الشرق يشتعل .. صواريخ الحقيقة أم جعجعة بلا طحن؟

mainThumb
REUTERS AMMAR AWAD

01-10-2024 11:15 PM

عمّان- السّوسنة- خالد الطوالبة (مقال رأي)

في ليلةٍ من تلك الليالي التي يختلط فيها الظلام بالترقب، ومع حلول الذكرى السنوية الأولى لـ"طوفان الأقصى"، تحولت سماء الشرق الأوسط إلى مشهدٍ متشابك من النار والحديد. الصواريخ تتطاير، التصريحات تتوالى، والأنفاس محبوسة في كل ركن من الأرض.

ليس على أحدٍ أن يكون محللًا سياسيًا ليدرك أن شيئًا خطيرًا يتشكل في الأفق. لكن السؤال الذي يتردد صداه بين الشوارع والمقاهي وحتى العواصم، هل نحن على أعتاب مواجهةٍ غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل؟ أم هو ركام سحاب بلا مطر؟

ففي الساعات الأخيرة، ارتفعت نبرة الخطاب الإيراني، وفي خطوةٍ غير معهودة، بدأت طهران بالإعلان عن إطلاق مئات الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. تُرى، هل تقصد إيران هذه المرة أن تترجم كلماتها إلى أفعال؟ أم أن المشهد برمته مجرد مسرحية جديدة في مسارح الشرق الأوسط الملتهبة؟

منذ بداية الصراع، كان الجميع يعلم أن إيران ليست مجرد "منافس إقليمي"، بل هي لاعب دولي ذو حضور ثقيل. ولكنها كانت تتخذ في غالب الأحيان دور "البطل من ورق"، الذي يلوح بالتهديدات دون أن يُنفذ. فهل ستتغير قواعد اللعبة الآن؟ وهل هذه الصواريخ التي تتجه نحو إسرائيل تحمل نية جدية بتغيير مسار الصراع؟

في تل أبيب، صافرات الإنذار لا تهدأ. السكان يهرعون إلى الملاجئ، والعيون تراقب السماء بانتظار انفجار آخر. ولكن السؤال العالق في الأذهان ليس عن عدد الصواريخ أو مدى دقتها، بل عن الخطوة التالية. ماذا بعد؟ هل ستكون هذه المواجهة هي التي تكسر توازن الرعب القائم منذ عقود؟

في هذا السياق، يروي التاريخ قصصًا مشابهة عن صراعات لم تنتهِ كما كانت متوقعة. مشهد في غاية الحيرة والدهشة: قبل عام فقط، كان هناك من يظن أن الزمن كفيل بإطفاء نيران الشرق الأوسط، لكن الطوفان لم ينتهِ، بل عاد أشد عنفًا، وفي كل مرة يصبح من الصعب التنبؤ بالنتيجة.

اليوم، لا تنام السماء فوق غزة ولبنان. وفي عمق الأرض، تُسمع أصوات التحضيرات لمعارك قادمة، مع كل تصريح إيراني أو تحليق طائرات إسرائيلية. فلا أحد يعلم أين سيتوقف هذا الجنون. الشرق الأوسط كان دائمًا برميل بارود، ولكن هذه المرة يبدو أن الفتيل قد اشتعل بحق.

السؤال الأكبر: هل نشهد بداية النهاية؟ أم أننا نعيش فصلاً جديدًا من فصول صراع لا نهاية له؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد