أعراض سرطان الفم وأسبابه

mainThumb
سرطان الفم

16-09-2024 08:48 PM

السوسنة- سرطان الفم هو نوع من أنواع السرطان الذي ينشأ في أي جزء من الفم، بما في ذلك الشفاه، واللسان، وسقف الفم، وجدران الفم، واللثة. يُعتبر هذا النوع من السرطان جزءًا من مجموعة أوسع تشمل سرطانات الرأس والرقبة. يمكن أن تتسبب العوامل البيئية ونمط الحياة، مثل التدخين وتعاطي الكحول، في زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم. تشمل الأعراض الشائعة لسرطان الفم ظهور قرح أو تقرحات غير شافية، وألم في الفم، وصعوبة في البلع، وتغيرات في الصوت، وزيادة في حجم الغدد اللمفاوية في الرقبة. يُنصح بالاستمرار في الفحوصات الدورية خاصةً لأولئك المعرضين لمخاطر عالية، لمراقبة أي تغييرات غير طبيعية قد تشير إلى تطور المرض.

هل سرطان الفم شائع؟
تشكل السرطانة حرشفية الخلايا (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma) النسبة الأكبر من أنواع السرطانات التي تصيب الفم، مع وجود أنواع أخرى من الأورام السرطانية والحميدة التي قد تصيب الفم أيضًا، وأمّا بالنسبة لمدى شيوع سرطان الفم وانتشاره عامةً فقد قدّمت منظمة الصحة العالمية إحصائية حول ذلك، حيث بيّنت أنّ نسبة الانتشار ومدى الشيوع يختلف بحسب الموقع الجغرافي، بمعنى أنّ نسبة الإصابة بسرطان الفم تختلف من دولة لأخرى، ولكن بشكل عام يُعدّ هذا السرطان ثامن أكثر السرطانات شيوعًا حول العالم. كما يُشار إلى أنّ نسبة الإصابة بسرطان الفم بازدياد حول العالم، ويعود السبب في ذلك إلى تقدم الناس في العمر واتباع نمط الحياة غير الصحي المتمثل بالتدخين وتناول الطعام غير الصحيّ والخمول والالتهابات والعدوى.

عوامل خطر الإصابة بسرطان الفم
يحدث سرطان الفم نتيجة تشكل بعض الطفرات (بالإنجليزية: Mutations) الجينية في المادة الوراثية التي تُعرف بالحمض النووي الصبغي (بالإنجليزية: Deoxyribonucleic acid) واختصارًا (DNA) لإحدى خلايا الفم، حيث إنّ المادة الوراثية مسؤولة عن إصدار جميع الإرشادات والتوجيهات الخلوية، وأي خلل فيها قد يؤدي إلى اضطراب عمليات الانقسام، والتطور، والموت الخلوي، الأمر الذي يجعل الخلايا تستمر في الانقسام والنمو، مع انعدام التوجيه الخلوي لموت الخلايا المضطربة، مما يؤدي إلى تراكم هذه الخلايا، وبالتالي تشكل الورم، ومع تقدم المرض تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء سليمة من الفم لتصل إلى العديد من أجزاء الجسم الأخرى، وفي الحقيقة لم يتم إلى الآن اكتشاف المسبب الرئيسي لحدوث هذه الطفرات الجينية في خلايا الفم، ووُجد أنّه غالبًا ما تبدأ هذه الطفرات الجينية في الخلايا الرقيقة المسطحة المبطِنة للفم والمعروفة بالخلايا الحرشفية.

وتبيّن وجود بعض العوامل التي تزيد فرصة حدوث سرطان الفم وتُعرف بعوامل الخطر، نبين بعضًا منها فيما يأتي:
-التدخين بمختلف أنواعه، وكذلك مضغ التبغ واستنشاقه.
-شرب الكحول.
-ضعف الجهاز المناعي.
-تعرض الشفاه المفرط لأشعة الشمس.
-عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus) واختصارًا (HPV)، وهي أحد أنواع العدوى التي تنتقل جنسيًا.
-التقدم في العمر، خاصة بعد تجاوز الخمسين عامًا، وتكون ذروة خطر الإصابة بسرطان الفم بين عمر 60-70 عامًا.
-العوامل النوعية والعِرقية؛ إذ ترتفع نسبة إصابة الرجال بسرطان الفم مقارنة بنسبة إصابة النساء، كما ترتفع نسبة الإصابة بسرطان الفم لدى الأشخاص من أصل إسباني والأشخاص من ذوي البشرة الداكنة مقارنة بالعِرق الأبيض.

أعراض سرطان الفم
يوجد العديد من الأعراض والعلامات المختلفة التي قد تصاحب الإصابة بسرطان الفم، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ جميع هذه الأعراض والعلامات قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض أمراض الفم الأخرى أيضًا ولا تعني بالضرورة الإصابة بسرطان الفم، لذلك يجب الحرص على مراجعة الطبيب في حال ظهورها، وفيما يأتي ذكر لبعض الأعراض والعلامات الشائعة للإصابة بسرطان الفم:
-انتفاخ أحد أجزاء الفم وزيادة سماكته، أو ظهور كتل، ونتوءات، ومناطق خشنة، أو متقشرة، أو متآكلة.
-نزيف غير مفسر في الفم. ظهور رقع حمراء، أو بيضاء مخملية، أو مرقطة (بيضاء وحمراء) في الفم.
-الشعور بألم في الأذن.
-خدران غير مفسر، أو فقدان الإحساس، أو الشعور بالألم في أحد أجزاء الفم، أو الوجه، أو الرقبة.
-ظهور تقرحات مستمرة في الفم، أو الرقبة، أو الوجه قابلة للنزيف بسهولة، ولا تمتثل للشفاء خلال أسبوعين.
-الشعور بألم في الحلق أو الشعور بشيء عالق في الجظء الخلفيّ من الحلق.
-التهاب الحلق المزمن، أو بحة الصوت، أو تغير طبيعة الصوت.
-صعوبة البلع، أو المضغ، أو التحدث، أو تحريك اللسان أو الفكين.
-خسارة الوزن بشكل كبير وغير مبرر.
-تغير طريقة توافق الأسنان الطبيعية أو أطقم الأسنان الصناعية مع بعضها البعض.
-تخلخل الأسنان.
-انتفاخ الغدد لفترة طويلة.

تشخيص سرطان الفم
من الفحوصات التي قد يتم إجراؤها للمساعدة على تشخيص الإصابة بسرطان الفم ما يأتي:
1.الفحص السريري: يجري الطبيب الفحص السريري للكشف عن وجود بعض الاضطرابات في الفم والشفتين، مثل: التقرحات، والتهيج، والبقع البيضاء التي تُسمى اللطاخ الأبيض أو الصداف (بالإنجليزية: Leukoplakia)، بالإضافة إلى فحص الطبيب للفم، والرقبة، والوجه للبحث عن وجود علامات وأعراض قد تدل على الإصابة بسرطان الفم، هذا الفحص غير مؤلم ويحتاج بضع دقائق لإجرائه، ومن الجدير بالذكر أنّ العديد من أطباء الأسنان يجرون هذا الفحص خلال المراجعات الدورية.

2.الخزعة: قد يتم أخذ خزعة (بالإنجليزية: Biopsy) من الفم في حال الشك بإصابة الشخص بأحد أنواع سرطان الفم، حيث يتم استخدام أداة خاصة أو إبرة لاستئصال جزء صغير من النسيج، ثم يتم إرسال العينة إلى المختبر للتأكد من الإصابة بالسرطان أو وجود بعض التغيرات التي تسبق الإصابة بالسرطان والتي قد تدل على إمكانية الإصابة بالسرطان في المستقبل.

3.الفحوصات الأخرى: من الفحوصات الأخرى التي قد يتم إجراؤها للمساعدة على تشخيص الإصابة بسرطان الفم ما يأتي:
-تلطيخ الغشاء المخاطي للفم، حيث يتم تطبيق صبغة خاصة زرقاء اللون في المنطقة المشتبه بإصابتها بالسرطان للتأكد من الحاجة إلى أخذ خزعة من النسيج.
-استخدام ضوء من نوع خاص أو ما يُعرف بالضيائية الكيميائية (بالإنجليزية: Chemiluminescence) للمساعدة على فحص الفم.
بعد تشخيص الإصابة بسرطان الفم يتم إجراء بعض الفحوصات الأخرى لتحديد مرحلة تطور السرطان التي يُعبر عنها بالأحرف اللاتينية، حيث يتم تقسيم سرطان الفم إلى أربع مراحل (I-IV)، وتمثل المرحلة الأولى ظهور السرطان في منطقة صغيرة محددة من الفم فقط، بينما تُعبر المرحلة الرابعة عن حجم كبير لسرطان الفم أو انتشاره إلى مناطق أخرى من الرأس، أو الرقبة، أو الجسم، ويساهم تحديد مرحلة تطور السرطان في تحديد العلاج المناسب، ومن الفحوصات التي قد يتم إجراؤها للمساعدة على تحديد مرحلة تطور السرطان ما يأتي:

4.التنظير الداخلي: يتم خلال التنظير الداخلي (بالإنجليزية: Endoscopy) استخدام كاميرا خاصة للوصول إلى الحلق، ويتم إدخال أنبوب صغير ومرن يحمل هذه الكاميرا، ويكون مجهزًا بضوء للكشف عمّا إن كان السرطان قد انتقل من الفم إلى الحلق.

5.الفحوصات التصويرية: يمكن إجراء بعض الفحوصات التصويرية للكشف عن انتقال السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل: التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray)، والتصوير بالأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصارًا (PET)، ويختار الطبيب نوع التصوير المناسب حسب حالة المريض.

علاج سرطان الفم
يعتمد علاج سرطان الفم على عدد من العوامل المختلفة، مثل: مرحلة تطور السرطان، ونوعه، وموقعه في الفم، بالإضافة إلى الحالة الصحية للمصاب ورغباته واختياراته، وحقيقة تتوفر ثلاثة خيارات علاجية رئيسية نبينها فيما يأتي:

1.العلاج الكيميائي: يتمثل العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) باستخدام أدوية ذات تأثير قوي يمكّنها من القضاء على الخلايا السرطانية.

2.العلاج الإشعاعي: يهدف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy) إلى القضاء على الخلايا السرطانية من خلال توجيه حزم إشعاعية إليها.

3.الجراحة: وفيها يتم استئصال الأنسجة السرطانية وجزء بسيط من الأنسجة السليمة المحيطة بها للتأكد من إزالة الورم السرطاني بشكل تام.

وفي غالب الأحيان يتم الدمج بين عدة أنواع من العلاجات سابقة الذكر للحصول على نتائج أفضل من علاج سرطان الفم، فعلى سبيل المثال قد يتم استخدام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة للوقاية من الإصابة بالسرطان نفسه مرة ثانية، كما تجدر الإشارة إلى أهمية محاولة الحفاظ على الوظائف الرئيسية للفم أثناء تقديم العلاج، مثل: التنفس، وتناول الطعام، والتحدث، والمحافظة على المظهر الخارجي للفم.

الوقاية من سرطان الفم
لا يمكن منع الإصابة بسرطان الفم بشكل قطعي، ولكن يمكن اتباع عدد من النصائح التي تساهم في الحد من خطر الإصابة بسرطان الفم، نذكر منها ما يأتي:
-تجنب التدخين ومضغ التبغ، إذ يحتوي التبغ على العديد من المواد المسببة للسرطان.
-الحد من تعرض الشفتين بشكل مُفرط لأشعة الشمس، ويمكن ذلك من خلال محاولة البقاء في الظل قدر المستطاع، واستخدام قبعة واسعة الحواف تغظي كامل الوجه، واستخدام واقٍ شمسي مخصص للشفتين.
-مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري، ويمكن طلب إجراء فحص كامل للفم للكشف عن وجود المناطق غير الطبيعية فيه والتي قد تدل على الإصابة بسرطان الفم أو التغيرات التي تسبق الإصابة بالسرطان.
-الامتناع عن شرب الكحول.
-مراقبة أنسجة الفم، ومراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي تغير غير طبيعي في الفم.
-تجنب مضغ نبات التنبول أو ما يُعرف باليقطين الهندي (بالإنجليزية: Betel nut).
-المحافظة على نظافة الفم.
-علاج الاضطرابات والأمراض التي تصيب الفم والأسنان.
-الحصول على مطعوم فيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة الطفولة وبداية الشباب.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد