هل هواتفنا الذكية معرضة للانفجار .. تقرير مفصّل

mainThumb

20-09-2024 10:19 AM

عمان ـ السوسنة

رغم أن الحوادث في لبنان كانت متعلقة بأجهزة استدعاء "البيجر" والآيكوم"، وليست الهواتف الذكية، إلا أن ذلك أثار تساؤل الناس عن هواتفهم الذكية التي يستخدمونها بشكل يومي، فهل حقا يمكن اختراقها وتفجيرها؟.

وحول ذلك، قال توبي وولش، أستاذ الذكاء الاصطناعي في قسم علوم الحاسوب والهندسة بجامعة نيو ساوث ويلز:إن "حدوث هذه الانفجارات في أجهزة الاستدعاء البيجر، يتطلب زراعة متفجرات صغيرة الحجم في هذه الأجهزة، ثم جرى تفعيلها من خلال "برمجيات خبيثة" أسهمت في إطلاق هذه المتفجرات".

وعن إمكانية اختراق الهواتف الذكية، يضيف وولش: "كما اختُرِقت البيجرز يُمكن اختراق الهواتف الذكية، لكن غالبا ما سيحتاج تفجير هذه الهواتف إلى زرع متفجرات صغيرة الحجم داخلها".

ويوضح وولش، أنه صار من الضروري التحري جيدا عن المصدر الخاص بتوريد أجهزة الاتصالات، التي تتضمن الهواتف الذكية، للتأكد من كون الجهاز آمن.

وأضاف "إذا كنت أعتقد أن هناك عدوا استخباراتيا لي مثل الموساد أو غيره، فلا بد من خضوع هاتفي الذكي لاختبار أشعة إكس بهدف تأمين خلوه من أي متفجرات محتملة!".

وطبقا لتقرير، توقع الخبراء أن عملية زرع المتفجرات حدثت إما خلال عملية التصنيع ذاتها، أو في أثناء نقلها إلى داخل لبنان.

ومع ذلك، لا يرى وولش، أن الهواتف الذكية التي نستخدمها حاليا لا تمثل خطورة واضحة، من ناحية إمكانية تفجيرها.

ويتفق مع هذا الرأي تماما مصطفى بهران، الأستاذ الزائر في قسم الفيزياء جامعة كارلتون الكندية، فهو يرى أن "عموم الناس لا ينبغي لهم القلق بشأن انفجار هواتفهم الذكية، مع ذلك من الضروري إدراك أن هذه الهواتف تراقبنا جيدا".

من ناحية أخرى، أكد بهران، أن "المسؤولين المعرضين إلى الاستهداف من قِبل جهات دولية قد يحتاجون إلى الشعور بالقلق".

ويرى نواه سيلفيا، محلل أبحاث القيادة والتحكم والاتصال والحاسوب في فريق العلوم العسكرية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في المملكة المتحدة، أن الوقت لا يزال غير مناسب لتحليل كيفية حدوث تلك الانفجارات.

وأضاف أن "عملية التفجير تلك استدعت تحضيرا واضحا، وليس من المتوقع تكرارها لاحقا لدى أي مجموعة تؤمن خطوط التوريد الخاصة بها".

ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر أمنية أخفت هويتها "أن أجهزة البيجر احتوت أجزاء يُطلق عليها "آي سي" (IC) تضمنت داخلها المواد المتفجرة، واستطاعت الأجهزة المفخخة المرور عبر أجهزة الفحص دون كشفها، وتم تفخيخها لدى مصدر استيرادها".

وكشف مصدر أمني لبناني، أن نوع المتفجرات المستخدمة في أجهزة البيجر هو "آر دي إكس" أو "هكسوجين" عالية التكسير التي استخدمت كمادة تفجيرية خلال القرن الـ20.

وقال ماهر القاضي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الأميركية، :إن الرسائل النصية التي تستقبلها أجهزة البيجر، ليس بإمكانها رفع درجة حرارة البطاريات الموجودة داخلها، أما برامج التجسس فتستطيع فعل ذلك، لكن ليس بالحد المطلوب لانفجارها.

و"قد تسبب برامج التجسس رفع حرارة البطارية إلى 50 أو 60 درجة مئوية، وهذه الحرارة -رغم ارتفاعها- غير كافية، لذا فإن انفجار البطاريات يتطلب حدوث سلسلة من التفاعلات الكيميائية عالية السرعة داخل البطارية، وهو أمر لا يتحقق إلا بعد تخطي درجة حرارتها 150 درجة مئوية"، بحسب القاضي.

وأشار إلى أنه رصد حالة "صعبة الحدوث" قد تسبب انفجار البطاريات، وهو أن تسبب الرسائل النصية تفعيل "سويتش" يربط الجزء السالب من البطارية بجزئها الموجب، الأمر الذي ينتج عنه حدوث حالة تشبه ما نعرفه باسم "حالة تماس كهربائي" قد تسبب انفجار البطارية.

ويقول القاضي "من الملاحظ أن كافة الانفجارات حدثت في التوقيت نفسه تقريبا، الأمر الذي يخفض فرضية انفجار البطاريات جراء تفعيل "السويتش"، أو جراء سوء الاستخدام، أو عيوب الصناعة، لذا فنحن -في أغلب الأحوال- أمام هجوم متعمد لجأ إلى تفخيخ أجهزة البيجر مُسبقا بأحد أنواع المتفجرات".

ويعزي القاضي، انفجار البطاريات بشكل عام إلى 3 أسباب رئيسية:

الأسباب الميكانيكية: تنفجر البطارية إن تعرضت إلى الاختراق بجسم حاد، أو السحق جراء وجود ضغط عالٍ عليها (مثلما هو الحال في السقوط من مكان مرتفع)، وهو موضوع تعتني شركات إنتاج السيارات الكهربية به كثيرا، فمثل هذه السيارات قد تواجه حوادث مرورية.

والأسباب الكهربائية: كما هو الحال في "حالة الدائرة المغلقة" المذكورة سابقا، وهي مشكلة ترفع درجة حرارة البطارية سريعا وتسبب انفجارها.

والأسباب الحرارية: يتوقع القاضي أن هذا العامل هو سبب الانفجارات في لبنان، فتعرض البطاريات لدرجة حرارة مرتفعة تتخطى الـ 150 درجة مئوية سيؤدي إلى انفجارها، وهي حرارة يُمكن الحصول عليها عبر استخدام أنواع عدة من المتفجرات.

ويوضح القاضي قائلا "أعتقد أن ما حدث هو أنه تم تفعيل متفجرات صغيرة الحجم موجودة في أجهزة البيجر عن بعد، مما أدى إلى رفع درجة الحرارة فجأة وانفجار البطاريات تباعا".

وفي هذا السياق، يتفق القاضي مع بهران في الرأي بشأن الهواتف الذكية، فكلاهما لا يعتقد أن بالإمكان استخدام أي برامج تجسس أو تقنيات لرفع درجة حرارة البطاريات الخاصة بتلك الأجهزة، رغم سهولة اختراقها.

ويضيف القاضي "تجري شركات تصنيع البطاريات اختبارا باسم "الصندوق الساخن" لضمان أمان البطارية.

وفي هذا الاختبار، توضع البطارية داخل ما يشبه الفرن الذي تصل حرارته إلى 150 درجة مئوية، والانتظار مدة ساعة.

وفي حال خروج البطارية سليمة دون مشكلات فهي تُعتمد من قِبَل الشركة".

ويوضح القاضي، أن انفجار بطاريات الهواتف الذكية أمر نادر الحدوث، إلى جانب أن الانفجارات الناتجة من عيوب الصناعة لا تظهر إلا بعد ما يقارب 30 يوما من الاستخدام، أي أنها لا تحدث دفعة واحدة كما رأينا في أحداث لبنان، لذا فلا ينبغي التخوف من انفجار هذه الهواتف، إلا أنها -بالطبع- قابلة للتتبع!".

ويقدم القاضي بعض النصائح التي تحمي بطاريات الهواتف الذكية من الانفجار، أولها استخدام الشاحن الخاص بالهاتف، وتجنب شحن البطارية عن طريق الكهرباء المباشرة، الأمر الذي قد يرفع الجهد الواصل إلى البطارية.

ويضيف أن "زيادة عدد الفولتات الواصلة إلى البطارية عن 5 فولت، أمر يؤدي إلى تحفيز التفاعلات الكيميائية داخلها، واحتمالية انفجارها".


ومن النصائح المهمة أيضا التوقف عن استخدام أي بطارية تعاني "الانتفاخ"، وهي مشكلة تصاحب قدم البطارية، مما يسبب تحلل السوائل الموجودة داخلها منتجة نوعا من الغاز يرفع الضغط داخلها.

ينبغي أيضا الحذر في حال لاحظ المستخدم ارتفاع درجة حرارة البطارية بمعدل كبير في أثناء الشحن، وهو المعدل الذي يشعر الفرد خلاله بـ"لسعة حرارية" عند لمس الموبايل، الأمر الذي يعني أن البطارية تسوء حالتها.

ويقول القاضي في ختام تصريحه "ما حدث في لبنان أمر استثنائي، ولن يحدث مجددا إلا في إطار الحروب والاستهداف المتعمد، لا شيء أكثر من ذلك، سواء انفجارات أجهزة البيجر أو الووكي توكي، وأما الهواتف الذكية فهي رغم كل شيء أكثر أمانا، باستثناء سهولة تتبعها".

وكان تفاجأ العالم يوم الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول الجاري، بانفجار مئات أجهزة الاستدعاء (البيجر) في الجنوب اللبناني.

وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الخميس 19 9 2024، ان عدد ضحايا الانفجارات التي شهدها لبنان في اليومين الماضيين، بلغ 32 شهيدا وآلاف الجرحى.

وأضاف في مؤتمر صحافي، أن “القطاع الصحي بأطبائه ومسعفيه وممرضيه استطاعوا أن يقدموا الخدمات إلى أهلنا الذين أصيبوا جراء الحادث الأليم”.

وأفاد تقرير طبي عن نقابة المستشفيات الخاصة “ان ما يقلق هو عدد الإصابات الحرجة والخطيرة إذ وصل عدد الإصابات الحرجة جداً إلى حدود 300، معظمها إصابات متشعّبة، حيث إنها ليست محصورة في عضو معيّن أو مكان بعينه، وأن غالبية الإصابات كانت في العيون وأصابع اليد، والبطن أو في الثلاثة معاً”.

وأضاف التقرير ان ما يفوق التسعين بالمئة من الإصابات التي سُجّلت، هي إصابات مزدوجة في العين وأطراف الأصابع، موضحا أن هذه النوعية من الإصابات تستوجب عناية فائقة وإجراء أكثر من عملية ويتطلب أكثر من جراح.

ولا تزال التحقيقات جارية من أجل اكتشاف كيفية انفجار هذه الأجهزة، وظهر أكثر من تفسير، لكن الموضوع لا يزال محاطا ببعض الغموض فيما يتعلق بالكيفية، وقد اتهم حزب الله إسرائيل رسميا بوقوفها خلف هذه العملية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد