اقتلوا من قتل الكلب

mainThumb

18-09-2024 11:44 PM

يحكى أن رجلا عربيا عجوزا حكيما يعيش مع عائلته في منطقة صحراوية وسط مزرعته المليئة بالأغنام وسائر المواشي ومختلف المزروعات ، وذات يوم هاجم المزرعة أحد اللصوص فنبح عليه كلب الحراسة فقتل الكلب وهرب دون أن يسرق شيئا ، لكن أولاد الحكيم استطاعوا التعرف عليه فيما بعد ، فذهبوا إلى أبيهم وقصوا عليه الخبر وطلبوا رأيه ، فقال لهم : اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب .

فكر الأولاد في مقولة أبيهم فقالوا الأمر بسيط ولا داعي لقتل رجل مقابل كلب ونسوا الأمر وعادوا إلى حياتهم الطبيعية ، وبعد أشهر أغارت عليهم عصابة لصوص وسرقوا أغنامهم ومواشيهم وهربوا ، فذهب الأولاد إلى أبيهم وطلبوا رأيه فقال اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب ، فقالوا أنه يهذي وتركوه وعادوا لحياتهم .

وبعد فترة أغار عليهم لصوص آخرين واختطفوا احدى بناتهم واختفوا ، فذهب الأولاد إلى أبيهم وطلبوا رأيه فقال : اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب ، فقالوا إنه لفي ضلالة القديم إنه يهذي ثانية وتركوه ومضوا .

لكن أحدهم فكر في مقولة والده وقال : لماذا لا نجرب ، فامتشق سيفه وذهب وقتل من سرق الكلب وعاد إلى دياره سالما غانما .

سمع اللصوص بقتل من قتل الكلب ، فقالوا : هؤلاء الشباب قتلوا قاتل كلبهم فكيف لوا عرفوا أننا سرقنا أموالهم وسبينا ابنتهم ماذا سيفعلون بنا ! وفي ظلام الليل تسلل اللصوص إلى مزرعة الحكيم وأعادوا ما سرقوه من أغنام ، وأعادوا الفتاة معززة مكرمة ، ورجعوا دون أن يشعر بهم أحد ، وهكذا عرف الأولاد حكمة أبيهم وهابت قبائل العرب الرجل الحكيم وأولاده .

لقد تفرعنت دولة الكيان الصهيوني: جاء أتباعها في البداية لاجئون مساكين ولما أخذوا ما يريدون تطاولوا علينا وأخذوا يضربوننا في كل مكان ويستولون على مقدراتنا ، فضربونا في مصر وطهران والإمارات وتونس واليمن والأردن وقتلوا قادتنا ومجاهدينا وحتى أطفالنا لم يسلموا منهم .

والآن يلاحقونا في لبنان يفجرون الآمنين الذي يحملون أجهزة اتصالات وغيرها لا يفرقون بين صغير وكبير ، مدني وعسكري ، سني وشيعي أو مسيحي ، الكل أعداء لدولة الاحتلال ، لكننا نحن الذين صمتنا على جرائمهم ولم نقتل من قتل الكلب ، وأجلنا ثأرنا وانتقامنا منهم للوقت المناسب ، فهل جاء الوقت المناسب أم ننتظر حتى يدخلوا غرف نومنا ويتحكمون في ألوانها ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد