قصة الاختراق وقرابين الحكم

mainThumb

01-10-2024 11:21 PM

دارت قضيه اغتيال امين عام حزب الله حسن نصر الله في اروقه الاتهام كلها ، لكنها لم تبتعد عن فكره بيع ايران حليفها الذي راهنت جموع المناكفين لها على تصدره قائمة أهم الحلفاء ، حتى وصل الامر الى حد مراهنه كثير من معارضي انظمه الحكم في المنطقه الى اعتباره خطا احمر بالنسبه لها ففي الوقت الذي تستطيع فيه ايران التضحيه بغيره من حلفائها ـ وان اعتلوا كرسي الرئاسه ـ فانها لا تستطيع ان تفعل ذلك مع حسن نصر الله باعتباره قائدا لحزب الله الذي لا يستطيع احد ما اخفاء ضعف الحزب مع غياب زعيمه.
بين روايات الجاسوس الإيراني والمادة التي الصقها احد العملاء في كف حسن نصرالله وغيرها من الروايات ؛ تأخذني كثير من اسئلة التعجب نحو مساحة استنكار مستوى الخبرة العسكرية التي يتمتع بها اعضاء حزب الله وعلى رأسهم حسن نصرالله مضافا اليها استنكار مستهجن لمستوى القدرة السياسية والتعامل مع اقطابها .
ان بعضا من حيرتي يحاكي ذاته ويقول : كيف لجاسوس او عميل او مقرب متواطيء او عدد من هؤلاء ان يغافل حزبا وقيادة زعمت على مدار عقود قوة هددت بها اسرائيل المرعبة وحكمت بها لبنان المتعبة ؟
كيف يمكن لمجموعة من العملاء ان ترتب احداثا تتوافق مع اهداف مشغليها في مواجهة الة اللاتوقع والمباغتة والاشغال والتمويه والتعكير والتشويش والايهام ونصب الكمائن وغيرها من حيل المقاتلين او الساسة بالاقل ؟
أنا لا أغير عقيدتي تلك التي تقول : يكشف الجاسوس عند اول خبر ينقل ، هذه القاعدة تستوعب كل عمل التجسس والإخبار مهما بلغ مستواه ونطاقه واطاره ، الجاسوس والمخبر وحتى النمام لا يغافل الا الأغبياء .
إطلالة من نافذة اتهام ايران ببيع حليفها او ذراعها توحي لنا بالقول او بفكرة تلوح في افق الواقع ، ما مصلحة ايران في فعلة كهذه ؟ تراها ارادت تبديل قادة ميادينها باعتبار المخاوف الناجمة عن قدم عهدهم الذي يسمح للتابع بإثقال حركة المتبوع وفرض اوامره باعتبارها واقعا يواجه به متبوعه ؟ هل رأت ايران في طلب نصرالله ـ الذي اعتذرت عنه ـ دخولها الحرب تطاولا وطلبا لا يليق بمقتضيات التأدّب التي تفرضها أعراف العلاقة ؟
اما واقع كهذا اجبر ايران على اتخاذ موقف من هجوم اسرائيل على حزب الله لا تملك ازائه ترف التريث متذرعة بضبط النفس والتعقل بعد ان بلغت قلوب مقاتليها حناجرهم ؛ من حق ايران ان تفكر بجدية هجوم اسرائيلي مباغت يشكل ضربة استباقية من قبل إسرائيل ضد ايران التي كانت ـ باعتقاد اسرائيل ـ سوف تقوم بضرب اسرائيل ، هل يمكن ان نقول ان ايران ارادت تفادي ضربة مثل هذه بالتغاضي عن شدّ عزيمة حلفها ام ان فعلها ذاته كان ضربة استباقية تنصلت فيها من المسؤولية عن حزب الله على اعتبار ان ما يلحق به من خسائر لن تسجل في مرمى ايران ؛ لهذا سارعت ـ عبر تصرحات مسؤوليها ـ على اسناد الخطأ للحزب وامينه العام بعد ان قامت بدورها بالتدريب و التسليح .
بقي أن أقول : مع الاقرار بفرضية العميل ؛ من يضمن بقاء نصرالله او غيره ممن تم استهدافهم في مكانه دون ادنى حركة ولو للحظات قبل ان تصيبه نيران اسرائيل ، مثل هؤلاء اول ابجديات عقيدتهم ـ وفقا لما اعتقد ـ دوام التحرك مع دوام الثبات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد