو وبعض دول الشرق الأوسط، انتقلت معركة طوفان الأقصى إلى لبنان، ومن غير المعروف حتى الآن وجهتها الأتية، التي تفسر سر الصواريخ الإيرانية التي اشعلت ليل المنطقة بطريقة مختلفة، لكنها اعتيادية فقد سبقتها ضربات غارات مؤلمة مدمرة على الضاحية الجنوبية لبيروت وكل قرى جنوب لبنان والبقاع وصولا إلى إشارة الكولا وسط بيروت، وبالمناسبة، لبنان كلها بيروت والجنوب ووسط، وفق البدلات الجغرافية الجيوسياسية الامنية.

*تحالف جديد في المنطقة ضد إيران مباشرة
.. حتما هناك رد إسرائيلي، أميركي اوروبي، ولنقل، [وهذا محور رؤيتي الأوضاع ما قبل /و ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية،] تحالف أمني-عسكري جديد في المنطقة ضد إيران مباشرة، بمعنى تحال لاجتثات الحرس الثوري الإيراني، وكل الاذرع المتحالفة المدعومة عنه وهذا يعني:
* اولا:
مفهوم الحرب المدمرة، طويلة المدى ضد إيران ستصل إلى النظام الإيراني بشكل أو بآخر، إما عسكرياً أو سياسياً، أو أمنيا أو حتى أمميا.

*ثانيا:
تماماً كما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا المعنية، وكما محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه لبنان /الحلّ الديبلوماسي و والبحث عن تقديم تنازلات من قبل حزب الله عوضاً عن الحلّ العسكري، لم يتضح ان حزب الله تعرض لتحالف أمني، عسكري أصبح اليوم هو الأمر الواقع.
*ثالثا:
سيناريو التحالف ضد إيران، وهو قادم لا محالة، قابل وأمنيا وعسكريا لأن يتطور باتجاه كل الدول الفاعلة مع إيران، وتحديدا روسيا و سوريا والعراق، وربما تركيا، ما يضع المنطقة والإقليم في سيناريوهات ما بعد حرب غزة ورفح وتصفية. المقاومة والسلطة الوطنية الفلسطينية، وما يحدث لحزب الله، وتحريك المياة السنة في لبنان السياسي الطائفي، في ظل أكثر من مليون لاجئ من كل مناطق لبنان، سيحدث لهم مذابح وتصفية وموت مجاني.
*رابعا:
صواريخ إيران التي دكت عديد المرافق المهمة في داخل أسرار دولة الاحتلال، لم تكن، قبل سلسلة الاغتيالات السياسية الأمنية؛ بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية في وسط العاصمة الإيرانية طهران، لم تكون بعيدة عن راهن الإطلاق، سوا قضايا انعكست على مستقبل الدولة الإيرانية بعدما فقدت أمن وقوة احلاها الموجودة اصلا في دول منهكة داخليا، ما جعل السفاح نتنياهو، خصوصاً في ظل التسريبات الإسرائيلية بأن شرارة إطلاق المعركة العسكرية البرية ضد غزة ومعبر فيلادلفيا، وصولا إلى جنوب لبنان معقل حزب الله، عدا عن الضاحية الجنوبية والبقاع، وكان لها مؤشراتها نتيجة التراخي الأمني المشترك بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، الفصائل ضمن محور الإسناد والمقاومة.
كانت قد بدأت في إنزال مصياف. وهو إنزال قابل لأن يتكرر في لبنان، داخل مواقع وأنفاق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد