أسباب وعوامل خطر انخفاض الضغط بعد الأكل
السوسنة- يُعرف انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام بحالة طبية تحدث عندما يواجه الشخص انخفاضًا في ضغط الدم بعد وجبة الطعام، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الغثيان، والتعب، والدوخة، والإغماء، ورؤية ضبابية. عادةً ما يحدث هذا الانخفاض بسبب زيادة تدفق الدم إلى الأمعاء لهضم الطعام، مما يؤدي إلى استجابة غير كافية من الجسم للحفاظ على ضغط الدم الطبيعي. عوامل مثل اضطرابات الجهاز العصبي، والأدوية، ومكونات الوجبة، قد تسهم في تفاقم الحالة. يتم تشخيص هذه الحالة من خلال قياس ضغط الدم قبل وبعد تناول الطعام، واستخدام اختبارات إضافية إذا لزم الأمر. يمكن إدارة الحالة من خلال تغييرات غذائية، وتجنب الكحول، وتناول الأدوية الموصوفة، وممارسة التمارين الرياضية، مما يساعد على التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة.
أعراض انخفاض الضغط بعد الأكل
يظهر على المصاب بعض الأعراض التي تشير إلى انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، نذكر من هذه الأعراض ما يأتي:
-الغثيان.
-التعب والإرهاق.
-قلة التركيز.
-الشعور بالدوخة أو الدوار.
-الإغماء.
-رؤية ضبابية أو غير واضحة.
أسباب وعوامل خطر انخفاض الضغط بعد الأكل
بعد تناول وجبة الطعام يزداد تدفق الدم إلى الأمعاء لهضم الطعام، وللمحافظة على ضغط الدم في الجسم ضمن معدله الطبيعيّ تأتي استجابة الجسم بانقباض الأوعية الدموية عند بقية الأعضاء وزيادة معدل نبض القلب، ولكن قد لا تحدث هذه الاستجابة بشكل كافٍ وفعال للمحافظة على ضغط الدم لدى كبار السن، مما يسبب انخفاض الضغط بعد تناول الطعام، وفي بعض الأوقات قد لا يجد الطبيب سببًا واضحًا لحدوث انخفاض الضغط بعد تناول الطعام، ولكن تمّ تحديد بعض عوامل الخطر التي قد تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بانخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه العوامل:
1.اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي: (بالإنجليزية: Autonomic nervous system)، حيث يُعدّ الجهاز العصبيّ الذاتيّ المسؤول عن تنظيم عمليات الجسم الداخلية، ومن أمثلة الاضطرابات التي قد تصيبه ما يأتي:
-مرض الشلل الرعاش، أو ما يعرف بمرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson disease).
-مرض الضمور الجهازي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple system atrophy).
-مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وقد وُجد أنّ انخفاض ضغط الدم بعد الطعام قد يكون مرتبطًا بسرعة امتصاص السكر في الجسم.
2.ارتفاع ضغط الدم: قد تسبب الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم زيادة فرصة حدوث انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، وذلك لكفائتها العالية في خفض ضغط الدم، لذا فقد تُحدث انخفاضًا غير آمنٍ في قيم الضغط.
3.مكونات وجبة الطعام: يؤثر ما تحتويه الوجبة من أنواع الغذاء في مدى التغير في قيم ضغط الدم، فقد وُجد أنّ الوجبة الغنية بالبروتينات هي الأقل تأثيرًا في قيم الضغط، تليها الوجبة الغنية بالدهون، أمّا الوجبة الغنية بالسكريات فكانت أكثر الوجبات تأثيرًا في انخفاض قيم ضغط الدم، وفُسّر ذلك بأنّ بعض المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم في الدم كالأنسولين (بالإنجليزية: Insulin) كاستجابة لتناول وجبة غنية بالسكريات أو الكربوهيدرات قد يسبب تمددًا كبيرًا في الأوعية الدموية في منطقة البطن، وبالتالي انخفاضًا لضغط الدم.
تشخيص انخفاض الضغط بعد الأكل
تُعدّ مراقبة ضغط الدم الجوال (بالإنجليزية: Ambulatory blood pressure monitoring) إحدى الأدوات التشخيصية التي قد تساعد في الكشف عن انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، وبشكلٍ عام يُعبَر عن قراءة ضغط الدم بقيمتين كما ذكرنا؛ قيمة الضغط الانقباضي وقيمة الضغط الانبساطي، أمّا عن آلية قياس الضغط للكشف عن انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، فتتمّ بالخطوات الآتية:
-يُترك الشخص مدة خمس دقائق ليستريح.
-يُقاس ضغط الدم أثناء الاستلقاء.
-تُقدم وجبة من الطعام تحتوي على مختلف المجموعات الغذائية، من بروتينات وكربوهيدرات ودهون.
-يُقاس الضغط على فترات زمنية مختلفة أثناء الجلوس، إذ يُقاس بعد مرور 15، 30، 60، 75، 90، 120 دقيقةً على تناول الوجبة، وتُسجّل القراءات وتُقدّم للطبيب.
وإذا وجد الطبيب أنّ قيمة الضغط الانقباضي قبل تناول الوجبة أعلى من 100 مم زئبقي ثم أصبحت بعد تناول الوجبة أقل من 90 مم زئبقي خلال ساعتين من تناول الطعام، أو إذا وجد انخفاضًا في ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 مم زئبقي خلال ساعتين من تناول الطعام، فقد تشير هاتين الحالتين إلى الإصابة بانخفاض ضغط الدم بعد الأكل، كما يمكن اللجوء إلى فحوصات أخرى تساعد أيضًا على التشخيص بحسب الحالة، ومنها ما يأتي:
1.تحليل اليوريا والكهارل: (بالإنجليزية: Urea and electrolytes)، واختصارًا U&E، وهو فحص يُطلب عادةً لتقييم وظائف الكلى.
2.تحليل الدم: يستخدم في الكشف عن الحالات الآتية:
-فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
-الكشف عن انخفاض نسبة السكر في الدم.
-الكشف عن الإصابة بالسكري من خلال قياس مستوى السكر الصيامي (بالإنجليزية: Fasting glucose).
3.اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزية: Tilt-table testing)، عادةً ما يستخدم هذا الفحص للكشف عن سبب الإغماء،كما يستخدم أيضًا للكشف عن انخفاض ضغط الدم الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)، والذي يُعرّف بأنّه انخفاض ضغط الدم في حال تغيير وضعية الجسم من الاستلقاء إلى الوقوف بشكل مفاجىء.
4.تخطيط كهربية القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، وهو اختبار يبحث عن وجود خلل في إيقاع نبض القلب.
5.تخطيط صدى القلب: (بالإنجليزية: Echocardiogram)، يساعد تخطيط صدى القلب على تقييم بنية ووظائف القلب.
6.فحوصات أخرى: قد يُطلب تحليل الحمل في حال كانت المصابة غير متأكدة من وجود حملٍ بالرغم من احتمالية حدوثه.
علاج انخفاض الضغط بعد الأكل
على الرغم من عدم وجود علاج معين لمشكلة انخفاض الضغط بعد تناول الطعام، إلا أنّه يمكن التحكم في الأعراض التي ترافقه قدر الإمكان لدى أغلب المصابين، وذلك من خلال إضافة بعض الإجراءات أو تعديل بعض الممارسات الروتينية، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
1.تغييرات على وجبات الطعام: يمكن إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي، وتشمل هذه التعديلات ما يأتي: -تقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة يتم تناولها عدة مرات في اليوم، وذلك لتحفيز تدفق كمية أقل من الدم إلى البطن في المرة الواحدة.
-التقليل من الوجبات الغنية بالكربوهيدرات، خاصة سريعة الهضم، مثل: الشوكولاته، والمشروبات السكرية، والبطاطا، والأرز الأبيض، والخبز الأبيض.
-الإكثار من الأطعمة بطيئة الهضم، مثل: الحبوب الكاملة، والبروتينات، والفاصولياء.
2.تجنب شرب الكحول: ذُكر سابقًا أنّه بعد تناول الطعام يزداد تدفق الدم إلى البطن، فيستجيب الجسم لهذا من خلال انقباض الأوعية الدموية في الساقين، ووُجد أنّ الكحول يعمل كمرخٍ أو موسع لجدران الأوعية الدموية، مما يعني عدم استجابة الجسم للآلية المذكورة، ونتيجةً لذلك ينخفض ضغط الدم.
3.الأدوية: يساعد استخدام بعض الأدوية على التخفيف من أعراض انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، ولكن يؤكّد على ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء، أو إجراء أي تعديل على جرعة الدواء، أو موعد استخدامه، وسنتطرق لهذه الأدوية فيما يأتي:
-استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، واختصارًا NSAIDs قبل تناول الوجبة، حيث تساعد هذه الأدوية على زيادة حجم الدم من خلال الاحتفاظ بالأملاح في الجسم.
-استخدام الأكاربوز (بالإنجليزية: Acarbose) والغوار (بالإنجليزية: Guar)، إذ ينتمي الأكاربوز لمجموعة مثبطات الغلوكوزيداز (بالإنجليزية: Glucosidase inhibitor)، أما الغوار فهو مادة صمغية مستخرجة من حبوب الغوار، ويكمن دورهما في تقليل امتصاص الغلوكوز من الأمعاء، وكذلك تقليل سرعة عملية تفريغ الطعام من المعدة وانتقاله للأمعاء.
-تجنب استخدام الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم قبل تناول وجبات الطعام.
-ايقاف استخدام مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics) المستخدمة في علاج فشل القلب الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic heart failure) بعد استشارة الطبيب، فقد وُجد أنّ إيقاف استخدام مدرات البول قد يحسن من أعراض انخفاض الضغط بعد تناول الطعام.
-إعطاء حقنة أوكتريوتايد (بالإنجليزية: Octreotide) تحت الجلد قبل تناول الوجبة، إذ إنّ الأوكتريوتايد يشبه في آلية عمله هرمون السوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin) الذي يفرزه البنكرياس، فيساهم هذا العقار في تقليل تدفق الدم إلى الأمعاء، ويُشار إلى أنّه لا يُستخدم إلا إذا فشلت العلاجات الأخرى، إذ إنّ كلفته عالية، وقد يسبب آثارًا جانبية خطيرة.
4.ارتداء حزام البطن: فقد وُجد أنّ لارتداء الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings) دورًا في التخفيف من حالات الإغماء والدوار، حيث تحسن من تدفق الدورة الدموية في القدمين من خلال الضغط على الساقين والتسبب بتضييق الأوردة، ويُشار إلى قلة فعالية الجوارب التي تصل للفخد أو للركبة فقط، كما وُجد أنّ ارتداء حزام البطن (بالإنجليزية: Abdominal binder) قد يقلل من تجمع الدم في منطقة البطن.
5.ممارسة التمارين الرياضية: تساهم ممارسة التمارين الرياضية في تقوية جدار الأوعية الدموية، لذلك فإنّ ممارستها ما بين وجبات الطعام قد يخفف من أعراض انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، ويُعدّ المشي مثالًا على هذه التمارين، إذ يساعد على تعزيز تدفق الدم، ولكن قد ينخفض ضغط الدم مرة أخرى لدى المصاب بمجرد التوقف عن المشي.
6.إجراءات أخرى ومنها ما يأتي:
-الجلوس أو الاستلقاء بعد تناول الوجبة لمدة ساعة أو ساعتين إذا كانت الأعراض شديدة.
-استهلاك الكافيين، إذ يؤدي الكافيين لانقباض الأوعية الدموية أيضًا، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استخدامه صباحًا قبل تناول وجبة الإفطار لتقليل تأثيره في النوم، ولتجنب اعتياد المصاب على استخدامه باستمرار.
اقرأ المزيد عن:
الإحتلال يوجه إنذارًا عاجلًا لسكان بيت حانون
مخالفات واسعة في وزارة التربية والتعليم ومديرياتها
تدهور الحالة الصحية لأسماء الأسد بعد عودة اللوكيميا
توضيح من إدارة السير بخصوص ما حدث في أبوعلندا
منتخب الكرة يتصدر إنجازات الرياضة في 2024
إطلاق صواريخ من غزة واستنفار في القدس وجنوب فلسطين
مخالفات مالية وإدارية في التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة
مخالفات مالية وإدارية في وزارة الشباب
الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة نيفاتيم بصاروخ
منظمة سورية تقدّر عدد المختفين قسرا رغم فتح السجون
ولي العهد ينشر مقطع فيديو برفقة إبنته الأميرة إيمان
قرار هام من الأمانة بخصوص المسقفات .. تفاصيل
مهم بشأن قسط التأمين الإلزامي على المركبات
هام لطلبة التوجيهي بخصوص الامتحان التكميلي
كتلة هوائية باردة تؤثر على الأردن في هذا الموعد
إعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية
إحالات إلى التقاعد المبكر في التربية .. أسماء
يارا صبري تلتقي والدها الفنان سليم صبري بعد غياب طويل
9 بنوك أردنية ضمن لائحة أقوى 100 مصرف عربي
زوجة راغب علامة تخرج عن صمتها بعد أزمة التسجيل الصوتي
منخفض جوي وأمطار صباح وظهيرة الجمعة .. تفاصيل
أموال ممنوحة للأردن سُحبت للتأخر في إنجاز مشاريع
توقعات برفع أسعار البنزين والديزل الشهر الحالي