متى تبدأ الدورة الشهرية

mainThumb
الدورة الشهرية

23-09-2024 03:43 PM

السوسنة- تُعتبر الدورة الشهرية جزءًا أساسيًا من صحة المرأة، حيث تعكس التوازن الهرموني في الجسم. خلال هذه الدورة، تحدث تغييرات في مستويات الهرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون، مما يؤثر على العديد من الجوانب الصحية والنفسية. يمكن أن تترافق الدورة الشهرية مع مجموعة من الأعراض، مثل الآلام والتقلصات، والتغيرات المزاجية.

من أي سن تبدأ الدورة الشهرية
تُعرف الفترة الأولى للدورة الشهرية علميّاً ببدء الإحاضة (بالإنجليزية: Menarche)؛ والتي عادةً ما تبدأ خلال المرحلة العمرية ما بين 11-14 سنة مع احتمالية بدئها أبكر من ذلك لتحدث في عمر التسع سنوات أو تأخرها حتّى 15 سنة، ويُمثل عمر ال15 عامًا العمر الذي تكون فيه فترة بدء الإحاضة قد حدثت لدى ما نسبته حوالي 98% من الفتيات وذلك تبعًا لما نشرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics)‏ في إحدى دراساتها المنشورة عام 2003م. ويجدر التنويه إلى عدم وجود طريقة تُمكّن من التنبؤ بالموعد الدقيق لحدوث الدورة الشهرية لأول مرة، وفي الحقيقة ما من شيءٍ تستطيع الفتاة القيام به لجعلها تحدث سوى الانتظار، وعلى الرغم من عدم وضوح العوامل المُحدّدة لعمر البلوغ بدقة؛ إلّا أنّ هُناك مجموعة عوامل يُعتقد بأنّها تلعب دورًا في ذلك؛ بما يتضمّن صحّة الفتاة الجسدية العامّة، والحالة التغذوية، وأنواع التمارين الرياضية التي تُمارسها، والعوامل الجينية، والظروف الاقتصادية والاجتماعية والعائلية؛ فخلال المئة عام السابقة انخفض متوسط عمر البلوغ في الدول الصناعية من 16.5 سنة في عام 1840م ليُصبح 13 سنة في عام 1995م، ولكن يمكن القول أنّ هذا الانخفاض يقلّ تدريجياً ويعود للارتفاع مجدّداً، وبشكلٍ عام يُنصح بمراجعة الطبيب في حال تأخر الدورة الشهرية عن 15 سنة.

البلوغ وبدء الدورة الشهرية
تدخُل الفتيات مرحلة مهمّة من حياتهنّ مع بدء حدوث الدورة الشهرية التي تُعدّ بدايةً لفترةٍ طويلة تمتد حتّى الأربعينات من العمر لتُصبح الفتاة بفضلها قادرة على الحمل والإنجاب بعد الزواج وممارسة العلاقة الزوجية،[٣] وتُدرك الفتاة بدء الدورة الشهرية لديها عندما تظهر لطخات من الدّم على لباسها الداخلي أو أثناء قضاء الحاجة تستمر حتّى 3-7 أيام، بحيث يخرج الّدم أثنائها عبر المهبل، وعادةً ما يبدأ بشكلٍ خفيف ثم يزداد كثافة خلال الأيام اللاحقة لليوم الأول من الدورة ليعود بعد ذلك ويخفّ تدريجياً قبل أن تنتهي فترة الطمث، ومن الجدير ذكره اختلاف لون الدّم من أول يوم إلى الأخير بحيث يتحوّل من البني الغامق بدايةً إلى الأحمر الفاتح مع اقتراب نهاية فترة الطمث.

قبل بدء الدورة الشهرية يكون نمو الثديين غالباً هو العلامة الأولى الدّالة على دخول مرحلة البلوغ، ومن الطبيعي كذلك أن تشعر الفتاة بالألم عند لمس براعم الثدي، وكذلك فإنّ نمو واحد من الثديين وزيادة حجمه قبل الآخر يُعدّ امرًا طبيعيًا، ويُصاحب البلوغ أيضاً بدء شعر العانة بالظهور ومن الممكن أن تُلاحظ بعض الفتيات زيادةً في معدّل نمو شعر اليدين والساقين لديهنّ، وخلال السنوات اللاحقة للدخول في مرحلة البلوغ تحدث تغيرات أخرى، نذكر منها ما يأتي:

-استمرار نمو الثديين واكتمالهما.
-بدء الدورة الشهرية بعد قُرابة عامين من ظهور أول علامات دالّة على البلوغ.
-نمو الشعر تحت الإبطين.
-تحوّل طبيعة شعر العانة ليُصبح أكثر خشونةً وتجعداً.

تأخّر البلوغ
قد تبدأ التغيُّرات الجسدية المتعلّقة بالدورة الشهرية في عمرٍ متأخر في بعض الحالات؛ كأن لا ينمو الثديين حتّى 13 سنة أو أن تبلغ الفتاة 16 سنة من العمر دون بدء دورة الحيض، وهذا ما يُعرف علميًا بتأخّر البلوغ (بالإنجليزية: Delayed puberty)، وفي الحقيقة، يشيع تأخر البلوغ في الذكور بصورةٍ أكبر مُقارنةً بالإناث، ويُمكن بيان أسباب تأخر البلوغ على النّحو التالي:
1.تأخر النمو، ويعد السبب الأكثر شيوعاً لتأخر البلوغ، ولا يعني بالضرورة وجود سبب مرضي أو أنّ الحالة تستدعي التدخّل الطبّي والعلاج؛ بل غالباً ما تُتّم الفتاة نموّها وتبلغ وتظهر عليها كافّة علامات البلوغ كقريناتها ولكن في مراحلٍ لاحقة.

2.انخفاض مستوى الدّهون في الجسم؛ أي أنّ امتلاك جسداً نحيلاً قد يُحدِث اضطراباً في عملية البلوغ الطبيعية، وقد يتمثل ذلك في الفتيات اللاتي يُمارسن الرياضة على الدّوام كالسباحة والرقص والركض، أو اللاتي يُعانين من سوء التغذية أو اضطرابات الأكل؛ كالنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia) أو فقدان الشهيّة (بالإنجليزية: Anorexia).

3.الإصابة بقصور الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Hypogonadism)؛ وهو ضعف إنتاج المبيضين (بالإنجليزية: Ovaries) للهرمونات أو عدم إنتاجها بالكامل، ويحدث هذا عند وجود تلف في المبيضين أو مشاكل تُعيق تطورها أو نتيجة لوجود خلل مُعيّن في الدّماغ يؤثر في عملية البلوغ، ومن الجدير ذكره أنّ حالة قصور الغدد التناسلية قد تحدث نتيجة عدد من العوامل، مثل:
-خمول الغدّة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
-أمراض المناعة الذاتية؛ كداء أديسون (بالإنجليزية: Addison's Disease) أو التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto Thyroiditis).
-متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner Syndrome) وهو اضطراب جيني.
-داء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease).
-التليّف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis).
-مرض السّكري.
-أمراض الكبد والكلى.
-داء الذَرَب البطني (بالإنجليزية: Celiac Sprue).
-وجود ورم في الغدّة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland).
-الخضوع للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي وآثارهما السلبية على المبيضين.

البلوغ المُبكّر
يُمثل البلوغ المُبكّر (بالإنجليزية: Precocious puberty) بدء ظهور علامات التغيّر الجسدي والانتقال إلى مرحلة البلوغ في وقتٍ أبكر من المعدل العمري الطبيعي؛ تحديدًا قبل عمر الثماني سنوات في الفتيات، وفي الحقيقة، لا يُعرف سبب واضح للبلوغ المُبكّر، ونادراً ما يرتبط باضطرابات وأمراض أخرى، وللسّيطرة على الحالة يقوم الطبيب بإعطاء أدوية لتأخير تطوّر المزيد من العلامات المتعلّقة بالبلوغ، وبشكلٍ عامّ يُقسم البلوغ المُبكّر إلى نوعين هما:

1.البلوغ المُبكّر المركزي: (بالإنجليزية: Central Precocious Puberty)، وهو النوع الأكثر شيوعاً، ويكون البلوغ هنا مُشابهاً لعملية البلوغ الطبيعية من حيث الآلية إلّا أنّها تتمّ في وقتٍ مُبكّر؛ وفيهِ تُحفَّز الغدّة النخامية لسببٍ ما لإنتاج هرمونات تُسمّى بموجِّهات الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropins) والتي تُحفّز بدورها المبايض لإنتاج هرمونات أخرى كالإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) الذي يُمثل أحد الهرمونات الجنسية المسؤولة عن إحداث تغيّرات البلوغ؛ كنمو الثديين.

2.البلوغ المُبكّر الطرفي: (بالإنجليزية: Peripheral Precocious Puberty)، ويُعرف أيضًا بالبلوغ المُبكّر الزائف، وهو النوع الأكثر نُدرة، وفيه تُحفّز الهرمونات الجنسية تغيّرات البلوغ دون أيّ تدخّل من الدماغ والغدّة النخامية، وعادةً ما يرتبط ذلك بمشاكل موضعية مُتعلقة بالمبايض، أو الغدّة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Gland)، أو خمول شديد في الغدّة الدّرقية.

دواعي زيارة الطبيب
يُنصح بمراجعة الطبيب في حال تأخر البلوغ؛ تحديدًا في حال بلغت الفتاة ذات البشرة الفاتحة عمر 15.5-16.5 أو ذات البشرة الداكنة عمر 14.5-15.5 دون بدء الطمث، وذلك في حال الاعتماد على العمر فقط، كما يُنصح بمراجعته في حال عدم ظهور علامات البلوغ المتعلقة بتطوّر الثدي أو الشعر بالرغم من دخول الفتاة في عمر 13-14 سنة لذوات البشرة الفاتحة و12-13 سنة لذوات البشرة الداكنة، أمّا مع نموّ الثدي أو الشعر سواء شعر العانة أو تحت الإبطين فتكون المُراجعة بعد عامين من تاريخ ظهور أول تغيُّرات للبلوغ، ويجدر دائماً مُراجعة الطبيب عند ظهور أيّة علامات تدّل على النضوج الجنسي المُبكّر على الفتاة قبل السابعة أو الثامنة من العمر.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد