هل سيدخل نتنياهو لبنان بريًا؟ «تحليل إخباري»

mainThumb
صورة الخرائط لـ مركز الخطابي للدراسات، الصورة كاملة أسفل التدوينة

23-09-2024 12:18 AM

 

عمّان- السّوسنة

أدت مصادقة دولة الاحتلال على هدف إعادة سكّان الشمال الفلسطينيّ المحتل إلى تصاعد حدّة المواجهات مع حزب الله اللبنانيّ، الذي ينفذ عمليّات إسناد منذ الثامن من أكتوبر الماضي، وبلغ هذا التصاعد حدّته بعد هجمات الثلاثاء والأربعاء على أجهزة الاتصال بيجر وأجهزة أخرى، ثمّ اغتيال الصف الأول من قيادة قوّة الرضوان التابعة للحزب ظهر الجمعة، الأمر الذي دفع حزب الله على زيادة مدى وصول صواريخه، واستعمال صواريخ ثقيلة لضرب بعض الأهداف العسكريّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة. 

ورغم أنّ الاحتلال الإسرائيليّ خرق كلّ قواعد الاشتباك، إلّا أنّ الحزب ما زال متمسكًا بقواعده بشكلٍ أو بآخر، خاصّة في ما يتعلّق باستهداف المنشئات العسكريّة فقط، سواءً في رده على اغتيال شُكر، أو العاروري، أو قادة الرضوان. ورغم هذا.. قرّر نتنياهو في اجتماعٍ ليل الأحد/ الإثنين مع هاليفي وغالانت الرفع التدريجي للعمليّات نحو جنوب لبنان، دون الوصول للحرب الشاملة، الأمر الذي يعني زيادة الضغط على حزب الله.

المتتبع لطبيعة العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة، وأماكن تركّز الضربات يجد أنّها في منطقة محدّدة على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، كما أنّه ينفذ "أحزمة نارية" تمامًا مثل تلك التي كان ينفذها شمال قطاع غزّة قبيل دخوله البري، ما يجعل من احتماليات أن يقوم جيش الاحتلال في مرحلة قادمة غير بعيدة باقتحام بري لجنوب لبنان بُغية زيادة مساحة المنطقة العازلة، أمرًا متوقعًا جدًا.

وسياسة "الحزام الناري" هي سياسة استخدمها الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى في الحرب على غزة عام 2021، وهي عبارة عن قصف عنيف ومتواصل لساعة كاملة، يتم فيها استخدام الصواريخ الثقيلة تصل إلى أمتار في عمق الأرض، يقصف فيها في آنٍ واحد أحياءً بأكملها، تهدف إلى محاولة محو أو مسح أحياء بأكملها.

مصادر عسكرية قالت، الأحد، إنّ دولة الاحتلال تخطط لهجوم بري في لبنان يشمل السيطرة على منطقة عازلة من بضعة أميال، وصحيفة ذي إيكونوميست، وهي مجلة أسبوعية ناطقة باللغة الأنجليزية تهتم بنشر الأخبار والشؤون الدولية، وتحرّر في لندن، نقلت عن عسكريّ في دولة الاحتلال قوله إنّ: "(إسرائيل) تخطط لهجوم بري يشمل الاستيلاء على مناطق من بضعة أميال في عمق أراضي لبنان".
وهذا يتوافق مع ما قاله وزير حرب الاحتلال قبل مدة خلال زيارته للحدود الشمالية: "قلت لكم سندخل غزة ونقضي على حماس وشكك البعض ولكن دخلنا وقضينا عليهم واليوم اقول لكم سندخل حتى الليطاني ونغير الواقع وندفع حزب الله إلى ما ورائه وسندخل". إذن؛ فإنّه وبالنظر لطبيعة الضربات الإسرائيلية، وإذا أخذنا بالاعتبار أنّ نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية، فإنّ احتماليات الدخول البري تتزايد، وحزب الله يدرك هذا، فأمينه العام في كلمته الأخيرة تطرّق للدخول البريّ.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد