مجلس الأمن .. هل هو أداة بيد إسرائيل

mainThumb

01-10-2024 04:21 PM

في مشهد سياسي تتكرر فيه المآسي منذ أكثر من سبعين عامًا، نرى حكومات العالم تتقدم بطلبات واستنكارات إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة مطالبة بتطبيق القوانين الدولية ضد إسرائيل، لكن يبقى السؤال: أين التطبيق؟ وإلى متى سيظل العالم يتفرج على انتهاكات متكررة دون أي محاسبة حقيقية؟!

إسرائيل، التي تجاوزت كل حد وتجاهلت كل قرار دولي، لا تزال تحتل وتقتل في فلسطين، وتجتاح بلدانًا عربية في تحدٍ صارخ للشرعية الدولية. تحاصر غزة، تعتدي على لبنان وسوريا، تتلاعب بالدول المجاورة وكأنها فوق القانون. وحتى عندما يتعلق الأمر بمصر وسيناء، لا يمكن أن ننسى العدوان الثلاثي الذي تواطأت فيه قوى عالمية لتمكين إسرائيل من فرض هيمنتها على المنطقة. إسرائيل ليست مجرد دولة خارجة عن القانون، بل باتت بقدرتها على تجاوز كل القرارات، وكأنها هي القانون ذاته، هي مجلس الأمن في حد ذاته!

المشهد المؤلم أن مجلس الأمن، الذي تأسس لحماية حقوق الشعوب والحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، يبدو أنه في حالة شلل تام عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. كم من قرارات الإدانة تم إصدارها؟ وكم منها بقي حبرًا على ورق؟ أكثر من 70 عامًا من القرارات الأممية التي لا تُطبق، وكأن هذا المجلس بات أداة بيد إسرائيل لتشرعن من خلاله احتلالها واستيطانها وتوسعها.

تستمر إسرائيل في اعتداءاتها وكأنها تعلم أن هناك من يغطي ظهرها. من الذي يضع الفيتو في كل مرة لحمايتها؟ من الذي يوقف كل محاولة للمحاسبة؟ أليست هي القوى العظمى ذاتها التي أسست هذه المنظمة لتحكم العالم وفق مصالحها؟

إن كان مجلس الأمن عاجزًا أو غير راغب في الوقوف بوجه إسرائيل، فإن هذا يعيدنا إلى السؤال الجريء: هل أصبح مجلس الأمن مرادفًا لإسرائيل؟ هل تم اختطاف هذه المنظمة الدولية لتصبح درعًا تحمي الاحتلال وتشرع القتل والتهجير؟

عندما يتواطأ العالم في الصمت، ويظل مجلس الأمن مشلولاً أمام تعنت إسرائيل، فإن هذا يعني بوضوح أن النظام الدولي، الذي نتوهم أنه يعبر عن العدالة، قد تم تقويضه لمصلحة قوة واحدة تُخرس الجميع وتتصرف كما يحلو لها. وبهذا، يكون مجلس الأمن قد فقد مصداقيته في عيون الشعوب التي ترى بأم عينها أن العدالة لم تعد سوى وهم كبير.

إسرائيل هي مجلس الأمن، ومجلس الأمن هو إسرائيل... حقيقة صارخة لا يمكن تجاهلها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد