إيران سلّمت المنطقة .. وصواريخ حزب الله مغلقة بكود إيراني

mainThumb
رجل دين إيراني يحمل ملصقاً كُتب عليه بالفارسية «تخطى الخط الأحمر» خلال تجمع في طهران (أ.ف.ب)

30-09-2024 08:42 PM

 

عمّان- السّوسنة- محرّر الشؤون الدوليّة

(تحليل إخباري)

في أوّل تصريحٍ له بعدَ اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ حسن نصر الله، بدا نائبه قليل التأثير في حزب الله وغير المرشح لخلافته نعيم قاسم، قلقًا ومرتبكًا ويتصبّب عرقًا، في الوقت الذي تنسحب فيه إيران تدريجيًا من المشهد؛ فالناطق باسم وزارة خارجيتها قال الإثنين إنّ طهران لن ترسل قوات لمؤازرة لبنان أو فلسطين، لأن المقاومة في كلا البلدين لديها القدرة اللازمة لمواجهة إسرائيل، حسب تعبيره، مضيفًا أنّ إيران "لم تتلقّ أي طلبات ونعلم أنهم لا يحتاجون إلى مساعدة من قواتنا". فيما لم تهدّد إيران الرسمية الممثلة بمرشدها بأيّ ردٍ على اغتيال نصر الله، وهذا كلّه جاء بعد سلسلة أحداث بدأت على الأغلب باغتيال رئيسي واختفائه الغريب مع عبداللهيان، ثمّ ما تبع ذلك من اغتيالات كشفت عمق الاختراق الذي يعيش فيه حزب الله، قبل أن تصل هذه الأحداث الغريبة سوريا، التي دفع حزب الله دمه وقودًا لبقاء رئيس نظامها في الحكم، فتسريباتٌ عدّة تتحدث عن خلافٍ حاد مع إيران، وعن رغبة الأخيرة بإجلاء قواتها بوساطةٍ روسية من الأراضي السورية، التي يقف جيش الاحتلال على أعتابها، ويعزز حضور دباباته على الجولان حسب المرصد السوريّ لحقوق الإنسان، ناهيك عن الأخبار غير المؤكدة عن اغتيال أو إصابة أو اختفاء ماهر الأسد، شقيق بشّار وحلقة الوصل بين سوريا وإيران وحزب الله.
وفي الوقت الذي يتحضّر فيه جيش الاحتلال الإسرائيليّ لاجتياح لبنان، تأتي الأخبار من كلّ مكان، فتارةً تقول إنّ نصر الله كان في العراق قبيل اغتياله، وتارةً تقول إنّه تم تتبعه نتيجة مسحةٍ على يده من رجلٍ سلَّم عليه، وأخرى تقول إنّ عميلًا إيرانيًا رفيع المستوى أعطى إحداثيات مكانه لدولة الاحتلال، التي تبدو اليوم في قمّة نشوتها وهي تستعيد «الردع الاستراتيجي»، بعدَ أن وجهت ضرباتٍ هي الأقوى منذ عقود لحزب الله، الذي سقط في فخاخٍ كثيرة منها فخُّ «الصبر الاستراتيجيّ»، كما شكّلت ثاني أكبر ضربة للنظام الإيراني بعد اغتيال سليماني.
إلّا أنّ الملفتَ أكثر من أيّ خبرٍ مضى هو معلوماتٌ استخباريّة نقلتها جهاتٌ أمنية تقول إنّ إيران تمتلك كودًا خاصًا للأسلحة الدقيقة الموجودة عند حزب الله، وإنّها رفضت إعطاء هذا الكود لنصر الله الذي كانَ ينوي الانتقام لاغتيال فؤاد شكر، الأمر الذي دفع نصر الله للتصعيد بمفرده، متحديًا إرادة إيران بإبقاء الجبهة كما هي، وبالتّالي.. فإنّها ضحّت به وبقادةٍ يمسكون مفاصل الحزب رغبةً في تغيير قيادة الحزب، وأنّها كانت ضدّ التصعيد مع دولة الاحتلال خوفًا من توريطها في حرب إقليمية تنهي نظام حكمها.
وسواءً أكانت إيران ضحّت بنصر الله، أو أنّ الاختراق الأمنيّ ينخر عظمها، فقد نُسِبَ للرئيس السابق والذي منع من الترشح عدّة مرات أحمدي نجاد قوله إنّ «رئيس الوحدة المختصة بمكافحة عملاء الموساد في إيران هو نفسه عميلٌ للموساد»، فإنّ المحللين يجمعون على أنّ يد إيران وراء كلّ ما يجري، وأنّها وإنْ ظنّت أنّها بتسليم أذرعها بالمنطقة ستسلم من التوحش الصهيوني الممتد فهي واهمة، فستطال يد دولة الاحتلال الإسرائيليّ مفاصل الدولة وقدراتها العسكريّة، وقد يكونُ سقوط نظامها أقرب من أيّ وقتٍ مضى، وسيبدأ بضرب مفاعلاتها النوويّة كما يتمنى نتنياهو.
إذن؛ نحنُ على أعتاب تغيّر إقليميّ كبير، يقوده نتنياهو بنزعةٍ توراتيّة، متقمصًا شخصيّة الملك داود من التوراة، ومتسلحًا بِسِفر إشعيا، وإنّ وقود هذه التغيرات الإقليمية هو الإنسان العربيّ، والدم العربيّ، ويبقى السّؤال: ماذا أعدت الدول العربيّة لمواجهة الشرق الأوسط الجديد الذي يخلقه نتنياهو؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد