جمال عبد الناصر أسطورة تتحدى النسيان

mainThumb

29-09-2024 05:33 PM

يحيرني بعض المحسوبين على الثقافة ، ومحاولاتهم الحثيثة والخبيثة التي لا تنتهي منذ رحيل القائد المعلم الزعيم جمال عبدا الناصر قبل 54 عاما ، والتي بكل تأكيد لم تأتي من فراغ بالهجوم على الزعيم الخالد ومحاولة شيطنته بكل ما هو متاح لديهم ، وما هؤلاء في الحقيقة إلا مجرد أقلام مأجورة من أعداء الأمة ، والأكثر مأساة أن 90% من هؤلاء لولا مجانية التعليم التي أرساها جمال عبدا لناصر ما استطاعوا الوصول للمدارس وأصبحوا اليوم من أصحاب الألقاب .
لقد قرأنا كثيرا لرجال كل العصور: أمثال أنيس منصور ، جلال الدين الحماصي ، الجاسوس مصطفى وأخيه علي أمين ومحمد جلال كشك وغيرهم الكثير من الأفاقين والباحثين عن شهرة وما كتبوه من أكاذيب لا تقنع حتى أطفال الروضة ، ومحاولاتهم الحثيثة على طريقة الوزير النازي جوبلز اكذب تم اكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الناس، وللأسف أنهم من الكتاب المعروفين ولكنهم كتبة كل العصور.
وبعد انقلاب 15 مايو أيار الصهيوامريكي النفطي الذي قاده أنور الساداتي ومجيء كل الأنظمة المتعاقبة في مصر، التي ناصبت جمال عبدالناصر العداء وحتى أعظم انجازاته صورت أنها سلبيات .
ونسأل بعد كل تلك العقود ماذا قدم منتقديه جمال عبدالناصر من طلاب كامب ديفيد لتصحيح ما زعموه من سلبيات الزعيم الخالد غير الارتماء في الحضن الصهيوامريكي والتبعية في أقبح أشكالها وما نراه اليوم بالواقع المصري أن مصر عادت أسوأ مما كانت قبل ثورة 23 يوليو المجيدة .
مصر في العهد الذهبي الناصري كانت القلعة الحصينة التي يلجأ أليها كل الأحرار في القارات الثلاثة آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية .

واليوم وبعد أربعة وخمسون عاما على رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ، لا يزال يثير الجدل بين الفرقاء وكأنه لا يزال يحكم مصر ، وهذا برأيي المتواضع اكبر إنصاف له من عديمي الضمير والوطنية، ولعل القليل من الشعب العربي والمصري بشكل خاصة يتذكر زيارة الرئيس الإيراني الأسبق خاتمي لمصر ولقاءه مع الرئيس المخلوع حسني اللامبارك ، كما ذكر الرئيس خاتمي نفسه للأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رحمه الله انه فوجئ بالرئيس حسني اللامبارك يقول له في عصبية خرجت عن كل أسس الدبلوماسية (هل تريدون في بلادكم جمال عبد الناصر آخر ) يقصد الرئيس الإيراني الأسبق احمدي نجاد ، وهنا أجابه الرئيس خاتمي بدبلوماسيه سيادة الرئيس أذا كنتم تقصدون البرنامج النووي الإيراني فهذا عليه إجماع قومي من كل الشعب الإيراني وهو مشروع سلمي وليس عسكري كما يصوره الأمريكان وأتباعهم .
ولن أتحدث عن فوضئ أصحاب الفيديوهات والمتحدثين بها بلا ضوابط الذين لم يعرف لأغلبهم موقف وطني محترم ، والمهم إرضاء مشغليهم.

فهل هذا الهجوم على قائد بحجم جمال عبدالناصر رحل عن عالمنا منذ أربعة وخمسون عاما زعيم آمنت به الملايين في الوطن العربي وأكثر من 95% من الشعب المصري وهو يعبر عن أحلامهم ويكافح من اجلهم احترمه كل العالم حتى من يعاديه ، وفوجئ تخرج الفئران من جحورها وتهاجمه بعد أن كان هؤلاء من اكبر المصفقين له لصالح من ذلك ، ومن الذي سيحترمنا في العالم بعد ذلك .
وللتاريخ والأمانة دعونا نقول الحقيقة مصر هي رأس الأمة العربية ، وقلبها ومنها انطلق مشروعين مشروع النهضة المقاوم الذي شعاره الاعتماد على أنفسنا وقدراتنا كعرب وشعبنا والعمل على وحده الصف والكلمة , والمشروع الثاني المسمى بالسلام مع أعداء السلام وهو المعتمد للأسف رغم فشله وعجزه ان يقدم شي يذكر غير التبعية والانحطاط والفشل السياسي والاقتصادي والمديونية ، ولو نظرنا لمصر اكبر الأقطار العربية كيف كانت وكيف أصبحت بعد السلام المزعوم ولا تعليق.
اليوم وبعد 54عاما على رحيل جمال عبدالناصروهذا الهجوم المنهج على سياسته وهو ليس هجوم على شخصه الذي انتقل لجوار الله منذ عقود، ولكنه هجوم على مشروعه الذي يهدد مصالح مشغليه هؤلاء المرتزقة ، ونسال ماذا لو أمهل القدر جمال عبدالناصر بضع سنوات هل سنرى ماساه احتلال العراق للكويت ؟ وثم تحت هذا العنوان احتلال العراق وليبيا والتنكيل بقياده البلدين قبل استشهادهم وأضعاف سوريا من خلال ضربها بكل الإرهابيين والخونة القادمين من كل مزابل العالم وهل سنرى السودان يقسم لشمال وجنوب والبقية تأتي.
ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر ليس ترف فكري نمارسه ولا للبكاء على الأطلال ، وجعله سلفيه مقيتة الزعيم الخالد كان أول من رفضها حين قال الشعب هو القائد و المعلم والخالد المتجدد ، وما نحن ألا صفحات في تاريخه .
رحم الله الزعيم الخالد يوم ولد ويوم ثار وكافح الاستعمار وذيوله ويوم استشهد وهو يوحد صفوف الأمة ويوم يبعث حيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد