رحل الشاعر ربيع بن ياقوت

mainThumb

21-09-2024 12:57 AM

مقدمة . بالأمس القريب طويت صفحة من صفحات الشعر الشعبي الاماراتي الأصيل

وطويت مع هذه الصفحة صدى النغمة الشعرية الحانية والرقيقة والمشبعة بطراوة الروح وذائقة التميز

رحل الشاعر الحاني والباني والمتفرد والمتميز شاعر الابداع والفيض الجميل والكلمة الصادقة الرقيقة

رحل بعد سنوات طويلة قضاها في فضاء الكلمة الشعرية الصاخبة ومحلقا بأجمل القصائد الشعرية

المرهفة والصادقة ذات المعنى والمغزى الشفاف الذي يعكس خصوبة روحه ووجدانه وذاته الشاعرية

المكللة بزهور وورود الحب والشوق والوله والعشق والذكريات والاماني والطموحات ومن نفس الذات

الشاعرة الاصيلة تفرد كذلك في طرح قصائد النقد الاجتماعي ناقدا ومستنكرا مايطرى من عادات دخيلة

على المجتمع الاماراتي الأصيل وقد تجلى بأجمل العبارات والكلمات والمعاني وألايحأأت الدالة في الحياة

وعاش مابين البر والبحر وردهات المدن وتفنن في كل الفنون الشعبية من رزفات وعيالة وشلات ونهمات

وزار كثيرا من الأقطار مبحرا وحاملا بين جوانحه عبق الوطن والديار وأمنيات الحالمين وشوق المحبين والعاشقين

وبات جريحا ومكلوما من حب دفين في قلبه عاشقا بصمت وحالما باللقاء وأطفاء نار وجده اللاهبة

ولكن حالت بينه وبين من يهوى ويعشق ويحب معظلات كبيرة لايمكن ان يتخطاها او يبوح بها فبات

يكتب قصائده فيها ويلوذ بالصمت وحيدا وحزينا يمشي الهوينى على سيفة بحر عجمان الشمالي

وخاصة قصيدة تلك ألاغنية القديمة التي تغنى الفنان سعيد سالم في منتصف السبعينيات وكان يعني بها

حبيبته العجمانية القاطنة في الفريج الغربي بمنزل كبير محفوفا بالبراجيل الأربعة والدرايش المطلة

على البحر والسكة الميانية فكان يمر ويشاهد ذلك القمر المطل من الدريشة فيزيده الوجد حرقا

ويواصل طريقه حتى سيفة البحر فيجلس محدقا في البحر وراسما لوحته الشعرية الفكرية وتنهال

عليه أبيات القصيدة فيسردها في قلبه ويطويها بين جوانحه لمحبوبته القمر تلك التي تعرفه ولكنها لاتعلم بما

في قلبه لها من حب ووجد وهيام وهناك غيرها هام بهن عشقا وغزلا وحبا وكان قلبه عاشقا لكل ماهو جميل

في هذه الحياة والعمر الطويل الذي قضاه مسالما وغانما مباهج الحياة و بعد عودته من ألاغتراب

والعمل في الكويت وأستقراره في ربوع الوطن ومجالسته للشيوخ في مجالسهم العامرة

ومتنافسا على الابداع مع أقرانه الشعراء ومشاركا في البرامج الشعبية ومجالس شعراء القبائل

في تلفزيونات ابوظبي ودبي منذ بواكير قيام الدولة والاتحاد فطبعت له العديد من دواوين الشعر

ولازالت مكتبة محفوظاته في منزله عامرة بقصائد لم تظهر ولم تنشر في دواوينه المطبوعة والرائجه

سيرة الشاعر 

هو ربيّع بن ياقوت بن جوهر النعيمي ( 1928 - 2024 )
شاعر إماراتي يعتبر من أبرز شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولد ربيع بن ياقوت في عجمان عام 1928 والتحق بالكتاتيب مبكرا، لكنه لم يستمر فيها طويلا، وحاول البحث عن عمل يتكسب منه،

ثم سافر إلى الكويت في أواخر الأربعينات مع مجموعة من أصدقائه الشعراء مثل حمد خليفة بوشهاب و راشد بن صفوان،

وكان في بداية العشرينات من عمره، وهي السن التي بدأت فيها موهبة الشعر تطرق بابه.
وفي الكويت، عمل في شركة نفط الأحمدي، حيث المحروقات البترولية وصناعاتها، واستمر عمله فيها اثنتي عشرة سنة،

ثم انتقل للعمل في كراج الأشغال التابع لحكومة الكويت

، واستمر موظفا في الكراج مدة ثماني عشرة سنة، عاد بعدها إلى الدولة، قبل إعلان اتحاد دولة الإمارات بسنوات قليلة .
وبعد رجوعه إلى أرض الدولة، التقى بمجموعة من الشباب المسرحيين، الذين كان من ضمنهم ممثل متحمس أصبح من أشهر ممثلي الإمارات،

وهو الممثل والشاعر سلطان بن حمد الشامسي المعروف بسلطان الشاعر، والتحق ربيع بهذه المجموعة، وأصبح ممثلا

مسرحيا، وشارك في ثلاث مسرحيات، في أدوار يغلب عليها الطابع الكوميدي، وكان من ضمن المجموعة

ثم ترك ربيع التمثيل واتجه إلى احتراف الشعر بعد علاقة قصيرة بالمسرح والتمثيل.

ناقش الكثير من القضايا العربية في أشعاره، ونظم العديد من القصائد في حب زايد والوطن، وتغنى بأشعاره العديد من الفنانين.

وتميز بالقصائد الاجتماعية التي تعرّض فيها لمشكلات المجتمع وقضاياه بأسلوب تمتزج لذاعة النقد فيه بحلاوة الظروف،

الأمر الذي جعله مقبولاً من المجتمع رغم وضوح مقاصده

وهو أحد أصدقاء الشاعر الكبير راشد الخضر، الذي يمثل مع شعراء عصره في القرن الـ20 جيلاً ذهبياً لا يتكرر

ختاما أخترنا هذه القصيدة الرقيقة من ذات الشاعر المرهف والصادق والمحب والعاشق الذي يبث شوقه وحنينه عبر الشعر

وفي قصائد كاالقلائد والدرر في وهج يشع من روحه الشاعرة الحانية ومن عينيه الدامعتين عند الفراق وعن اللقاء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد