صحيفة السوسنة الأردنية

قبل استحداث مكبات للنفايات وتتولى اداراتها البلديات او جهات رسمية كانت المزابل في البلدات والقرى مكبا للنفايات المنزلية
وتتحول هذه المزابل الى ارض زراعية خصبة لما تحويه من نفايات عضوية وتصبح سمادا طبيعيا بعد ان تتحلل وتختلط بالتربة السوداء في اغلب الحالات رغم وجود اعقاب علب السردين ومواد معدنية اخرى في المزابل ،
ومعظم هذه المزابل كانت تزرع مشاكب (مصاطب )دخان بلدي (تتن ) او لزراعة الشعير كعلف لدجاج ومواشي الحارة او مكانا مريحا للحمير للمردغة عليها وفيها ،
وكانت مكبا لنفايات زبل الطوابين بعد استهلاكه ويصبح (سكchن) ولا بد من تجديده،
ولذلك كانت معلما من معالم القرى وتسمى باسم المنطقة التي تقع فيها او تنسب لاهلها (مزبلة دار او عائلة فلان ) وخاصة إذا كانت قديمة وتقع في موقع استراتيجي
ولذلك لها قصص وحكايات في الذاكرة الشعبية ،
ومع مرور الزمن تصبح ارضا مشاعا للجميع وللخدمات العامة وخاصة المزابل الكبيرة ولها شكل هندسي يشبه التلال الطبيعية لكنها بلون يميزها عن بقية الاراضي المجاورة ،
واليوم بعد التطور التكنولوجي اصبح للنفايات مكبات ومعدات وآليات ويعاد تدويرها وتصنيفها واصبحت مصدرا للطاقة في بلدان عديدة ،
ولكن اخطر انواع المكبات هي مزبلة التاريخ التي لا ترحم ولا تنسى ما تشهده وتسجله من احداث ولا يمكن الخروج منها اذا دخلها احد كافراد او جماعات او دول ودويلات وتحتفظ بالملفات الى الابد؟