حزب الله وحبل ايران السري

mainThumb

24-09-2024 10:02 PM

أما وأن الحرب قد شمّرت عن ساقها؛ وبعدد كبير من الضحايا بيوم واحد في لبنان العربي - هناك الكثير أصابهم النسيان أن هذا البلد ينتمي للأمه العربية - يتبادر للذهن أكثر من سؤال في خضمّ هذا العدوان المتجدد على لبنان وضاحيته وجنوبه عن سبب ضعف المقاومة اللبنانية (حزب الله) أمام صلف العدو الإسرائيلي، وتساؤل جاد عن الخطوط الحمراء التي وضعها نصرالله في خطابته الأخيره؛ وأن الضاحية مقابل تل ابيب؛ ولم هذه الردود العسكرية المحددة؛ والتمسك بقواعد اشتباك رغم العدد الكبير من الضحايا؛ والعائلات التي ضاقت عليها الارض بما رحبت نزوحا من الجنوب.
ماذا تنتظر المقاومة اللبنانية؛ وماذا ينتظر نصر الله لصد العدوان الاسرائيلي؛ كل هذه الرشقات الصاروخية لا تعبر عن تهديداته السابقة ووعيده للكيان بما يملك من قوة صارخية متنوعة؛ ويبدو الأمر مستغربا مو قبل الكثيرين؛ أم أن هناك شيئاً أعمق يصعب علينا فهمه؟
كان من المعتقد ومن كان يتابع الخطابات السابقة؛ أن الترسانة الصارخية التي يمتلكها حزب الله كفيلة بردع أي عدوان، لكنها تبدو الان عاجزة ومداها ما زال لا يتحاوز الحد الادنى مما قيل في تهديدات سابقة.
نعرف ويعرف الكثيرون أن حزب الله يختلف عن حماس والجهاد الاسلامي سياسيا؛ وأن هناك عوامل كثيرة تعمل على تكبيل يديه وقدراته العسكرية؛ فهو من جهة غارق في المسألة السورية في جبهات متعددة؛ وباعداد كبيرة؛ وهو يعاني داخليا في المحيط اللبناني بشكل عام؛ والكثيرون يتربصون بلحظة سقوطه والانقضاض عليه؛ ومن جهة أخرى يعاني من اختراقات أمنية واضحة وبأعلي هرمه الأمني والعسكري؛ اضافة لارتباطه بالجمهورية الاسلامية الايرانية؛ وبالمرشد الاعلى لها عقائديا وفكريا وعسكريا؛ فهو مخلبها في أي توازن أو لعبة سياسية أو مفاوصات لاحقة لمشروع (الولي الفقيه)الخاص به.
وهي كلها خيوط داخلية وخارجية ودولية تُكبله وتحول دون استغلال قوته الصاروخية الكاملة على ما يبدو الأمر.
جملة هذا العلاقات المتشابكة؛ والرهانات الاستراتيجية لحزب الله تجعل من توسيع نطاق هذه الحرب تحديات تتجاوز قدراته؛ فكما يبدو ولغاية الآن في هذه الحرب أن حزب الله لم يستخدم عشره بالمئة من فائض القوة الصاروخية لديه؛ وما زال يحافظ على التوازن الاقليمي وقواعد الاشتباك رغم شراسه العدو الاسرائيلي وخسائر حزب الله العسكرية والمدنية؛ هو يخضع لضغوطات داخلية لبنانية وعربية واقليمية ودولية اكثر مما يعتقد الكثير؛ يكفي ارتباط حبله السري بايران ليكون سببا لكل تلك الضغوطات؛ أما حديثه عن الخطوط الحمراء فهي ربما تكون جزءاً من نظرة واستراتيجية أعم وأشمل تناسب الطبيعة المعقدة الإقليمية والدولية المحيطة به؛ ومحاولة منه لامتصاص مفاعيلها التدميرية؛ ونقصد هنا التخلص نهائيا من حزب الله في المنطقة والتعامل بواقع جديد في الجبهة الشماليه (لاسرائيل) .
هي الحرب اذن؛ وقد شمّرت عن ساقها لولادة واقع لا بد منه؛ وهو اختبار فعلي لوحدة الساحات الذي ملأ كل الخطابات السابقة لمحور المقاومة؛ وهو اختبار واقعي لجملة العلاقات والتحالفات الاقليمية لكل طرف من أطرافها؛ ما لم يكشف نصر الله عن مفاجآت صارخية؛ ويكشف اوراقه كاملة لتغير قواعد الاشتباك؛ واعادة الحاضنة الشعبية له؛ وقطع حبله السري مع المرشد الأعلى؛ كي لا ينطبق عليه المثل الشهير (أكلت يوم أكل الثور الابيض).
تداعيات ما بعد ٧ اكتوبر لن تتوقف؛ وسوف تخلق واقعا جديدا؛ الله وحده اعلم بتداعياته ومفاعيله..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد