غضبة ملك

mainThumb

27-09-2024 06:22 PM

إنَّ الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني يوم الثلاثاء 2492024 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بنيويورك، كان صريحاً وواضحاً في كلِّ كلمةٍ نطق بها، ولا يحمل في طياته أكثر من معنى ولا مجال فيه للتأويل أو التخمين، حيث أشار جلالته إلى قصور المجتمع الدولي وعدم قيامه بما هو مطلوب منه قانونياً وأخلاقياً تُجاه المجازر المروعة والإبادة الجماعية الممنهجة لأهل غزة.
وسلَّط جلالته الأنظار على الغطرسة اللامتناهية من الحكومة الإسرائيلية التي تتجاهل الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967.
وانطلاقاً من نظرة جلالته الثاقبة لخطورة المرحلة ومتطلباتها الراهنة أوضح جلالته أنَّ الإستمرار بالصمت عمَّ يجري يقوّض أيَّ فرص للسلام، ويضع العالم أمام إختبار حقيقي بقدرته على لجم الإنفلات الإسرائيلي بإعتداءاته الغير مشروعة والغير مبررة لخلق أجواء تعيد المنطقة إلى إمكانية تحقيق السلام الشامل والعادل.
لقد بيَّن جلالته بكل وضوح شفافية عجز العالم أمام ما يجري منذ ما يقارب العام من معاناة حقيقية لم تسبق في تاريخ الصراعات والحروب الحديثة التي تجسدت بالقتل والتهحير والتجويد والدمار لكل معاني الحياة في قطاع غزة وحتى الأمم المتحدة لم تستطع منع الإعتداء على طواقمها العاملة في المجال الإنساني، ولم يتوقف الحال عند هذا الصلف الإسرائيلي ليُطال مدن الضفة الغربية، والإعتداءات الممنهجة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والإقتحامات المستفزة لباحات المسجد الأقصى.
ووجه جلالته العالم لأن يرفع صوته بالرفض والردع والمحاسبة والمساءلة القانونية بفرض العقوبات الفاعلة على إسرائيل، ورفض الإنتقائية في التعامل مع الأزمات العالمية من قبل القوى العظمى في العالم، فالإنسانية قيمة لا تتجزء حسب المنطقة والدين والعِرق، والذي من شأنه أن يُفقِدَ الإنسان ثقته بالدول العظمى ومؤسسات العالم الإنسانية والتي طالما تغنْت بحقوق الإنسان.
أما ما يخص الوطن البديل، فقد أشار جلالته أنَّ أيَّ حلولٍ للقضية الفلسطينية لن تكون على حساب الأردن، وعلى الدول الضاغطة أن تعمل وبشكل جدي على حل الدولتين وعدم البحث عن تهحير الفلسطينيين إلى دول غير الدول الفلسطينية المستقلة.
فقد اتسم خطاب جلالة الملك بالصريح والوافي الذي لا يدع مجال لأي طامعٍ ومستغل للظروف الفوضويَّة التي تشهدها المنطقة، لأن يحاول العبث في إستقلال الأردن وأمنه ومكانته العالمية والتي عزَّز جلالته هذه المكانة من خلال مواقفه الثابتة حيال كل القضايا الإنسانية التي تهم العالم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد