موسم الهجرة إلى «الشّمال»

mainThumb

17-09-2024 12:15 AM

 


يبدو أنّ الوقتَ قد حان؛ ذاكَ أنّ نتنياهو لم يعُد لديه ما يفعله في غزّة، فقواتُ جيشه متمركزة في المحورين (نتساريم وفيلادلفيا)، ولا أملَ في الوصول إلى أسرى أحياء. أمّا جبهة الضفّة الغربيّة فهي أسهل من أنْ تضمنَ له المزيد من الوقتِ للمناورة؛ فجيشه يستطيع احتلال الضفّة الغربيّة بأكملها خلال 24 ساعة، كما أنّ عمليته في شمال الضفّة الغربيّة المحتلّة أدت لتدمير البنية التحتية الفلسطينيّة للمخيّمات المُقاوِمة، وإنّ اجتياح الضفّة يعني أنّه سيحتاج عدّة ألوية هناك، وهذا ما سيضطره لسحب عدّة ألوية عن جبهة الشمال الفلسطينيّ المحتل.
إذن؛ من الواضح أنّ «الخيار الاستراتيجيّ» لنتنياهو الذي يقود دولة الاحتلال إلى نهايتها بشكلٍ لا شكّ فيه، هو الذهاب نحو لبنان، متذرعًا بهدف إعادة سكّان الشمال إلى منازلهم، ورغم أنّ وزير حربه غالانت يبدو متحمسًا للذهاب إلى حربٍ في الشّمال إلّا أنّ نتنياهو على ما يبدو يحتاجُ شخصًا «طيِّعًا» أكثر، وإقالة غالانت سيتبعها على الأغلب إقالاتٌ في الجيش ستؤدي لسيطرة «محور» نتنياهو بشكلٍ مطلق على السّلطة السياسيّة والعسكرية، هذا لو وافقت «سارة» على تعيين ساعر.
ينعقد هذه الأثناء ما يسمّى المجلس الأمني المصغّر، ويُنتظر أنْ يضع إعادة السّكان ضمن أهداف الحرب، لكنّ محرّر «السّوسنة» لشؤون الأهداف والمعجزات والانتصارات، يسأل: هل تمّ تحقيق الأهداف السّابقة للحرب أصلًا؟ هل تعتبر دولة الاحتلال نفسها انتصرت بغزّة؟ انتصرت بإحراق المدنيين وتسوية القطاع بالتّراب وقتل أسراها؟
نستعير من الطّيب صالح، الروائي السودانيّ (وما أسوأ حال السّودان)، عنوانَ روايته الشّهيرة: «موسم الهجرة إلى الشّمال»، رغمّ أنّ ما سيقومُ به مجانين الليكود والصهيونيّة الدينيّة ليسَ هجرة، وإنّما غرقًا بوحلٍ جديد، ولسوفَ يتذكّرون كيفَ أنّهم عدّوا انسحابهم من جنوب لبنان نصرًا ذاتَ يوم، وعلى سيرة النّصر.. فـ«نصر الله» الذي حَشَر نفسه كـ«جبهة إسناد».. سيكونُ عليه اتّخاذ قرارات كبيرة.. وطويلة.. لحيفا وما بعدها... إنْ صَدَقَ وصَدَقوا.... .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد