اغتيال الطفولة

mainThumb

29-09-2024 05:47 PM

ظهر هذا اليوم وأثناء عودتي من الرمثا بعد حضور جنازة المرحوم باذنه تعالى الاستاذ وليد خلف ذيابات ونتضرع إلى الباري عز وجل ان يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وعلى الطريق الزراعي لفت نظري فتى في العاشرة من عمره تقريبا يجلس بجانب بعض اكياس من الفلفل الحلو (فليفلة خضراء ) وتوقفت عنده وفهمت انه من جنسية عربية.

ومختصر الحوار بعد السوال عن سعر الكيس (فليفلة) وكانت الاجابة بدينار وقد يزن عشر كيلو غرامات وسالته هل يذهب إلى المدرسة واجاب بانه في المدرسة ولكنه اليوم تغيب حتى يبيع ما جمعه مساء الأمس
وناولته الدينار ثمن كيس الفلفل وطلبت ان يساعدني في إيصاله للسيارة وأعطيته زيادة عن المبلغ المطلوب ربع دينار والذي ابهرني انه رفض رفضا قاطعا ان ياخذ عن الدينار فلسا واحداً زيادة وبعد نقاش أقنعته ان هذا بدل مساعدتي في تحميل الكيس في السيارة وقبل ذلك بصعوبة.

فأي كبرياء وعزة نفس يحملها هذا الطفل الذي غاب عن المدرسة ليكسب قروشا قد تساهم في سد رمق اسرته واخواته الصغار، واي طفولة تغتال فيي مجتمعاتنا العربية في الوقت ينعم فيه أطفال بفائض قيمة بأرقام فلكية من الدولارات (للفقراء فيها حق معلوم) بكل وسائل الراحة والرفاهية والرحلات الداخلية والخارجية وكل ما يخطر ببالهم من مأكل ومشرب وملبس الخ من الآيبادات والموبايلات الذكية وغيرها التي لم تصل الينا بعد، وغادرته بسرعة لانني حبست دموعي وأنفاسي التي ضغطت على صدري لاننا جميعا نتحمل المسؤولية الاخلاقية والإنسانية لكل المآسي التي يتعرض لها أطفالنا من حرمان من العيش بالحد الادنى وظروف طبيعية لحقوقهم.

فكيف إذا تعلق الأمر بأطفال غزة وفلسطين ولبنان الذين يتعرضون للإبادة الجماعية من الصهاينة اعداء التاريخ والانسانية، وكل من قضوا في حروب لم يكونوا سببا في قيامها واستمرارها في اوطاننا.
والله المستعان على الظالمين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد